السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غرس قيمة العلم في نفوس الأبناء يدفعهم للتوجه إلى المدرسة دون إكراه

غرس قيمة العلم في نفوس الأبناء يدفعهم للتوجه إلى المدرسة دون إكراه
6 أكتوبر 2011 20:40
ذهاب الأطفال إلى المدرسة قد يكون تجربة مثيرة ومفيدة لهم عقليا وذهنيا واجتماعيا، أو قد تكون تجربة سلبية لكل قدراتهم وتطورهم النفسي والاجتماعي؛ ففي المدرسة يتعرض الطالب في مختلف الأعمار إلى امتحانات يومية لمدى نضوجه النفسي وقدراته العقلية ويواجه في كل لحظة تحديا مجهدا لكل قواه وقدراته العقلية. مسؤولية مشتركة المدرسة ليست مكانا لتعلم القراءة والكتابة بصورة عقلية بحتة مجردة من أي تأثيرات أخرى، بل إن الطالب في المدرسة يضع عقله وقلبه ومستقبله على المحك لمدة تصل إلى 14 سنة هذا إن تم احتساب سني الروضة. فكيف يمر الطلاب بهذا الامتحان الطويل المسمى المدرسة؟ وماذا يمكن للآباء أن يفعلوا لهم كي تكون المدرسة مكانا للتعلم والنضوج والنمو الصحي في الوقت نفسه، لمواجهة الحياة الحقيقية بعد المدرسة؟ إلى ذلك، تجيب فاطمة العلي، المتخصصة في الإرشاد الأسري «من المؤكد أن المدرسة ليست المسؤولة الوحيدة عن نفور هؤلاء الطلبة من التعليم، بل تقع المسؤولية بالتساوي على الأسرة ممثلة في الأهل، وعلى عوامل أخرى خارجة عن إرادة الأسرة والأهل والطالب. حيث يؤكد الكثير من المختصين في علم نفس الإنسان عامة والطفل خاصة أن تجارب الطفولة بكل أنواعها تضع حجر الأساس للتوجهات العاطفية والفكرية لدى الإنسان فيما بعد، فإن كانت التجارب سعيدة تكون في داخل الطفل إحساسا بالود والإيجابية نحو الظروف المحيطة به». وحول أهم الدوافع الكامنة التي تجعل الطفل يكره المدرسة، تقول العلي «قد تكون شخصيّة الطفل وما يمتلكه من استعدادات وقدرات وميول تجعله لا يتقبّل الجوّ المدرسي، ولا يقبل عليه أو نتيجة عدم قدرة التلميذ على استغلال وتنظيم وقته، مع جهله لأفضل طرق الاستذكار، فيسبّب له إحباطاً وإحساساً بالعجز عن مسايرة زملائه في التحصيل العلمي، أيضا الرغبة في تأكيد الاستقلالية وإثبات الذات، فيظهر الاستهتار والعناد، كذلك ضعف الدافعية للتعلّم وهي حالة تتدنّى فيها دوافع التعلم فيفقد الإثارة لمواصلة التقدم، ما يؤدّي إلى الإخفاق المستمر وعدم تحقيق التكيّف الدراسي والنفسي». وتضيف العلي «كذلك سيطرة بعض أنواع العقاب بشكل عشوائي وغير مقنن مثل تكليف التلميذ بكتابة الواجب مرّات عدّة، أوالحرمان من بعض الحصص الدراسية، أيضا من الملاحظ أن بعض الأمهات يدلّلن أولادهن بصورة مبالغ فيها. لذا يجب أن يعلم الطفل أن هنالك وظيفة عليه أن يؤديها متمثلة في الالتزام بالدراسة ليكافأ، وأنه سيعاقب في حال لم يلتزم». تحديد الهدف من أجل ألا يمر صباح كل يوم عند الذهاب للمدرسة بالصياح والتذمر قبل إقناع الأبناء بالذهاب إلى المدرسة، تنصح العلي «تهيئة الطفل للمدرسة وللجو الدراسي والاستعداد لرحلة طويلة تحتاج إلى صبر وقوة إرادة، فهذا الأمر يولد لدى الطفل الرغبة بالتوجه إلى المدرسة دون إكراه، أيضا لابد أن يكون هناك تحديد للهدف. وهنا يفتقد الكثير من الأطفال إلى وجود الهدف من الذهاب للمدرسة، وحين يسألون لا يجدون الأجوبة التي تخاطب نفوسهم وعقولهم، لذلك من أجل ذلك لابد من الأسرة أن تغرس قيمة التعلم في المدرسة من خلال التأمل في آيات العلم والتعلم في القرآن الكريم وخاصة سورة العلق وأوائل القلم وتأمل آيات من سورة فاطر وفهم معانيها التي تدعو الإنسان إلى أهمية التعلم ليبني ويعمر وطنه، مع ربط القيم المستمدة من الآيات كقيمة القراءة والكتابة والاختراع بحياة العلماء والعباقرة». وحول أهمية التحفيز، تؤكد العلي «التحفيز ثم التحفيز هو من أنجح الأساليب المستخدمة لتحبيب الطفل في الدراسة وإثارة دافعيته للتعلم، فالكلمات التحفيزية لها دور كبير في إثبات القدرات وزيادة التركيز والانتباه وتقوية الذاكرة، أيضا لا ننسى تأثير اكتساب مهارات النجاح الدراسي، فتزويد الطفل بالمهارات الدراسية غالبا ما تساعده على تحقيق النجاح والتفوق ويتم ذلك من خلال تعليم الطفل كيفية التخطيط للوقت بعمل جداول مبسطة مع تعليمه مهارة الحفظ السريعة وكيفية تقويتها، مع إيجاد مهارة حل المشكلات الدراسية وكيفية تخزين المعلومات، ومهارة المذاكرة وطرق رفع الدرجات». وترى العلي أن الطفل لو تعلم هذه المهارات وطبقها سيصل إلى النجاح وسيتفوق على غيره من أصدقائه بالفصل الدراسي. وتشير العلي إلى أنه على الأسرة أن تشعر الطفل بقدرته على النجاح بالمحاولة والتميز، مع ضرورة أن يستخدم الأهل أساليب الثواب والعقاب في تعاملهم مع طفلهم، فإذا ما أحسن الطفل أداءه في المدرسة على الأهل أن يكافئوه ويشجعوه. وفي حال أهمل يجب قصاصه، كذلك على الأهل أن يقدموا للطفل نماذج للسلوك المرغوب فيه، ويحببوا إليه تقليده، كما يجب أن يدفعوا أطفالهم إلى التخطيط لأهداف قريبة وأخرى بعيدة ليسعوا لتحقيقها بالطموح والجد والاجتهاد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©