جرينسبان يدعو دول الخليج إلى التخلي عن ربط عملاتها بالدولار

قال آلان جرينسبان الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي إن على دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي التخلي عن ربط عملاتها بالدولار لمحاربة التضخم الذي سجل مستويات عالية· وأضاف في محاضرة عقدت أمس الأول في بنك أبوظبي الوطني أن استمرار ربط هذه الدول لعملاتها بسعر صرف ثابت سيؤدي إلى زيادة ظاهرة التضخم التي تشكل تحديا أمام اقتصادياتها، منوها إلى أن احد الحلول المطروحة تكمن في تعويم هذه العملات والتي تساهم في التقليل من ظاهرة التضخم لكنها لن تكون الحل النهائي· ووصل التضخم إلى مستويات عالية في دول ''التعاون'' ففي الإمارات تشير الإحصائيات الرسمية إلى انه بلغ 9,3% العام الماضي بينما تعدى 13% في قطر وفي السعودية 7%· وأشار جرينسبان إلى أن اقتصادات دول المجلس في الوقت الحالي ليست كما كانت عليها الحال قبل 15 سنة، وان الاستمرار بالسياسة الحالية قد يؤدي إلى استفحال ظاهرة التضخم وستكون معالجتها في المستقبل أصعب· وتربط دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء الكويت عملاتها بسعر صرف ثابت بالدولار، وهو ما يدفعها إلى اقتفاء آثار السياسة النقدية الأميركية· وقال معالي محافظ مصرف الإمارات المركزي سلطان بن ناصر السويدي أمس الأول إن ربط عملات دول مجلس التعاون بالدولار خدم اقتصادات الخليج ، وأدى إلى مزيد من التدفقات النقدية حيث شهدت دول المنطقة مزيدا من التجارة والأعمال، وساعد دول مجلس التعاون على الاستعداد للوحدة النقدية· وأشار جرينسبان في محاضرته ببنك ابوظبي الوطني أمس الأول إلى أن الدولار ضعيف في هذه الفترة مضيفا:على مدى عقود مضت كان الدولار يشكل الاحتياطي الرئيسي العالمي دون منافس أما الآن فقد برز نجم اليورو الذي بدأت قوته في الازدياد من حيث السعر وكعملة احتياطية عالمية مرتقبة· وبين أن قوة اليورو تكمن في الإقبال على شرائه والاحتفاظ به من قبل الأفراد وهو ما يتوقع أن يزداد في الفترة المقبلة، موضحا أن استيعابه من قبل الأفراد يعتبر أهم كثيرا من استيعابه من قبل الحكومات· وتحتفظ كثير من الحكومات خاصة الناشئة باحتياطي كبير من الدولار فيما تربط أيضا كثير من هذه الدول عملاتها بأسعار صرف ثابت بالدولار· وأضاف أن بروز قوى اقتصادية جديدة واستمرار طلبها على الاستهلاك سيؤدي إلى استمرار الطلب على النفط متوقعا أن يرتفع سعره إلى مستويات أعلى، وان يستمر الطلب عليه إلى ما لانهاية· وأشار إلى أن قدرة الدول المنتجة على ضخ كميات اكبر من النفط باتت محدودة في الوقت الذي يزداد فيه الطلب عليه من قبل الصين والهند· واعتبر جرينسبان أن أي مقاومة أميركية لاستثمار الصناديق السيادية ستكون لها نتائج سلبية، مشيرا إلى أن سياسة العولمة والانفتاح التي تتبعها الولايات المتحدة عادت عليها بفوائد كثيرة وان اتخاذ أي إجراءات حمائية ضد هذه الاستثمارات من شأنه أن يعود بالضرر والخسارة على الاقتصاد الأميركي· وأضاف: أن هذا التراجع في سياسة الولايات المتحدة بالانفتاح واتخاذ إجراءات حماية يجعلني حزينا ولا يحقق نتائج ايجابية للولايات المتحدة· وفيما يتعلق بأزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة قال جرينسبان إن هذه الأزمة لم تنته ،وتفاعلاتها مستمرة، فحتى الآن لم تظهر الخسائر الحقيقية لهذه الأزمة· وأوضح أن تدخل الحكومة الأميركية لدعم بعض المؤسسات سيكون لها دور كبير في معالجة الأزمة·