الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مدارس دبي تعلن «ثورة السعادة» بمواجهة نمطية التعليم

مدارس دبي تعلن «ثورة السعادة» بمواجهة نمطية التعليم
29 سبتمبر 2015 00:15
دينا جوني (دبي) حسمت مدارس دبي أمرها في النقاش الأكاديمي الدولي الذي غالباً ما يرجّح كفة التحصيل الأكاديمي في العديد من البلدان المتقدمة، على حساب سعادة الطلبة في المدارس. إذ تقود هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي كجهة أكاديمية رسمية، فلسفة تعليمية حديثة في الإمارة مفادها «حققوا سعادة الطلبة في مدارس دبي والنتائج الجيدة في الاختبارات تأتي لاحقاً». ويأتي هذا التوجّه في ظل النتائج الأخيرة لاختبار بيزا أو البرنامج الدولي لتقييم الطلبة الذي تنظمه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والذي يرصد عدداً من العوامل في مدارس الدول المشاركة في الاختبار، إلى جانب النتائج الدراسية. وتُظهر النتائج أن سعادة الطلبة وتحصيلهم الدراسي يقفان على طرفي نقيض. فالعديد من الدول التي حققت نتائج متقدمة في الاختبار مثل كوريا وفنلندا، تضم مدارسها طلبة لا يشعرون بالسعادة، الأمر الذي وضعها في ذيل القائمة. إذ حلّت كوريا في المرتبة الـ 64 وفنلندا في المرتبة الـ 60 من أصل 64 دولة مشاركة. في حين أن العديد من الدول التي حققت نتائج تقلّ عن المعدّل الدولي ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة، قد سجّلت نتائج متقدمة في سعادة طلبتها وضعتها في المرتبة الـ 31. وأوضح الدكتور عبد الله الكرم رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي في تصريح خاص لـ«الاتحاد» على هامش فعاليات «معاً نرتقي بجودة الحياة» التي عقدت أمس في مجمع محمد بن راشد الأكاديمي أن المفاهيم القديمة لدى عدد من المدارس وأولياء الأمور تفيد بأن على الطالب أن يجتهد ويكد في المدرسة، لكي يحصل على وظيفة جيدة ويحقق النجاح والسعادة. وبما أن المستقبل غير مضمون، وتحقيق هدف واحد لا يرضي طموحات الإنسان، فإن السعي يستمر لتحقيق نجاحات أخرى على أمل الحصول على السعادة لاحقاً. إلا أن المعادلة معكوسة تماماً في المفهوم الحديث للتعليم الذي يقول، إن السعادة هي شرط مسبق للنجاح. وأكد الكرم أن قياس سعادة الطلبة في مدارس دبي من خلال جهاز الرقابة قد يتمّ في مرحلة لاحقة متقدمة، وهو يحتاج إلى مؤشرات محددة ترصد مشاعر الطلبة، لافتاً إلى أن ما يهم اليوم هو تعميم تلك الثقافة وتطبيقها وفقاً للممارسات التي تجدها المدرسة مناسبة. واعتبر أن تحقيق علم النفس الإيجابي في مدارس دبي تبدأ من رأس الهرم، أي مدير المدرسة الذي يجب أن يعرف كيف يشيع السعادة والطاقة الإيجابية في مدرسته في صفوف المعلمين لنقلها إلى الطلبة. وأشار إلى أن توجّه الهيئة ينسجم تماماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي كان أول من أطلق مؤشر السعادة، وينادي سموه دوماً بسعادة شعبه. ولفت إلى أن رؤية سموه تفيد بأن سعادة الشعوب هي الطريق التي تقود إلى تحقيق النجاح والتميز المستدامين. وأكد السير أنتوني سيلدون مؤسس حركة السعادة في المملكة المتحدة على هامش الملتقى، أن الأنظمة التعليمية في العالم تعمل على تحويل الأطفال إلى ماكينات لتوليد النقود في المستقبل، علماً أن معظم المهارات التي يتم بثها في عقول الطلبة اليوم لن تكون مطلوبة في المستقبل القريب. وبالتالي فإن ما يسمى بـ»المهارات اللينة» هي مفتاح التعلم المستدام، والسعادة ليست إلا جزءاً أساسياً منها. وأشاد سيلدون بالأساليب المتبعة في مدارس الإمارات والتي تشيع سعادة بين المعلمين والطلبة، لافتاً إلى أن هيئة المعرفة هي الجهة الحكومية الوحيدة التي تتبنى هذا التوجّه وتعمل على تعميمه في المدارس. كادر//مدارس دبي تعلن «ثورة السعادة» بمواجهة نمطية التعليم سعادة المعلم تشرح نارغيش كامباتا مديرة مدرسة جيمس مودرن أكاديمي الممارسات التي تطبقها المدرسة في سبيل تحقيق السعادة في مجتمعها الصغير. وقالت إن البداية تكون دوماً مع المعلم. فالضغط الذي يتعرض له المعلم يومياً كبير جداً، في ظل التوقعات العالية المطلوبة منه سواء من المدرسة أو أولياء الأمور. وبالتالي فإن التخفيف عنه خلال الأسبوع الدراسي أمر أساسي في سياسة المدرسة. وقالت إنه في نهاية كل حصة دراسية، يقوم المعلم والطلبة بممارسة إحدى حركات اليوغا داخل الصف. أما بالنسبة للمعلمين الجدد، فإن المدرسة تعتمد فلسفة توجيهية جديدة يخضع لها المعلمون يتم التركيز فيها على علم النفس الإيجابي وسعادة الطالب. كادر///مدارس دبي تعلن «ثورة السعادة» بمواجهة نمطية التعليم أين سبايدرمان؟ روى د. عبد الله الكرم خلال جلسة حوارية رئيسية بعنوان «التحصيل الأكاديمي يرتقي بالسعادة، قصة إحدى أمهات الطلبة الذين أتوا حديثاً إلى دبي. فخلال المرور اليومي للوالدة على شارع الشيخ زايد لدى اصطحابها ابنها إلى المدرسة، لاحظت أن الابتسامة دائماً ما تعلو وجهه عند مروره بالأبراج العالية، ومن ثم تختفي عند الشوارع العادية. وبعد أيام سألته عن سبب ذلك، فأجابها بسعادة أنه يبحث جاهداً عن«سبايدرمان» أو«الرجل العنكبوت». يقول الكرم في تفسير ذلك أن رؤية الأطفال ومخيلتهم وإمكانيات عقولهم التي نفترض أنها صغيرة تتخطى إمكانياتنا كراشدين بكثير. وبالتالي فمن الظلم حصرهم بأساليب تعليمية لا تعمل إلا على ضخ المعلومات وإجراء الاختبارات، بدلاً من منحهم مفاتيح السعادة للتسلّح بها في التغذية المستدامة لعقولهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©