الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العين تقرأ» يجمع بين الأدب والفن تحت مظلة التفاعل الجماهيري

«العين تقرأ» يجمع بين الأدب والفن تحت مظلة التفاعل الجماهيري
6 أكتوبر 2011 20:59
بحلته الجديدة عاد معرض «العين تقرأ» للكتاب في سنته الثالثة على التوالي، ليبهر سكان مدينة الواحات وزوارها بقالبه المتنوع الذي جمع تحت مظلته هواة الفنون المختلفة كالشعراء والأدباء والقصاصين والرسامين والخطاطين والمصورين في ظاهرة تعد الأولى من نوعها على صعيد المعرض نفسه ومدينة العين وإمارات الدولة ومدنها الأخرى، وحظي الزائر للمعرض، الذي سيختتم فعالياته غدا، أيا كان عمره أو جنسيته بالاهتمام اللازم بوصفه العنصر الأهم في إقامة مثل هذه المعارض. في التوسعة الجديدة للعين مول وفي الفترة من الثاني وحتى الثامن من أكتوبر الجاري افتتحت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومشروع كلمة معرض «العين تقرأ» للكتاب، حيث ضم على مدار أسبوع سلسلة من البرامج والأنشطة التربوية والترفيهية المخصصة للكبار والصغار بمشاركة 30 دار نشر وتوزيع محليين ونخبة من المؤلفين والشعراء والتشكيليين. حدث فريد عن الهدف من إقامة معرض «العين تقرأ» واختيار مدينة العين على وجه التحديد، قال جمعة القبيسي، نائب المدير العام لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث لشؤون دار الكتب الوطنية ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب «يُعتبر المعرض حدثا محليا فريدا من نوعه، وقد غمرتنا ردود الفعل الإيجابية سواء من قطاع النشر أو مجتمع العين الذي يعكس ما لديه من شغف تجاه الكتب. ومع إضافة حلقات ونقاشات جديدة وحضور ضيوف جدد، لا شك بأن هذه التظاهرة ستتيح للجمهور في أبوظبي والمنطقة الشرقية فرصة حقيقية لقراءة الكتب والإطلاع على الثقافة الإماراتية الغنية». وحول طبيعة الفعاليات التي ستقام على أرض المعرض، قالت منسقة البرامج والفعاليات في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث سارة الشكر «برنامجنا لهذا العام اشتمل على فعاليات تعرف بالثقافة والتراث الإماراتيين من خلال القصص التي قدمها قصاصون على المسرح أمثال علي التميمي راوي القصص الإماراتي المعروف الذي يتمتع بشعبية عالية بين الأطفال بفضل مقاربته الترفيهية للثقافة والفن الإماراتيين، والراويتين الدكتورة نجوى الحوسني والدكتورة مريم خلفان الذين قرؤوا للأطفال بأسلوبهم المميز كتبا مشوقة وقصصا من تأليفهم فتحت على إثرها أبواب الأسئلة والمسابقات الممتعة والجوائز المحفزة لتثبت المفاهيم والقيم التي تعرفوا إليها عبر القصص وتحمسهم على التفكير والاستنتاج، وكذلك جلسات نقاش وحوارات تفاعلية مع الكاتبة مريم الساعدي على إثر قراءة كتابها «أبدو ذكية»، ومع مبدع شخصية حمدون الإماراتية وهو عبد الله الشرهان الذي عرض نماذج لرسومات من هذه الشخصية المعروفة وللشعر أيضا نصيب على خشبة المسرح حيث أقيمت على مدار 3 أيام أمسيات شعرية قصيرة قدمتها الشاعرتين الإماراتيتين الدكتورة ميثاء الهاملي وزينب عامر الحضرمي والشاعرة التونسية إيناس العباسي بالإضافة إلى محاورة الجمهور حول أشعارهن ودواوينهن وإعادة توقيعها في نهاية الجلسة». إشراك الجمهور من ضمن البرامج الثقافية التي تم فيها إشراك الجمهور، بحسب الشكر، فقرة تعليم فن الخط العربي والتي قدمها الخطاط الإماراتي خالد الجلاف إذ قام بعرض كيفية خط أسماء الزوار المختلفة وتقديمها هدية لهم، ومن أجل بناء ثقافة سينمائية لدى الجمهور وتوسعة دائرتها تم عرض مجموعة من الأفلام السينمائية القصيرة من مسابقة أفلام الإمارات وذلك على شاشة بلازما على المسرح تلاها حوار شيق ضمن فقرة من المرئي إلى المحكي حول كيفية كتابة السيناريو السينمائي قدمها المؤلفان والمخرجان أحمد عرشي ونواف الجناحي. ?أما الفقرة التراثية أو البرنامج التراثي فقد تمثل في عرض نساء إماراتيات يعملن في قسم التراث المعنوي في الهيئة للحرف والمشغولات اليدوية القديمة كالسدو والتلي والسف كما قمن بتعليم الأطفال كيفية صناعة مذكرة للكتاب من النخيل المسفوف. وأوضحت الشكر أهمية ركن الإبداع المقام في المعرض في تقديم نشاط تفاعلي للأطفال يهدف إلى تشجيعهم على القراءة والترويج لها، وذلك عبر سلسلة من الأنشطة مثل قراءة قصص للأطفال ونقاشهم حولها وتكليفهم برسم شخصياتها وفق ما رسخ في خيالاتهم من أحداث قامت بها تلك الشخصيات ضمن ما يمكن تسميته بالرسم التخيلي، بالإضافة إلى إطلاق مواهبهم وتحفيزهم لتصميم وصناعة أغلفة لتلك القصص التي عرفوا محتواها. إضافات جديدة من الإضافات الجديدة التي توجد للمرة الأولى في معرض «العين تقرأ» وجود عدد من الفنانين التشكيليين والمصورين الذين شاركوا بعمل واحد لهم سواء كان لوحة فنية أو صورة فوتوغرافية، ولعل تواجدهم من خلال معرض خاص بالكتاب يمنحهم فرصة جميلة للتعبير عن أنفسهم ومد جسور التواصل بينهم وبين الجمهور من جهة وبين الناشرين والأدباء والشعراء. في السياق ذاته، قال الفنان التشكيلي خالد الحدادي «الكتابة والشعر والرسم والتصوير فنون مختلفة تنصب في بوتقة التعبير الجمالي والحسي، وإن كان أسلوب التعبير مختلفا، وأعتقد أن وجودنا سيضيف لنا وللجمهور والمشاركين الكثير، حيث إن تواجدنا مع المؤلفين والشعراء سيفتح قنوات تواصل فنستفيد من قراءاتهم لأشعارهم وكتبهم وقصصهم ونستوحي منها أفكارا للوحاتنا وبالعكس هم يستوحون من لوحاتنا قصصا وأشعارا جديدة يكتبونها، بل ويمكن أن يختاروا إحدى اللوحات لتكون غلافا لأحد مؤلفاتهم». وأضاف «ليس أدل على ارتباط القصص بالرسم أو الفن التشكيلي أن اللوحة التي أعرضها الآن في معرض العين تقرأ تعبر عن أبوظبي في الخمسينيات تلك الفترة التي لم أعايشها لكنني سمعت عنها من الجيل الماضي وجلست هناك أتخيل كيف كانت والقوافل التي كانت تمر منها قبل أن تدخل ببضاعتها إلى أبوظبي ورسمتها مما سمعته وتخيلته». وأضاف الحدادي «عرض لوحاتنا وصورنا أيضا في معرض العين لتقرأ يكسر الحاجز بيننا وبين الجمهور، ويعرفهم بنا فندخل في حوارات ونقاشات معهم تسهم في رفع الذوق العام حول الفن التشكيلي وماهيته، كما نشعر نحن كفنانين تشكيليين ومصورين إماراتيين موجودين في مدينة العين أننا لم نحصل على حقنا الكافي في الظهور مجتمعيا وإعلاميا ولعل مشاركتنا هذه تكون فاتحة خير علينا حيث اتفقنا باجتماعنا في المعرض أن نشكل رابطة فناني العين وسنطلقها إلكترونياً قريباً». من أجل تعريف الجمهور ببعض الكتاب والاحتفاء بهم وبكتبهم قامت دار كتاب للنشر لصاحبها الدكتور جمال الشحي بعقد جلسات نقاش مع الكتاب تلتها حفلات توقيع الكتب، إلى ذلك، قال الشحي «في العادة عندما يطلق الكاتب كتابه يتم ذلك في احتفالية لمرة واحدة يجتمع فيها بمحبيه والمهتمين بكتبه ويستمعون لنبذة عنها، ومن ثم يوقع نسخا من كتابه ويتم على إثر ذلك توزيع النسخ في الأسواق، لكننا اليوم نفتح أبوابا أوسع ليتواصل الكاتب مع جمهوره الذين يعرفوه أو لا يعرفوه فبمشاركتي في المعرض سأقدم نفسي أمامهم وأتحدث عن كتابه وأجيب على أسئلة الجمهور». وقرأ الشحي بأسلوب سردي شيق قصصا من مجموعته «قطو حسون» على مسامع الأطفال وبالذات الناشئة التي يوجهها إليهم، وكذلك قرأ أجزاء منها على مسامع الجمهور في جلسات أخرى، وأخذ يعلق على أسلوب الكتابة لفئة الناشئة نظرا لقلة القصص الموجهة لهم. وبالنسبة للكتّاب الذين سيحتفي بهم المعرض فهم الكاتب الإماراتي والباحث في التراث عبد العزيز المسلم عن مجموعة ألفها من القصص الإماراتية بعنوان «قصص خرافية»، والكاتب والصحفي العراقي شاكر نوري عن قصته «شامان»، والكاتبة والصحفية السعودية بدرية البشر عن كتابها «تزوج سعودية»، والكاتب الإماراتي الذي يدرس الهندسة في جامعة الإمارات الشاب عبد الله النيادي عن قصته «مملكة ريحانة». من جانب آخر، عبرت الشاعرة الإماراتية الدكتورة ميثاء الهاملي عن أهمية مشاركة الشعراء في معارض الكتب مثل معرض العين تقرأ، لافتة إلى أن ذلك يجعلها وزملائها الشعراء والشاعرات قريبين من الناس، حيث يقصد المعرض شريحة كبيرة من مختلف الأجناس والأعمار فيتعرفون على تجربتهم الشعرية عبر قراءة مقتطفات من أشعارهم على المسرح، والاستماع لأسئلة ونقاشات الجمهور حولها ما ينمي الذوق العام تجاه الشعر. فوائد عديدة عن أهمية مشاركته والعارضين الآخرين في معرض العين تقرأ، قال أسامة الشناق، صاحب محل لبيع برامج الكمبيوتر والوسائل التعليمية في الشارقة «هذه السنة الثالثة التي أشارك فيها في معرض العين تقرأ إذ آتي من الشارقة خصيصا لأشارك بركن خاص بي فالمعرض يوفر لي ولغيري من العارضين الدعاية الكبيرة التي نحتاج لها لبيع منتجاتنا من الكتب والسيديهات وبرامج الكمبيوتر، نظرا لسمعته الطيبة وتهافت الناس على زيارته ما يعني مبيعات أكبر وانتشار أوسع، كما يجد الجمهور ما يحتاجه من كتب وبرامج مجتمعا في مكان واحد وبأسعار مناسبة جدا بفضل الخصومات». وأكدت الشكر أن طلبة المدارس والجامعات هي الفئة المستهدفة الأكبر بين الجمهور حيث تم التنسيق لزيارة ألفي طالب وطالبة من مختلف مدارس الدولة وجامعاتها، وإشراكهم في جميع الفعاليات المقامة وذلك بغية خلق الوعي لديهم بأهمية القراءة وقيمتها وتحفيزهم على ممارستها. ومشهد طلاب المدارس الذين حضروا يوميا مع معلميهم ومعلماتهم إلى المعرض ليستمتعوا بفعالياته يبرز أهمية وجمالية معرض العين تقرأ ونجاحه في تحقيق الفائدة، ومنهم الطلبة محمد بسام وعلي الزرعوني وإيهاب مصطفى (في الصف السادس في إحدى مدارس العين)، الذين تاهت الكلمات عن شفاههم وهم يحاولون التعبير عن سعادتهم بالمعرض وفعالياته المتنوعة من قصص استمعوا لها وأخرى رسموا شخصياتها، ومسابقات تحدت تفكيرهم وجوائز قدمت لهم أدخلت البهجة والسعادة إلى قلوبهم. فاطمة الكعبي وصديقتها نسرين علي عبرا عن إعجابهما بمعرض العين تقرأ واستفادتهما منه، وقالتا «نحن من عشاق التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي فنحن موهوبتان في هذين الفنين وعبر زيارتنا للمعرض استوقفتنا كثيرا اللوحات والصور المعروضة نظرا لإتقانها وجمالها وقد تحاورنا مع عددا من الرسامين والمصورين واستفدنا من خبراتهم.»
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©