الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الخطر الحوثي يعيد خلط الأوراق في اليمن ويجمع القبائل و«القاعدة» في حلف قسري

الخطر الحوثي يعيد خلط الأوراق في اليمن ويجمع القبائل و«القاعدة» في حلف قسري
21 أكتوبر 2014 17:22
عقيل الحـلالي (صنعاء) تطورات دراماتيكية شهدها الصراع القبلي والمذهبي الدائر في اليمن خلال اليومين الماضيين أفضت إلى تحالفات غير معلنة بين القبائل السنية المسلحة وتنظيم القاعدة المتطرف ضد المتمردين الحوثيين الذين يحاولون الاستيلاء على مناطق جديدة في وسط البلاد بعد أسابيع على اجتياحهم العاصمة صنعاء. ففيما خسرت جماعة الحوثيين أمس الاثنين عشرات من مقاتليها في مواجهات مسلحة مع جماعات قبلية وتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء (وسط)، أعاقت انفاذ اتفاق سياسي أخير لإنهاء التوتر في محافظة إب المجاورة بعد أن رفضت سحب مليشياتها من المحافظة التي سقطت واحدة من مدنها الرئيسية بأيدي المتطرفين وسط دعوات عشائر محلية لإعلان موقف «قبلي» واضح من التمدد الحوثي الذي عارضته بشدة قبائل البيضاء. وذكر مسؤول محلي في البيضاء لـ(الاتحاد) أن 20 شخصا قتلوا في هجوم مسلح شنه متطرفون من تنظيم القاعدة على تجمع للمتمردين الحوثيين في بمدينة «رداع»، ثاني كبرى مدن المحافظة. وأكد المسؤول المحلي أن مسلحين من تنظيم القاعدة هاجموا منزلا في وسط المدينة كان يجتمع بداخله عشرات الحوثيين ما ادى إلى مقتل 20 شخصا على الأقل، مشيرا إلى أنه تم خلال الهجوم أسر 15 من الحوثيين الذين عززوا خلال الايام الاخيرة انتشارهم في منطقة «رداع» القريبة جدا من مناطق قبلية خاضعة لسيطرة التنظيم الذي يقوده بعض أفراد عائلة الذهب المشهورة قبليا في البيضاء. وأفاد المسؤول المحلي، نقلا عن مصادر قبلية، أن معارك عنيفة تدور بين الحوثيين وتنظيم القاعدة المسنود بجماعات قبلية في جبهتي قتال على الأقل في بلدة «العرش» المجاورة لمدينة رداع وترتبط بحدود برية مع محافظة ذمار، جنوب صنعاء. وفي بيان هو الأول من نوعه، قالت جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن في بيان نشر أمس الاثنين على حساب تابع لها في موقع تويتر، إن «قبائل أهل السنة وأنصار الشريعة يحرزون تقدماً ضد الحوثيين في البيضاء»، مؤكدة مقتل وجرح العشرات من الحوثيين في المعارك المحتدمة في بلدة «العرش». وأشارت في بيان آخر إلى «مصرع مقاتل حوثي قنصا في مدينة رداع» أمس الأول. وكان 3000 من زعماء ورجال قبائل محافظة البيضاء اجتمعوا الأحد في مدينة البيضاء لبحث ما اعتبروها «مخاطر» تهدد أمن المحافظة، في إشارة واضحة إلى التمدد الحوثي. وذكر مصدر قبلي حضر الاجتماع لـ(الاتحاد) أن زعماء القبائل طالبوا الدولة بالقيام بواجبها في حماية مدن وبلدات المحافظة، وأنهم «تعهدوا بالتصدي لأي مليشيا دخيلة سواء كان تنظيم القاعدة أو جماعة الحوثيين». كما دعوا إلى صلح قبلي عام في البيضاء من أجل مواجهة «التحديات والمخاطر المحدقة» بالمحافظة التي تكتسب أهمية خاصة بسبب موقعها الاستراتيجي في وسط اليمن وارتباطها بحدود برية مع ثماني محافظات يمنية من بينها مأرب، شبوة، وأبين، وهي معاقل رئيسية لـ«تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» الذي ينشط في اليمن وتعتبره حكومات غربية أخطر فروع الشبكة العالمية. وسيطر مسلحون من تنظيم القاعدة أمس على مدينة «العدين» الواقعة جنوب محافظة إب وتعرضت عدد من مقراتها الأمنية والمصرفية قبل ايام لهجوم شنه متطرفون من التنظيم. وقال سكان محليون إن عناصر تنظيم القاعدة استولوا على كافة المنشآت الحكومية في المدينة مستغلين الفراغ الأمني فيها منذ الهجوم الأخير. كما أقدم المتطرفون على إحراق مكتب حكومي وتفجير منزل قيادي في جماعة الحوثيين وأحرقوا أيضا مبنى إدارة الأمن ومكتب البريد، وأنهم لا يزالون يسيطرون على المدينة التي يقطنها قرابة 200 ألف شخص وتبعد 30 كم إلى الغرب من مدينة إب، عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم وتشهد توترا منذ اجتياحها من قبل الحوثيين الأربعاء الماضي. وبحثت اللجنة الأمنية في محافظة إب أمس برئاسة المحافظ، يحيى الإرياني، الوضع الأمني في المحافظة في ظل التوتر بين الجماعات القبلية المحلية والمتمردين الحوثيين الذين يحاولون توسيع نفوذهم ويسيطرون على مركز المحافظة ومدينة «تريم» (شمال). وناقش اللقاء دور الأجهزة الأمنية في حفظ الأمن والاستقرار وحماية المنشآت العامة والخاصة، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الحكومية التي أشارت الى أن المحافظ الإرياني دعا أجهزة الأمن والجيش إلى التعاون والتنسيق من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة، مؤكدا أن قوات الجيش «ستظل محط احترام وتقدير أبناء الشعب في حماية وصيانة مكتسبات الوطن». وأعاق المتمردون الحوثيون تنفيذ اتفاق رعته السلطة المحلية لإنهاء التوتر في محافظة إب، حسبما ذكر لـ(الاتحاد) مسؤول محلي في حزب الإصلاح الإسلامي السني. وقال عبدالسلام الجديري إن الحوثيين رفضوا التوقيع على البند الخامس من الاتفاق الذي ينص على انسحاب المليشيات ونشر قوات أمنية حكومية في شوارع مدينة إب، مشيرا إلى أن هذا التعنت الحوثي يعزز مخاوف حقيقية من اتساع دائرة الصراع في المحافظة التي يقطنها أكثر من مليوني نسمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©