الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

خسوف القمر.. ظاهرة فلكية ارتبطت بعادات وأساطير

29 سبتمبر 2015 01:13
أحمد السعداوي (أبوظبي) شهدت الإمارات فجر أمس ظاهرة خسوف كلي استمرت نحو ساعة وأربع دقائق، جعلت عديداً من أفراد الجمهور يحرص على متابعة هذه الظاهرة الفلكية المدهشة بشغف وعمل على تسجيل هذه اللحظات عبر هواتفهم الجوالة، وفي الوقت ذاته أقيمت صلاة الخسوف في كثير من مساجد الدولة اتباعاً للسنة النبوية المطهرة، ومن هنا كان لـ«الاتحاد» هذا اللقاء مع الفلكي الإماراتي نزار سلام، رئيس مرصد الإمارات الفلكي، الذي تحدث عن الكسوف وأسبابه وأنواعه وارتباطه بكثير من العادات والأساطير عند كثير من شعوب الأرض. استقامة طردية يقول نزار سلام: «الخسوف هو اصطفاف كل من الشمس والقمر والأرض في استقامة طردية على خط واحد، أي وجودهم جميعاً على ذات الخط، فيحدث أن كوكب الأرض يقوم بحجب ضوء الشمس وفي نفس الوقت يتكون خلف الأرض، ما يسمى علمياً «مخروط الظل» أو ظل الأرض، وإذا وقع القمر في ظل الأرض يكون الخسوف كلياً وإن وقع في جزء من ظل الأرض، يكون الخسوف جزئياً لكون جزء من القمر فقط هو الذي حُجب وما حدث فجر أمس في الإمارات كان كسوفاً كلياً استمر من 5.7 دقائق حتى 6.11 أي ساعة وأربع دقائق، وهذا الخسوف أمكن رؤيته للجميع بالعين المجردة دون الحاجة إلى استخدام أي معدات بصرية، ولذلك كانت الهواتف الذكية صباح أمس البطل حيث قام أفراد كثيرون من الجمهور بالتقاط عدد من الصور. وعن الخسوف داخل إمارة أبوظبي، يشرح نزار إن الرطوبة وصلت 90 في المائة مع ساعات الصباح الأولى وكانت ذروة القمر أي اكتمال الخسوف الكلي تم قبل شروق الشمس بنحو ثلاث دقائق تقريباً، وبالتالي كانت رؤية الخسوف شبه مستحيلة عن الأفق بسبب الرطوبة لأن القمر اختفى في سماء أبوظبي الساعة 6.55 دقيقة وأصبح غير مرئي حتى بالتلسكوب الفلكي المتقدم. وهذا النوع من الخسوف الذي حدث صباح أمس يطلق عليه البعض خطأ «الخسوف الدموي» لشدة حمرة الخسوف وقت حدوثه، وهذا المصطلح ليس علمياً بالمرة وقام بناء على شائعات ومعتقدات خاطئة عند البعض وربطها بقرب نهاية العالم، والسبب العلمي لهذا الضوء الأحمر سببه انعكاس أشعة الشمس في الغلاف الجوي للأرض بسبب انكسارها، حيث تتبعثر وتتشتت جميع ألوان الطيف المرئية باستثناء اللون الأحمر والبرتقالي، لأن طولهما الموجي أطول من الألوان الأخرى، فينفذ من حواف الغلاف الجوي ويصل إلى الأرض ويعطي هذا اللون الأحمر الذي يراه الناظرون. القمر الأبيض وفي حالة أن الجو يكون صافياً يكون القمر أبيض براقاً، ولا يكون أحمر، وقد يكون أسود إذا كان الغلاف الجوي مليئاً بالرطوبة والأتربة والعوالق هنا يصير لون القمر مائلاً للسواد نوعاً ما. ومن الأساطير المرتبطة بالخسوف، يروي سلام: أن كريستوفر كولومبس حين ذهب لاكتشاف الأراضي الجديدة، في القرن السادس عشر، غرقت سفينته عند جزيرة جامايكا، ولم يكن الشعب الجامايكي متعاوناً معه، وكان معه أطلس فلكي للنجوم والأحداث الفلكية، ومن خلال قراءته اكتشف أن هناك تنبؤاً بأنه في فبراير 1504 سيحدث خسوف كلي للقمر فقام بتهديد أهل الجزيرة، أنكم لو لم تساعدوني سأجلب عليكم الخسوف اليوم، وبالفعل حدث ذلك في ذات اليوم، وخاف أهل الجزيرة فبدؤوا بمساعدته وتصليح السفينة وإمداده بكل ما يريد ومن التأثيرات المعروفة عن الخسوف، أن هناك زلزالاً في ولاية كاليفورنيا الأميركية حدث عام 1971، وكان القمر أقرب ما يكون للأرض، وكان هناك خسوف حينها استنتج بعض العلماء أن هذا الزلزال الذي حدث له علاقة بالخسوف، حيث إن الشمس تضغط على الأرض من جهة والقمر من جهة أخرى بسبب الجاذبية الثقالية التي أدت إلى استثارة هذا الزلزال. ولكن دراسات أخرى حتى الآن لم تؤكد صحة أن الخسوف له علاقة مباشرة بالزلازل والهزات الأرضية. حرارة القمر ومن الحقائق العلمية المرتبطة بالخسوف، والتي أثبتتها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» عبر مسبار لديها وظيفته قياس درجات حرارة القمر، أن حرارة القمر تتأثر بشدة بعملية الخسوف وتنخفض خلال نصف ساعة بمقدار 260 درجة مئوية أو 500 فهرنهايت، وهذا الانخفاض السريع ناتج عن أن القمر غلافه الجوي رقيق ولا يساعد في عملية حفظ درجة الحرارة داخله، ما يؤدي إلى هذا الهبوط المناخي الذي يسبب تشقق بعض الصخور القمرية، علماً بأن القمر حين ينتهي خسوفه ويخرج مرة أخرى من الظل ترتفع درجة حرارته طردياً بمقدار 150 درجة مئوية خلال نصف ساعة. ويورد سلام أن الخسوف معناه أن القمر وصل أقرب نقطة من الأرض والفارق بين أبعد نقطة عن الأرض وتسمى «أوج» وأقرب نقطة وتسمى «الحضيض» الفارق بينهما 42 ألف كيلومتر، وهذا يعني أن حجم القمر الظاهري كان أكبر بـ14 في المائة من حجمه الطبيعي، ولمعانه الظاهري أكثر من العادة بنحو 31 في المائة علماً بأن الشخص العادي لا يستطيع تمييز هذا الأمر، وإنما يكتشفه المتابعون فقط لمراحل القمر من هواة الفلك والعلماء. الخسوفات القادمة في الإمارات يؤكد نزار سلام رئيس مرصد الإمارات الفلكي، أنه وتبعاً للعديد من المؤشرات الفلكية والحقائق العلمية، أن هناك أنواعاً من الخسوف ستشهدها الإمارات في السنوات القادمة، وهي: ?7 أغسطس 2017 خسوف جزئي. ?31 يناير 2018 خسوف كلي مرئي في الإمارات. ?27 يوليو 2018 خسوف كلي مرئي في الإمارات. صلاة الكسوف صفة صلاة الكسوف هي ما ذكره ابن قدامة وغيره أن يصلي المرء ركعتين يحرم بالأولى، ويستفتح ويستعيذ ويقرأ الفاتحة وسورة البقرة، أو قدرها في الطول، ثم يركع فيسبح الله تعالى قدر مائة، ثم يرفع فيقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم يقرأ الفاتحة وآل عمران أو قدرها في الطول، ثم يركع بقدر ثلثي ركوعه الأول، ثم يرفع فَيُسَمِّع ويُحَمِّد، ثم يسجد فيطيل السجود فيهما، ثم يقوم إلى الركعة الثانية فيقرأ سورة النساء، ثم يركع فيسبح بقدر ثلثي تسبيحه في الثانية، ثم يرفع فيقرأ الفاتحة والمائدة، ثم يركع فيطيل دون الذي سبقه، ثم يرفع فيسمع ويحمد، ثم يسجد فيطيل. فيكون الجميع ركعتين: في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان، ولو صلى صلاة الخسوف ركعتين كصلاة التطوع صح، ولو صلاها بست ركوعات في كل ركعة ثلاث ركوعات صح، فكل ذلك قد وردت به السنة. والدليل على هذه الصفة ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: خسفت الشمس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إلى المسجد فصف الناس وراءه فكبر فاقترأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا طويلا ثم قال سمع الله لمن حمده فقام ولم يسجد وقرأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى ثم كبر وركع ركوعا طويلا وهو أدنى من الركوع الأول ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم سجد ثم قال في الركعة الآخرة مثل ذلك فاستكمل أربع ركعات في أربع سجدات وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ثم قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال هما آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة والله أعلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©