صرح الجيش الأميركي أمس أنه يحرز تقدما مطردا في اليوم الثالث من هجومه الواسع على عناصر طالبان في منطقة مرجة بإقليم هلمند جنوبي أفغانستان مشيرا إلى أن المناطق التي تنتشر بها القنابل المزروعة على الطريق تعرقل تقدم القوات أما الجيش الأفغاني فقد أعلن من جانبه السيطرة على بلدة مرجة كلها تقريبا. وفي هذه الأثناء تعهدت حركة طالبان في بيان بمناسبة الذكرى العشرين لانسحاب القوات السوفيتية مهزومة من أفغانستان بهزيمة الجيش الاميركي.
وفيما قال مسؤول في حكومة إقليم هلمند إن 12 مقاتلا من حركة طالبان قتلوا الليلة قبل الماضية في الهجوم أعلنت قوة حلف شمال الأطلسي (إيساف) أمس أن جنديا أجنبيا قتل بالرصاص في جنوب أفغانستان لكنها لم توضح ما إن كان مشاركا في العملية التي اطلق عليها اسم “مشترك” أم لا. ولم يكشف عن جنسية الجندي وهو السابع الذي يقتل منذ بدء العملية في مرجه.
ومن جانبه أعلن الجيش الأفغاني السيطرة على بلدة مرجة بكاملها “تقريبا” وضواحيها فيما فر عناصر طالبان .
وصرح متحدث باسم “المارينز” أمس أن قوات مشاة البحرية تحرز تقدما مطردا في واحدة من أكبر العمليات التي يشنها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان منذ بداية الحرب في 2001 غير أن المناطق التي تنتشر بها القنابل المزروعة على الطريق تعرقل تقدمها.
والهجوم أول اختبار لخطة الرئيس الأميركي باراك أوباما بإرسال 30 ألف جندي إضافي لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها المتمردون قبل خفض مقرر لعدد القوات بداية من عام 2011 . وقال الكابتن أبراهام سيب من مشاة البحرية “نحرز تقدما مطردا ولكننا منظمون جدا فيما يتعلق بفحص الطرق وتطهيرها في منطقة مليئة بالعبوات الناسفة بدائية الصنع” مضيفا أنه لن يتم الإعلان عن أعداد القتلى أو الأسرى من المتشددين. وقال مسؤولون أفغان امس الأول إن ما يصل إلى 35 متشددا قتلوا في أول يومين من العملية. وقال سيب “لم تكن هناك مقاومة تذكر في كثير من المناطق في مرجه. وثمة مناطق واجه فيها مشاة البحرية مقاومة عنيفة ولكنهم يحرزون تقدما مطردا”.
وفي بيان أمس بمناسبة الذكرى العشرين لانسحاب القوات السوفيتية المهزومة من أفغانستان قالت طالبان “سيواجه المحتلون الحاليون لأفغانستان الهزيمة مثل الجيش الأحمر.” وأضافت “بعد 20 عاما من هزيمة الجيش الأحمر أمهل أوباما اليوم وفي أفغانستان أيضا قائد الغزاة الأجانب (قائد قوات حلف شمال الأطلسي الجنرال الأميركي ستانلي) مكريستال عاما ونصف العام ليثبت انتصاره على الإمارة الإسلامية”.
وفي مثال يظهر المقاومة الشرسة التي يبديها مقاتلو طالبان حاولت وحدات من مشاة البحرية مرتين منذ أمس الأول الوصول إلى منطقة أسواق في مرجه لتطهير مواقع تؤوي عناصر من الأعداء لكنها تراجعت أمام إطلاق نار كثيف ورصاص القناصة. وتم استدعاء طائرات هارير وطائرات هليكوبتر مهاجمة مزودة بصواريخ للمساعدة. وصرح مسؤولون أفغان بأنه كانت هناك بعض الاشتباكات. وقال غلام محيي الدين غوري الجنرال البارز في الجيش الأفغاني في هلمند “دار قتال الليلة قبل الماضية ومازالت بعض الاشتباكات المتقطعة دائرة في مرجه .. تكبد العدو خسائر”.
ويتوقف جانب كبير من نجاح العملية في هلمند على ما إذا كانت الإدارة ستكسب ثقة السكان كما يجب أن تكون القوات الأفغانية قادرة على منع طالبان من العودة.
وتقوم مصداقية حلف الأطلسي والحكومة الأفغانية على الحد من أعداد القتلى من المدنيين خاصة منذ أن طلب قادة الحلف من سكان مرجه التزام منازلهم خلال الهجوم. وقال جولاب مانجال حاكم إقليم هلمند إن ثلاثة كانوا يعتزمون تنفيذ هجمات انتحارية قتلوا أمس الأول أثناء محاولتهم تفجير أنفسهم بين جنود.
وتعد مرجه منذ فترة طويلة أرضا خصبة للمسلحين وزراعة الخشخاش المربحة التي تقول الدول الغربية إنها تمول التمرد. ويتهم مسؤولو طالبان حلف الأطلسي بالتضخيم من أهمية المنطقة لتعويض الخسائر السابقة.
الصحفيان الفرنسيان المختطفان في أفغانستان بخير
باريس (ا ف ب) - أفاد مدير الأخبار في محطة “فرنسا 3” التلفزيونية العامة بول ناون أمس الأول أن صحفيي المحطة اللذين خطفا في 30 ديسمبر في أفغانستان بخير ويعاملان معاملة جيدة, مع عرض مقتطف قصير من شريط فيديو تلقته فرانس برس.
وذكرت القناة أن الصحفيين يقولان في الشريط إن الوقت يمر ببطء ويحضان على دفع المفاوضات قدما من أجل الإفراج عنهما. وقال بول ناون أن الفيديو صور “قبل 3 أسابيع .. لكننا تلقينا منذ ذلك الحين أدلة أخرى تؤكد أنهما على قيد الحياة. يمكننا هذا المساء أن نقول إن زميلينا ومرافقيهما الثلاثة بخير ويعاملون معاملة جيدة”.
وأضاف “اخترنا تمويه الصور كما نفعل في كل حالة احتجاز رهائن وتقديرا لمشاعر أهاليهم ، دون أن ننسى أن شريط الفيديو قد يكون صور تحت الضغط”.
عدد اليوم
