أبوظبي (الاتحاد) - وسط حماس الشعراء وأملهم في الوصول إلى النجومية بالوقوف على مسرح شاطئ الراحة، بثّت مساء أمس الأول قناة أبوظبي- الإمارات وقناة «بينونة» الحلقة الخامسة من الحلقات المسجلة للموسم السادس للبرنامج الشعري المعروف «شاعر المليون»، والتي عرضت الاختبارات التحريرية والشفهية التي أجراها أعضاء لجنة التحكيم واللجنة الاستشارية (الدكتور غسان الحسن، سلطان العميمي، حمد السعيد، بدر الصفوق، وتركي المريخي)، في المسرح الوطني في أبوظبي للشعراء المُجازين لمرحلة الـ 100 من قبل اللجنة خلال جولتها الخليجية والعربية التي انتهت مطلع ديسمبر الماضي.
شملت اختبارات موسم 2013-2014 شعراء قائمة الـ 100، الذين تمت إجازتهم، إضافة إلى الشعراء الـ 15 الحاصلين على بطاقات عبور، وأيضاً شعراء قائمة الاحتياط الثمانية.
استمرت الامتحانات والمقابلات وفق معايير تحكيمية دقيقة على مدى ثلاثة أيام من 19 حتى 21 ديسمبر الماضي، حيث تم تقسيم الشعراء بالقرعة إلى 6 مجموعات لإجراءات اختبارات تحريرية، وهي عبارة عن أبيات شعرية بحاجة إلى تكملة وأيضاً أبيات فيها أخطاء يطلب من الشاعر تصحيحها.
قدرة الشاعر
أما ما يخص الاختبارات الشفهية فكانت الغاية منها تقييم قدرة الشاعر على إلقاء وارتجال الشعر، فالشاعر الناجح هو من يجمع بين الكتابات الشعرية المميزة والحضور المسرحي القوي.
ومن أجل ذلك، عرض على متسابقي اليوم الأول مشهد فيديو عن جزيرة صير بني ياس، أما متسابقو اليوم الثاني فقد شاهدوا مقطعاً عن قصر الحصن، وطلب منهم خلال مدة ربع ساعة نظم الشعر من أربعة أبيات حول المشهد، فأبدع عدد كبير منهم في الوصف، فيما لم يُسعف الوقت آخرين.
في كل يوم من الأيام الثلاثة تمّت مقابلة مجموعتين من قبل اللجنة، بحيث يتنافس شاعران معاً (شاعر من كل مجموعة) في ثلاثة أمور، أولها القصيدة الحرة حيث يلقي كل منهما ما نظم من شعر، بعدها يقوم كل منهما بقراءة الشعر الذي كتبه عن مشهد الفيديو الذي عرض عليه مُعتمداً على إحساسه ومكتسباته البيئية وثقافته، أخيراً يطلب من أحد الشاعرين أن يسحب مغلفاً يحوي بيتين من الشعر يطلب من الشاعرين إكمالهما ببيتين آخرين خلال ثلاث دقائق، وبحسب أداء الشعراء تم تقييم قدرتهم على الكتابة وأيضاً على الارتجال والذي يعتبر من أهم مقومات الشاعر الناجح.
التشجيع والتصفيق
ووفقاً لحمد السعيد أحد أعضاء لجنة التحكيم واللجنة الاستشارية، فقد أثبت بعض الشعراء الإبداع الشعري والتمكّن والقوة في الإلقاء عند الوقوف على المسرح أمام زملائهم الذين أضفوا روحاً جميلة من خلال التشجيع والتصفيق، في حين تعثر البعض الآخر بشكل كبير ولم يقدم المستوى المتوقع بل كانت هناك أخطاء في الوزن والقافية.
وأثار بعض حاملي البطاقات الذهبية إعجاب أعضاء اللجنة بشكل كبير واجتازوا الاختبارات بتميّز وأثبتوا أنهم استحقوا هذه الثقة التي منحهم إياها أعضاء اللجنة.
في حين أن بعضهم الآخر لم يحالفهم الحظ وتعثروا بشكل كبير، وفي هذا السياق أكّد سلطان العميمي أن البطاقة الذهبية لا تعني بالضرورة استمرار تأهل الشاعر، إنما هي فرصة يمنحها أعضاء لجنة التحكيم للشاعر لأنهم لمحوا فيه مستوى قد يوصله فيما بعد إلى قائمة 48 شاعراً.
المستوى الفني
بدوره، أشاد الدكتور غسان الحسن بالمستوى الفني المتميّز وخاصة في اليوم الأول، حيث قال (المستوى الفني في اليوم الأول كان أرقى، فيه شعراء أكثر استجابة للأسئلة واستعداداً لها، وقد أدلوا بالإجابات بشكل جيد وهذا ما أثلج الصدر).
ومن المشاركات اللافتة في هذه الحلقة مشاركة مصرية وأخرى سورية تميزت بالقوة، وبحسب الدكتور الحسن، فإن مثل هذه المشاركات تثير الإعجاب بشكل كبير لأن الشاعر على الرغم من أنه يكاد يكون من أطراف وليس من قلب هذا الفن الشعري، استطاع أن يقتحم وينافس شعراء يعتبرون من أصحاب اللهجة بفضل الجهد الذي بذله والمتابعة الحثيثة للبرنامج في مواسمه السابقة.
وتأتي الحلقة المسجلة الأخيرة يوم الأربعاء القادم لتعرض ما تبقى من اختبارات اليوم الثاني واليوم الثالث، كما سيتم فيها الكشف عن قائمة الـ (48) شاعراً الذين سيطلون على الجمهور في 12 فبراير القادم، خلال البث المباشر للبرنامج والذي سوف يستمر 15 أسبوعاً، عبر قناة أبوظبي- الإمارات وقناة بينونة.
يُذكر أنّ مسابقة «شاعر المليون» تنتجها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي، وتبلغ قيمة جوائزها للفائزين الخمسة الأوائل 15 مليون درهم إماراتي، حيث يحصل صاحب المركز الأول والفائز بلقب شاعر المليون على خمسة ملايين درهم، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على أربعة ملايين درهم، والثالث على ثلاثة ملايين درهم، إضافة لمنح الفائز الرابع مليوني درهم، والخامس مليون درهم.
عدد اليوم
