الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صفقة أو إم إكس تفتح شهية السويد لاجتذاب أموال الصناديق السيادية الخليجية

صفقة أو إم إكس تفتح شهية السويد لاجتذاب أموال الصناديق السيادية الخليجية
27 فبراير 2008 01:07
قال وزير المالية والخصخصة وأسواق المال السويدي ماتس أودل إن بلاده ترحب بتملك صناديق الاستثمار السيادية الخليجية لأصول حكومية سويدية مطروحة ضمن برنامج الخصخصة تصل قيمتها إلى 30 مليار دولار، مشيراً إلى أن موقف السويد من الصناديق السيادية التي تثير ضجة عالمياً واضح ويتمثل في الترحيب بتلك الصناديق كمالك أجنبي لأصول في السويد مع دراسة كل حالة بشكل منفرد· وتقدر أصول الصناديق السيادية في العالم حالياً بما يزيد على 3,2 تريليون دولار· وناقش أودل مع مسؤولين حكوميين في عدد من الدول الخليجية وفي مقدمتها الإمارات سبل تعزيز التعاون المشترك، وتبادل الاستثمارات، قبل أيام من إنجاز صفقة تتملك بمقتضاها شركة بورصة دبي، وهي الشركة القابضة التي تمتلك حصص حكومة دبي في كل من سوق دبي المالي، وبورصة المركز المالي العالمي، شركة أو إم إكس السويدية لإدارة البورصات في صفقة قيمتها 4,9 مليار دولار· والتقى أودل في دبي مع عيسى كاظم رئيس مجلس إدارة بورصة دبي، كما التقى بمسؤولين في شركة دبي القابضة، غير أنه رفض في مقابلة خاصة مع ''الاتحاد'' القطع بما إذا كان عرض رسمياً على تلك الشركات حصصا في شركات حكومية سويدية مطروحة ضمن برنامج الخصخصة الذي يشرف عليه أودل· واعترف الوزير السويدي، الذي ستبيع حكومته حصتها البالغة 6,6% في أو ام اكس مقابل 330 مليون دولار، أن تحالف بورصة دبي مع شركة ناسداك الأميركية لعب دوراً في تهدئة المخاوف التي اجتاحت الأوساط المالية والحكومية في السويد لدى إعلان شركة بورصة دبي سعيها للاستحواذ على شركة أو ام اكس، لكنه أضاف أن هذا التحالف لم يكن العامل الوحيد الذي أسهم في تهدئة المخاوف، بل لعبت عوامل أخرى من بينها تزايد الاهتمام الإعلامي في السويد بدبي ودولة الإمارات وشركة بورصة دبي والإدراك المتزايد للقيمة التي تنطوي عليها هذه الصفقة في تعزيز جهود السويد لترسيخ مكانتها على الساحة المالية في الدول الاسكندنافية ودول البلطيق، ومواكبة تيار اندماج البورصات العالمية، والمساعدة على استكشاف أسواق جديدة خاصة في الشرق الأوسط وآسيا· وأضاف أودل: ''تتمتع منطقة الخليج باقتصاد ديناميكي وتطور وكبير، وستتيح لنا صفقة أو ام اكس تعزيز روابطنا مع هذه المنطقة المهمة من العالم، كما أنها تنطوي على نوع من التكامل حيث ستستفيد بورصة دبي من إمكانيات أو ام اكس التقنية وخبراتها الكبيرة''· وقــــــــال أودل رداً عـــــــلى ســـــــــــــــؤال لـ ''الاتحاد'' حول الضجة التي يثيرها مسؤولون ومشرعون في الغرب حول نشاط الصناديق السيادية إن الموقف السويدي واضح ويتمثل في الترحيب بتلك الاستثمارات من حيث المبدأ، مع التأكيد على أهمية ضمان أطر تنظيمية مناسبة لعملها وتوفر الشفافية اللازمة، مشيراً إلى أن دول الاتحاد الأوروبي ستناقش وضع تلك الصناديق في اجتماع يعقد في شهر يونيو المقبل· وأضاف أودل: ''كل ما نريده بشأن تلك الصناديق هو مبادئ واضحة تحكم عملها وتضمن الحوكمة والشفافية''· وأضاف: ''لدينا عقل مفتوح تجاه الصناديق السيادية، ونحن نقوم بعمليات خصخصة لبعض الشركات ربما تتطلع إليها كل الصناديق، ونحن سندرس كل حالة بمفردها''· وتطرح السويد حصصاً في شركات كبرى مثل بنك نورديا، وشركة العقارات فاساكروونان، وشركة تلي سونيرا· ونفى أودل أن يكون النظام المالي في بلاده أو سمعة السويد بوجه عام كمركز مالي إقليمي في شمال أوروبا قد تضررا جراء فضيحة بنك ''كارنيجي''، وهو من أقدم البنوك السويدية والذي قام مسؤولون فيه بتضخيم البيانات فيما يتعلق بأرباح بعض الصناديق الأمر الذي أدى إلى استقالة كارين فوريسكي وهي إحدى أبرز المستشارين لبرنامج الخصخصة في البلاد، وقال أودل إن هذه الواقعة فردية قام بها بضعة أشخاص، ولم تؤثر في سمعتنا، أو تمثل ضربة لبرنامج الخصخصة· وينتظر أن تحسم بورصة دبي الصفقة بحلول 29 فبراير الجاري وهو تاريخ انتهاء فترة التمديد التي أقرتها الشركة لإتاحة الفرصة لمن لم يتخذوا قراراً بعد بشأن البيع، علماً أنها أمنت ما يزيد على 97% بالفعل من الأسهم· وتجدر الإشارة الى أن شركة او ام اكس السويدية لإدارة البورصات تأسست في العام 1984 وتدير عمليات في العديد من الدول الاسكندنافية ودول البلطيق ومنها فنلندا وايسلندا ولاتفيا والنرويج والدنمارك واستونيا الى جانب السويد، ويصل عدد الشركات المدرجة لديها الى 852 شركة، وعدد موظفيها الى 1508 موظفين، ووصلت أرباحها في العام 2007 الى 138,3 مليون يورو· وأعرب أودل عن تفاؤله بزيادة حركة الاستثمارات بين دول الخليج وبلاده، مشيراً إلى وجود فرص كبيرة لتعزيز التعاون في هذا الشأن، خاصة أن صفقة بورصة دبي مع أو ام اكس فتحت العيون على الآفاق الكبيرة للتعاون، سواء بالقيام بشراء حصص في شركات كبرى أو تأسيس شركات حديثة· وأكد أودل أن صفقة أو ام اكس تنطوي على قيمة مضافة كبيرة من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، موضحاً أن سيناريو ''الحالة المنفردة''، أي أن تعمل ''أو ام اكس'' بمفردها في العالم ليس المفضل في هذه الحالة، خاصة في ظل تيار الدمج والاستحواذ الذي يسيطر على البورصات، كما أنها تتيح الدخول إلى أسواق جديدة سواء في أميركا الشمالية أو الشرق الأوسط وآسيا· يذكرأن بورصة دبي مددت عرضها لشراء أسهم شركة او ام اكس الى يوم 29 فبراير الجاري لإتاحة الفرصة أمام النسبة الباقية من حملة الأسهم لاتخاذ قرارهم، علما أن الشركة أمنت حتى الآن 97,6% من الأسهم بحصولها على موافقات من حملة تلك الأسهم على البيع مقابل 265 كرونة سويدية، بما يصل بقيمة الصفقة الى 4,9 مليار دولار· وأضاف: ''بورصة دبي لديها خطط طموحة، وهي تنطلق من منطقة في غاية الديناميكية، وهذه الصفقة وما أحاط بها من البداية أثار اهتمام الإعلام السويدي بمنطقة الخليج وبالتالي بدأ الناس يدركون أهميتها، ويثقون في جدوى الأمر· وقال أودل: ''نحن نرحب بملاك أجانب مثل بورصة دبي أو دبي القابضة، ولسنا ضد البيع للأجانب ولدينا تجارب جيدة وخبرات في هذا الشأن على مدى 30 عاماً، والسويد دولة مفتوحة للصناديق الاستثمارية سواء السيادية أو غيرها''· وعما إذا كانت دبي القابضة قد أبدت اهتماما بإحدى الشركات المطروحة ضمن برنامج الخصخصة في بلاده رفض أودل التعليق، وقال هم مهتمون بوجه عام بكافة الأصول الاستراتيجية ذات القيمة· وأكد أودل في الختام أن تأثيرات أزمة الائتمان العالمية على بلاده ليست مباشرة لأن نسبة ما يمكن وضعه بالقروض سيئة الأداء الخاصة بالرهن العقاري لا تزيد على 0,5%، ولكن هناك تأثير غير مباشر، من قبيل تراجع معدلات الأموال المتاحة للإقراض وزيادة الحرص الأمر الذي ربما يؤثر على بعض الخطط ويؤجلها· حسن النية في رد على سؤال عن السبب في عدم المضي قدماً في التحقيقات بشأن اتهام شركة بورصة دبي بانتهاك القوانين المنظمة لعمليات الاستحواذ أكد أودل أن هناك استقلالية تامة للجهات المختلفة في السويد، وقد وجدت سلطة الإشراف المالي في البلاد أن من المناسب عدم المضي قدماً في هذا الأمر، ولا أستطيع تفسير ذلك أو التعليق عليه، ولكن يمكن القول إن بورصة دبي أثبتت حسن نيتها وقدمت أوراقاً مناسبة بما أسهم في اعتمادها كمالك مؤهل لشراء شركة أو ام اكس· وأشار أودل إلى أن بلاده ستحرص على اعتماد قواعد تنظيمية تضمن عدم وجوب تضارب أو انعكاسات تنظيمية جراء استحواذ شركة ناسداك على أو ام اكس ضمن اتفاقها مع بورصة دبي· لمحة عامة في 25 مايو 2007 أعلنت ناسداك و أو إم إكس عن دخولهما اتفاقية لضم المجموعتين عن طريق عرض عام قدمته ناسداك لمساهمي أو إم إكس· وقد أوصى مجلس إدارة كل من الشركتين بضم الشركتين· وفي صباح يوم 9 أغسطس ،2007 أعلنت بورصة دبي عبر خبر صحفي أنها بصدد شراء أسهم أو إم إكس، والدخول في خيارات لشراء أسهم أو إم إكس من خلال عملية بناء حصص مع مجموعة مختارة من المستثمرين· استحوذت بورصة دبي على 4,9% من إجمالي أسهم أو أم إكس، وبواقع 230 كرونة سويدية للسهم الواحد، كما دخلت في اتفاقية خيارات مع أطراف نظيرة لشراء حصة إضافية قدرها 24,2%من أسهم أو إم إكس· وفي أعقاب الاستحواذ على هذه الحصة الاستراتيجية في أو إم إكس، قرر مجلس إدارة بورصة دبي في 17 أغسطس 2007 التقدم بعرض نقدي للاستحواذ على كامل أسهم أو إم إكس بسعر 230 كرونة سويدية للسهم الواحد، وفي 26 سبتمبر تم رفع العرض الى 265 كرونة· وفي 15 فبراير الماضي قبل 68,6% من حملة أسهم او ام اكس عرض بورصة دبي· تفاصيل الاتفاق بين بورصة دبي وناسداك توصلت بورصة ودبي وناسداك إلى عدد من الاتفاقيات، ستخضع كل منها إلى عدة شروط وأحكام· وفي حال استكمال كافة الاتفاقيات التي تخضع لسلسلة من الشروط وفقاً لنصوص بنودها ستصبح بورصة دبي مساهماً أساسياً في ناسداك، وستستحوذ ناسداك على كامل أسهم أو إم إكس التي ستشتريها بورصة دبي عبر العرض الذي قدمته إلى أو إم إكس· ستصبح ناسداك مساهماً استراتيجياً والشريك التجاري الرئيسي لبورصة دبي المالية العالمية (دايفكس)· وستتم إعادة هيكلة العلامة التجارية لبورصة دبي المالية العالمية مع العلامة التجارية لناسداك، ومنحها خدمات تكنولوجية متطورة من قبل ضم ناسداك/ أو إم إكس· بالإضافة إلى ذلك، استحوذت بورصة دبي من ناسداك على 28% من إجمالي رأس المال الصادر لأسهم مجموعة بورصة لندن، وبسعر 14,14 جنيه استرليني للسهم الواحد·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©