الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«فيتو» روسي- صيني يمنع إدانة نظام الأسد

«فيتو» روسي- صيني يمنع إدانة نظام الأسد
6 أكتوبر 2011 17:05
منحت روسيا والصين امس الحماية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد عبر استخدام “الفيتو” لمنع إصدار قرار في مجلس الأمن لإدانة قمع الاحتجاجات بذريعة منع تكرار سيناريو ليبيا وهو الأمر الذي أثار استياء واسعا من جانب الولايات المتحدة وأوروبا. وبعد تأخير الجلسة لمدة ساعة فجر امس، صوتت 9 دول مع مشروع القرار الذي كانت قدمته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال بدعم من الولايات المتحدة والذي يهدد النظام السوري بإجراءات محددة الأهداف على خلفية القمع الدامي للتظاهرات. بينما صوتت روسيا والصين ضده باستخدام حق النقض (الفيتو)، وامتنعت كل من جنوب أفريقيا والهند والبرازيل ولبنان عن التصويت. واعتبر السفير الروسي فيتالي تشوركين أن مشروع القرار استند إلى ما وصفه بـ”فلسفة المواجهة”، معتبرا أن التهديد بفرض عقوبات تحت مسمى “إجراءات محددة الأهداف” هو أمر غير مقبول، ومعربا عن مخاوفه من تكرار سيناريو التدخل العسكري في سوريا كما حدث في ليبيا رغم التأكيد المتكرر للحكومات الغربية انه لن يتم اللجوء إلى خيارات عسكرية. وأيد السفير الصيني لي باودونج الموقف الروسي، وشدد على وجوب إنهاء الأزمة في سوريا عبر الحوار قائلا “إن مشروع القرار لن يساهم في تسوية الوضع الراهن المتأزم في سوريا بل يزيده تعقيدا”، وحث في الوقت نفسه السلطات السورية على الإسراع في الإصلاحات التي وعدت بها. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ما زاوتشو في بيان “إن بعض الدول قدمت مشروع قرار للضغط بطريقة عمياء على سوريا وتهديدها حتى بعقوبات، وهذا لن يساعد على تحسين الوضع”. وحثت كافة الأطراف في سوريا على إنهاء جميع أشكال العنف وتشجيع الحكومة على الوفاء بتعهداتها بالإصلاح، وقالت “ينبغي عليهم بدء عملية سياسية شاملة بقيادة سورية بأسرع وقت ممكن ودعم جهود المصالحة التي تقوم بها الدول والمنظمات الإقليمية”. وفي المقابل، قالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس “ان بلادها مستاءة بشدة من إخفاق المجلس تماما في محاولة التعامل مع تحد اخلاقي ملح وتهديد متنام للسلام الاقليمي”، ونددت بموقف الدول التي رفضت القرار معتبرة أنها تفضل بيع أسلحة للنظام السوري. واضافت رايس “اليوم، لجأ عضوان الى الفيتو ضد مشروع تم تعديله في شكل كبير ولا يشير حتى الى عقوبات..ساكون واضحة، تعتقد الولايات المتحدة أنه حان الوقت ليتحمل هذا المجلس مسؤولياته ويفرض إجراءات قاسية محددة الأهداف وحظرا على الأسلحة ضد نظام الأسد..اليوم يستطيع شعب سوريا الشجاع ان يرى من يدعم تطلعاته الى الحرية وحقوق الإنسان العالمية داخل هذا المجلس ومن لا يقوم بذلك”. وقال السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار ارو “لقد تم بذل كل الجهود للتوصل الى إجماع حول مشروع القرار لكن من دون جدوى”، لافتا الى انه تم تقديم العديد من التنازلات لروسيا والصين والدول التي امتنعت عن التصويت. واضاف “لا يساورنا اليوم شك في معنى استخدام حق النقض (الفيتو) لرفض هذا النص..الأمر لا يتعلق بالصياغة إنما هو خيار سياسي، إنه رفض لكل قرارات المجلس ضد سوريا، لكن هذا الفيتو لن يمنعنا ولن يمنح السلطات السورية مطلق حرية التصرف”. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه “إن الفشل في إصدار قرار يدين نظام الاسد يوم حزين للشعب السوري ولمجلس الامن”، واضاف “ان فرنسا بذلت مع شركائها كل الجهود حتى تقترح في مجلس الامن نصا قويا لكن يمكن أن يستجيب لمخاوف الجميع، ومع ذلك قرر البعض استخدام الفيتو..انه يوم حزين، لم يكن يجدر بالمجلس ان يبقى صامتا إزاء المأساة السورية انما كان ينبغي به أن يقف بوجه دكتاتور يرتكب مجزرة بحق شعبه ويسعى لكبت تطلعات السوريين المشروعة الى الديموقراطية”. لكنه تابع قائلا “إن كفاح الديموقراطيين السوريين من اجل الحرية معركة عادلة وفرنسا ستواصل دعمهم بشدة مع جميع الدول الراغبة في ذلك”. وقال جوبيه “إن هذا التصويت بالفيتو يستند الى حجج سيئة..لا يمكن القول إن مشروع القرار كان يمكن أن يمهد لتدخل عسكري على غرار القرار 1973 (بالنسبة الى ليبيا)..لا شيء في النص يوحي بهذا التفسير”، واضاف “لا يمكن ان نقبل كما طلبت منا روسيا والصين بالمساواة بين نظام قمعي وثورة”، من دون ان يستبعد استئناف المبادرات في مجلس الامن”. وتابع “لن ندع من يقاتلون في سوريا من اجل الحرية يسقطون”. وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت الذي انسحب ورايس خلال إلقاء المندوب السوري بشار الجعفري كلمة امام المجلس “انه أيضا يشعر بخيبة أمل شديدة لرفض القرار”، واضاف “لا مؤشر على الإصلاح أو محاولة حقيقية لعلاج مظالم الشعب السوري”. وقرأ جرانت بيانا مشتركا لبريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال جاء فيه “ان من عرقلوا هذا القرار سيشعرون بتأنيب الضمير، وأنه ضربة موجعة لمن يناضلون من أجل الديمقراطية في سوريا”. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج “إن استخدام روسيا والصين الفيتو والوقوف الى جانب نظام وحشي بدلا من الوقوف الى جانب الشعب السوري خطأ فادح ومؤسف”، واضاف “سنضاعف جهودنا للعمل مع الأمم الاخرى على زيادة الضغط على النظام في كل مكان نستطيع فيه القيام بذلك ونؤكد للشعب السوري اننا لن ننساه”. واعتبر وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله “ان فشل اصدار قرار في مجلس الامن هو امر مؤسف جدا”، واضاف “بهذه الطريقة لا يتحمل المجلس مسؤوليته في سبيل السلام والامن، والمانيا ستواصل بذل كل الجهود من اجل ممارسة ضغط على النظام السوري لا سيما في اطار الاتحاد الاوروبي”. واعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن اسفه لفشل مجلس الامن في التوافق على قرار في شأن سوريا رغم الواجب الاخلاقي بمنع مزيد من إراقة الدماء. وقال المتحدث باسمه مارتن نيسيركي “إن الامين العام يامل بان يتجاوز المجلس انقساماته ويوجد حلا مشتركا للوضع في سوريا..العنف هناك غير مقبول ولا يمكن ان يستمر على هذا النحو وعلى المجتمع الدولي اتخاذ موقف والتحرك في شكل متجانس”. الى ذلك، قال دبلوماسيون غربيون لـ”رويترز” “إن قرار موسكو وبكين باستخدام حقهما في الفيتو قد يشير إلى ان مجلس الأمن قد يشهد حالة جمود طويلة الأجل في قضايا متصلة بالشرق الاوسط وشمال افريقيا وكذلك الحركات المطالبة بالديمقراطية في المنطقة”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©