أغاني البحر تعاني من التلاشي

رضاب نهار (أبوظبي) عرض مساء يوم الأحد الماضي، في جامعة نيويورك أبوظبي، الفيلم الإماراتي «صوت البحر»، بحضور مخرجته ومنتجته نجوم الغانم، والسينمائي خالد البدور الذي شارك في كتابة السيناريو الخاص به وأعدّ مادته البحثية، والسينمائي انتشال التميمي من صندوق «سند»، التابع لـ (twofour54) بأبوظبي. أثناء العرض، «صوت البحر» وفضاؤه الحيوي يستقبلانك في البداية ويرافقانك حتى النهاية. وفي خوضه داخل حياة شخوصه، يسرد الفيلم قصة سكان المنطقة وتحديداً سكان أم القيوين من خلال لقطات توثيقية تركّز على منطقهم الاجتماعي وعلى علاقتهم بالبحر. حيث للأغاني مكانها الأساسي في العلاقة، حتى إنها صارت رديفاً لتقلبات الموج وضرباته. وكم هو مثير أن تكتشف سر ارتباط الكلمات بقصص العشق والغزل! وكم هو مؤسف أن هذا الفن يعاني اليوم التلاشي شيئاً فشيئاً. وفي جلسة نقاش أعقبت العرض، أوضحت الغانم أن هذا الفيلم الذي أنجز بدعم من صندوق «سند»، وشركة نهار للإنتاج في دبي، اهتمّ بإلقاء الضوء على مجموعة من رجال الصيد الإماراتيين المتمسكين بالتراث كجزء مهم من حياتهم وحياة أجدادهم وآبائهم وبالتالي من حياة أبنائهم. مبينةً كيف أن الكثير من العادات والتقاليد حتى بما يخص مهنة صيد السمك، قد اختلفت مع مرور الزمن، إلا أن أرواح هؤلاء بقيت أصيلة كما هي، وجميلة أيضاً.. وأنه كان من الممتع جداً العمل معهم والتعرف إلى طبائعهم عن قرب. وأشارت إلى أن الأغاني الموجودة في الفيلم، والتي تشكّل جانباً مهماً من التراث الإماراتي، تستحق توثيقها وحفظها. فثمة جيل كامل يحاول اليوم أن يعيد أداءها إلا أنه لا ينجح بالمهمة مثل ما كان يفعل الزبادي، وغراندوله وسلطان بن غافان الذين باتوا ينتمون إلى الزمن الماضي. بدوره بيّن البدور أن الفيلم يعكس نوعاً مختلفاً من الدراما التي تتناول البحر في المنطقة، فهو في شكله ومضمونه وثائقي يعتمد على المادة البحثية والتاريخية، وفي الوقت نفسه يعكس جمالية مشهدية عالية مستمدة من القصة أولاً ومن البيئة المكانية ثانياً. كما نوّه التميمي أن الفيلم حاز قبل أسابيع جائزة لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل في الدورة الـ31 من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي. ويعتبر هذا عرضه الأول خارج إطار المهرجانات المحلية والدولية.