الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الضربات الجوية.. وتقليص خطر «داعش»

21 أكتوبر 2014 02:12
ميسي ريان * * محللة عسكرية أميركية أدت أسابيع من الضربات الجوية الأميركية على «داعش» في العراق وسوريا إلى إضعاف قدرة هذا التنظيم الإرهابي على الحركة والاتصال ورسم الخطط القتالية واجتياح الأراضي والمناطق واحدة تلو الأخرى. إلا أن القيادة العسكرية الأميركية لا تعتقد أن القوات العراقية المدعومة من قبل أميركا قد أصبحت قادرة على استعادة السيطرة على الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية.ويؤكد الجنرال «لويد أوستين الثالث» وهو من رجال القيادة المركزية للجيش الأميركي، ويقوم بدور الناطق باسمها، أن الضربات الجوية للولايات المتحدة وحلفائها على التجمعات القتالية وتجهيزات الاتصالات والعربات العسكرية لتنظيم «داعش»، أجبرته على تغيير الأساليب التي يعتمدها في القتال، وغيّرت من تكتيكات التنظيم التي سمحت له من قبل بتحقيق مكاسب على أرض المعركة خلال الصيف الماضي. وقال «أوستين» أمام الصحفيين في البنتاجون في أول تصريح عسكري رسمي منذ انطلاق الحملة: «لقد لاحظنا مؤشرات ميدانية قوية تدل على أن سلوكيات (العدو) وتكتيكاته القتالية قد تغيرت. وهذا دليل على انخفاض قدرته القتالية وتراجع حريته في الحركة على الأرض». وأضاف «أوستين» تفاصيل أخرى حين قال: «لم نعد نراهم وهم يتحركون بأرتال كبيرة على أرض المعركة. وأصبحوا يتنقلون في معظم الأحيان في عربات نقل المسافرين المدنية وبأعداد أقل من ذي قبل. وهذا يدلّ على تضاؤل قدرتهم على التأثير وفقدانهم لميزة المبادرة القتالية». وأضاف الجنرال أوستين قوله: «لقد أدت الضربات الجوية أيضاً إلى تعطيل الأدوات التكنولوجية التي يستخدمها التنظيم الذي كان يعتمد على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لتحقيق أهدافه والتمهيد لإقامة (خلافته المزعومة) والعمل على بسطها في الشرق الأوسط. وهي الوسائل التي سخرها لتحقيق الاتصالات ووضع الخطط المنسّقة. وفي يوم الجمعة الماضي ارتفع عدد الضربات الجوية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها على أهداف داعش في العراق وسوريا إلى 533». إلا أن «أوستين» حذّر أيضاً من أن الأمر قد يتطلب بعض الوقت لإصابة التنظيم المتطرف بضرر كبير. وهو الذي بدأ يستأثر باهتمام أكبر في الدوائر السياسية والعسكرية الغربية عندما تمكن من اجتياح شمال العراق في يونيو الماضي خلال زمن وجيز في معركة بدا وكأنها تُخاض من جانب واحد، بسبب الانهيار السريع للقوات العراقية التي كانت ترابط هناك. وتمكن التنظيم من السيطرة على الموصل ثاني أكبر المدن العراقية. وقد عبر «أوستين» عن اعتقاده بأن الحكومة العراقية «التي يقودها الشيعة» بحسب وصفه، لن تكون قادرة على استعادة السيطرة على تلك المدينة الشمالية الكبيرة، في المستقبل القريب. وتوقف «أوستين» في تصريحه مطولاً عند الوضع في الموصل. وجاء في حديثه حولها: «ربما تتحول الموصل إلى الهدف الأضخم. ونحن بحاجة إلى إعادة تنشيط قدرتنا القتالية وفعل شيء ما للتمهيد والتحضير قبل التوجّه بقوانا لتحرير الموصل. ولاشك أن القتال هناك سيكون قوياً وصعباً وشرساً». وفي وقت حقق فيه مقاتلو «البشمركة» الأكراد بعض النجاح في التصدي لمقاتلي «داعش» خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن «الجيش العراقي الشيعي» الكبير يعاني كثيراً في أثناء محاولته استعادة السيطرة على المناطق التي احتلها التنظيم. وكانت المفاجأة الكبرى التي ظهر بها التنظيم الإرهابي قد أذهلت المراقبين الصيف الماضي عندما سيطر على الموصل وألحق الهزيمة بالقوات الأمنية العراقية التي أعادت الولايات المتحدة بناءها من نقطة الصفر بعد أن عمد بوش لغزو العراق في عام 2003. وبلغت تكلفة إعادة بناء الجيش العراقي 20 مليار دولار. وفيما قرر الرئيس أوباما عدم إرسال الجنود الأميركيين لصد «داعش» برياً على أرض المعركة، عبر مسؤولون أميركيون كبار عن اعتقادهم بأن الضربات الجوية وحدها لن تكون كافية لدحر الجماعات الإرهابية التي تسيطر الآن على ثلث مساحة العراق وسوريا. ومن أجل معالجة هذا الموقف، يحضّر البنتاجون لتأمين دعم عسكري إضافي للجنود العراقيين وتدريب وتجهيز عدد من الثوار السوريين المعتدلين للمشاركة في محاربة «داعش» في سوريا. ولم ينسَ «أوستين» في تصريحه أن يشير إلى المخاوف من المكاسب التي يحققها «داعش» في محافظة الأنبار غرب العراق والتي يسيطر عليها التنظيم بشكل جزئي منذ نحو عام. ويتخوف مسؤولون عراقيون من أن يمهّد الزحف المتواصل للتنظيم الإرهابي في المناطق السنية لمحافظة الأنبار لهجوم واسع النطاق على العاصمة ومطارها وحكومتها ذاتها. وفي هذا السياق وصف «أوستين» الوضع الأمني في محافظة الأنبار التي لا يبعد معظم مدنها وقراها عن بغداد إلا قليلاً، بأنه غامض ومعقد. وعلق على الوضع هناك قائلاً: «لم نشاهد أعداداً متزايدة من مقاتلي داعش في الأنبار كتلك التي كنا نشاهدها خلال شهري يوليو وأغسطس. وأعتقد أن الوضع الراهن هناك سيطول». إلا أن الدفاع عن الأنبار سيعتمد على ما إذا كانت الحكومة الشيعية في بغداد، برئاسة حيدر العبادي الذي تسلم منصبه الجديد في شهر أغسطس الماضي، ستفي بوعودها التي قطعتها بأنها ستزيل كافة مظاهر التوتر المذهبي في العراق. وقد يمثل هذا التطور دافعاً قوياً لعشائر الأنبار السنية لحمل السلاح ضد تنظيم «داعش». ويعتقد مسؤولون أميركيون أن بغداد لا زالت آمنة حتى الآن. وقد عمدت الحكومة إلى إعطاء العاصمة الأولوية الدفاعية وخصصت لها وزارة الدفاع أكثر الوحدات والكتائب العسكرية كفاءة ونشرتها حولها للدفاع عنها. ينشر بترتيب خاص مع خدمة »واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©