الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دمشق: المعارضة السورية «أشخاص لا يفقهون شيئاً»

6 أكتوبر 2011 17:05
رحبت السلطات السورية أمس باستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لوقف مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو الى إجراءات ضد نظام الرئيس بشار الاسد ووصفته بـ”اليوم التاريخي” قائلة “إن هاتين الدولتين تقفان الى جانب الشعوب وضد الظلم”. واتهمت بثينة شعبان مستشارة الأسد في حوار مع وكالة “فرانس برس” الدول الغربية بتشجيع العصابات المسلحة في شكل غير مباشر لاشعال حرب طائفية في سوريا، وقالت “إن هذه العصابات المسلحة تهاجم المدارس وتخطف النساء وتعذب الناس وتقتلهم على خلفية طائفية بهدف إشعال حرب طائفية على غرار ما حصل في العراق.. المسيحيون ليسوا وحدهم المستهدفين في سوريا بل جميع العلمانيين ومن يؤمنون بالتعايش بين الأديان”. وقالت شعبان “إن المجلس الوطني السوري المعارض الذي تأسس في اسطنبول يتألف في غالبيته من الاخوان المسلمين ومن أشخاص لا يفقهون شيئا عن الوضع السوري”. واضافت “انهم لا يقيمون هنا وليسوا على احتكاك بالواقع والشعب السوري”، مكررة رفض أي معارضة تؤيد تدخلاً اجنبياً. كما دعت الأصدقاء الاتراك الى اعادة النظر في موقفهم غير المستند الى وقائع”، مشددة على أن عملية الإصلاح مستمرة ولكن ينبغي اعطاءها وقتاً”. وقالت شعبان بعد فشل قرار مجلس الامن “اعتقد أن السوريين مرتاحون لرؤية أن هناك قوى أخرى في العالم تقف في وجه الهيمنة والتدخل العسكري في شؤون دول وشعوب”، وأضافت “اعتبر أن روسيا والصين وعبر استخدام حق النقض وضعتا نفسيهما الى جانب الشعب السوري واعطتانا الوقت لاجراء الاصلاحات بهدف التوصل الى التعددية السياسية بدون ان نضطر كما آمل، لمواجهة المعاناة التي تعرض لها العراق وليبيا وباكستان وافغانستان”. وعبرت شعبان عن شكرها لموسكو وبكين، وأوضحت “انها المرة الاولى التي تلجأ فيها روسيا والصين الى الفيتو لدعم شعوب الشرق الاوسط في حين استخدمته الولايات المتحدة عشرات المرات ضد حق الشعب الفلسطيني في حياة كريمة وأرض، وعليه كيف يدعون الحديث عن حقوق الشعوب”. واضافت “اتوقع ان يكون المستقبل الى جانب روسيا والصين والشرق.. انا سعيدة لذلك لأنه يكفينا من استعمار وهيمنة الغرب.. يكفي ما لحقنا من ظلم من الغرب عبر استخدام مجلس الأمن او هيئات أخرى لانه يسيطر على كل شيء”. وأعرب متحدث رسمي باسم وزارة الخارجية السورية عن تقدير بلاده لموقفي روسيا والصين للحيلولة دون فرض عقوبات عليها من جانب مجلس الأمن، وكذلك مواقف الدول التي امتنعت عن التصويت. وقال “إن بلاده إذ تشد على أيدي الدولتين اللتين مارستا الفيتو لمنع استهدافها، تقدر في الوقت نفسه مواقف الدول الممتنعة عن التصويت وترى فى ذلك ردا للاعتبار لمفهوم التصويت والفيتو في مجلس الأمن بعد أن كان المجلس بنظر الشعوب مع تشريع احتلال العراق وحماية العدوان الإسرائيلي المستمر على شعب فلسطين والبلاد العربية ومصدرا للقلق والرعب من قرارات تعد في الغرف السوداء لتمكين الدول المهيمنة من التحكم بمستقبل الشعوب وقهر إرادتها”. وأضاف المتحدث “ان سوريا تقدر عاليا المشهد الذي عكسته مداولات مجلس الأمن بصدد مشروع القرار وترى فيه رسالة ثقة توجه من منبر المجلس إلى شعوب العالم التي تحولت المنظمات الدولية بنظرها طوال عقود مضت إلى أدوات خاضعة للهيمنة الاستعمارية تمارس سياسة الإخضاع والسيطرة والإلحاق بحق الشعوب والمجتمعات الأخرى”. وأضاف “لقد عاد الأمل لهذه الشعوب وعاد بعض الثقة باستعادة النظام العالمي قدرا من التوازن الذي افتقدته طويلا بفعل الهيمنة الأميركية والأوروبية التي جعلت قرارات مجلس الأمن أداة عقاب للمدافعين عن الاستقلال والتحرر وأداة حماية وتبرير وتغاض عن العدوان والإرهاب”. وتابع المتحدث “إن العالم القائم على التوازن والعدل بات أمنية غالية لكل شعوب العالم وأن نظاما عالميا جديدا قائما على هذه القيم يستحق الثبات وتكرار المثال والتجربة وسيكون موضع أمل وتقدير واحترام كل شعوب العالم التواقة للتحرر من عبودية القطب الواحد وتحرير الأمم المتحدة من وصمة وصاية المستعمرين الجدد عليها كما تحولت عصبة الأمم قبل اندثارها”. وكان بشار الجعفري مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة قال بعد فشل مجلس الأمن في اصدار مشروع القرار “إن أطرافا داخل مجلس الأمن تلجأ إلى التحرك بشكل أحادي الجانب خارج إطار الشرعية الدولية لتمرر مخططاتها ومشاريعها السياسية والعسكرية”. واضاف “إن بلادي مستهدفة من أعدائها من ناحية المبدأ وليس لأي سبب إنساني آخر، وهذه اللغة العدائية سببها مواقف سوريا السياسية المستقلة عن أجندات تلك العواصم”. وأضاف الجعفري “قلنا سابقا إن ما تتعرض له سوريا مشكلة لها وجهان الأول ان البلاد بحاجة فعلا لإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية مطلوبة شعبيا وتحتاجها وهو ما نعمل على تحقيقه، والثاني هو استغلال الحاجات والمطالب الشعبية لأهداف تختلف كليا عن رغبات الشعب بهدف تمهيد الطريق أمام التدخل الخارجي، وهذه أمور مرفوضة كليا من الشعب بما في ذلك من المعارضة الوطنية الداخلية الشريفة”. وقال الجعفري “بعض الأطراف داخل مجلس الأمن ما زالت تواصل زج المجلس في تطورات سوريا الداخلية بما يسيء لمبدأ سلطة القانون وبما يخدم الأجندات المعادية لهذه الأطراف تجاه سوريا وذلك تحت حجج وذرائع واهية لا علاقة لها بدور المجلس ومسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين”. وأضاف “لا يمكن لأي دولة أن تدعي بأنها أكثر حرصا من سوريا على سلامة وحياة أفراد شعبها حيث حرصت منذ بداية الأحداث المؤسفة والمؤلمة على الحفاظ على سلامة وحياة كل مواطن بما في ذلك تأمين كافة الخدمات والمستلزمات المعيشية والغذائية والدوائية الأساسية دون أي تباطؤ وذلك على الرغم من مسارعة بعض الدول إلى فرض عقوبات اقتصادية أحادية الجانب ضد سوريا خارج التوافق الدولي”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©