الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بعد أن هدأت العاصفة.. هل الجولة الرابعة «ضحية العيد»

بعد أن هدأت العاصفة.. هل الجولة الرابعة «ضحية العيد»
28 سبتمبر 2015 23:10
أمين الدوبلي (أبوظبي) حملت جولة العيد العديد من المفاجآت، لتؤكد كرة القدم من جديد، أنها لا تعترف بالمنطق، ولا تنحني للماضي، ولا تقيم وزناً للتاريخ، وتسلسل الأحداث، ومع أول صافرة لانطلاقة منافسات الجولة الرابعة التي أقيمت ثالث ورابع أيام العيد، كسر دبا الفجيرة الصاعد من دوري الدرجة الأولى، والذي لم يسجل أي هدف في المباريات الثلاث الأولى، صيامه، عندما أمطر شباك الجزيرة وصيف بطل النسخة الأخيرة برباعية ولا أروع!، وفي الليلة نفسها أطلق أصحاب السعادة المفقودة في الجولتين الثانية والثالثة صرخة مدوية، وتغلبوا على «الزعيم» الذي توقفت مسيرة انتصاراته المتوالية، وأوقف «الجوارح» و«السماوي» انتفاضتهما بنتيجة التعادل الذي يعتبر بطعم الخسارة. وفي اليوم الثاني هدأت العواصف، واقتسم النصر «المنتشي» نقطتي التعادل مع الشارقة «المتأزم»، ويقتنع الظفرة «المتأخر» بنقطة أمام الشعب «المتعثر»، والفجيرة «الخطير» بالتعادل مع الإمارات «العنيد». ومن نافذة الجولة الرابعة، لاحظ الخبراء أن أغلب المباريات لم تكن على المستوى الفني المأمول، ولم تقدم هداياها إلى الجماهير الباحثة عن المتعة، وجاءت معظم المباريات بين المتوسط والضعيف، وبحثنا عن الأسباب، وبرزت أمامنا بعض الاستفسارات عن هذا المردود، وفي مقدمتها: هل تأثر مستوى الأداء سلباً بانشغال اللاعبين عن الكرة بطقوس العيد الذي لم يقضوه مع أسرهم؟ أم أنه من الطبيعي أن يخوض المحترف مبارياته تحت أي ظروف وفي كل المناسبات؟ طرحنا الأسئلة على ثلاثة من الخبراء في تلك الزاوية، فماذا قالوا ؟. يؤكد أن البصمات واضحة على ضعف المباريات مطر غراب: للأسف.. برنامج المنتخب أصبح «فزاعة» الأندية! أبوظبي (الاتحاد) قال المحلل الفني محمد مطر غراب: «إنه لا يؤيد إقامة المباريات في أيام عيد الأضحى، ويتفق مع الرأي بأن الأداء تأثر سلباً بالفعل في الجولة الرابعة، بسبب انشغال لاعبينا بطقوس العيد، وأن لاعبي الكرة في تلك الجولة لم يحصلوا على فرصتهم لقضاء يوم واحد كامل من أيامه الثلاثة مع ذويهم، وبلا شك هذه أمور نفسية موجودة لا يمكن إنكارها، لأن لاعبينا لم يستوعبوا الفكر الاحترافي الكامل، ولم يتمكنوا بعد من الانفصال عن المجتمع في مناسباته، وساهم في ذلك عدم وجود من يهتم بالجانب النفسي والسيكولوجي في أنديتنا، وليس هناك طبيب نفسي أو دور واضح للإداريين في تغطية هذا الجانب الذي لا يجب تجاهله.وأشار إلى أن وجود كادر متخصص في تأهيل اللاعبين وإعدادهم نفسياً بالشكل السليم للعب في كل المناسبات أصبح ضرورة ملحة، وليس ترفاً، وأن من ينكر هذا الأمر لا يعترف بالعلم، لأن الكرة والرياضة أصبحت علماً، خاصة في ظل تكاليفها الباهظة، وعوائدها الاقتصادية التي أصبحت تقدر بالمليارات، وقال: «بكل وضوح بصمات العيد واضحة على الجولة الأخيرة، وهي لا تتعلق بالجانب النفسي فقط عند اللاعبين، بل تمتد لجوانب أخرى، منها التغذية مثلاً، لأن اللاعبين وإن كانوا قد قضوا صباح اليوم الأول فقط مع ذويهم، فمن الصعب أن يلتزموا في هذا اليوم بنظام التغذية المتبع في النادي، وأن يهجروا تماماً الطقس الغذائي المعهود في تلك المناسبة، كما أنه من الممكن أن يفرط اللاعب في مسألة السهر والاتصالات الهاتفية في تلك المناسبة، لأننا ما زلنا في البدايات، وكان من الأجدر أن تقام الجولة قبل العيد بيوم أو يومين، وأن يتم برمجتها من البداية على هذا الوضع، حتى نتجنب هذا الموقف، والفارق ليس بعيداً، وكان بالإمكان أفضل مما كان ما دمنا لم نصل إلى الاحترافية الكاملة. وأضاف: «في أوروبا التي نضرب بها المثل يتوقف الدوري في رأس السنة بأغلب الدول، وتتاح الفرصة أمام اللاعبين لقضاء بعض الوقت مع أسرهم، ولكن للأسف نكرر أخطاء البرمجة بالطريقة نفسها ولا نستوعب الدرس، وحالياً أصبح برنامج المنتخب هو (الفزاعة) التي يتم تهديد الأندية بها!، في حين أن الأمور يجب أن تكون بها بعض المرونة». يرى أن القضية أعمق وأخطر فهد علي:السبب في تراجع دورينا ليس العيد يا سادة !! أبوظبي (الاتحاد) يختلف فهد علي الشامسي، المحلل الفني في قناة أبوظبي الرياضية، مع رأي مطر غراب بشكل كامل، حيث يؤكد أنه مع إقامة المباريات في أي توقيت، الجولة الرابعة لم تشهد أي تأثير بموعدها في العيد أو في غيره، مشيراً إلى أنه لم يلحظ بصمات للمناسبة الدينية الغالية على الجولة الرابعة، وأن المسألة أعمق من ذلك، لأنها تتعلق بعدم انتظام المسابقة بشكل عام، وعدم احترام البطولات المحلية، بدليل أنه عندما يتم إقامتها، وترتفع درجة حرارتها، نجد أنفسنا أمام من يلقي عليها قوالب الثلج. وقال فهد علي: «السبب في تراجع دورينا ليس العيد يا سادة، لأنها كانت تحدث في السابق وكنا نلعب في كل المواعيد، ولم يتحدث أحد عن تراجع المستوى من غيره، لكن الأمر يتعلق بكلمة واحدة، هي الاحتراف.. فهل نحن محترفون حقاً؟! هل مسابقاتنا المحلية منتظمة؟، للأسف دورينا لم يعد له شخصية وملامح واضحة، لأننا نقيم مبارياته في فترات توقف المنتخب، والعكس كان يجب أن يكون الصحيح، وأن يتم تطبيق الاحتراف في تجمعات المنتخب مثل كل الدول التي نريد أن نكون مثلها».وأضاف: «دورينا أصبح بين مطرقة المنتخب وسندان الانتظام، وتحول إلى أشلاء يصعب ربطها حتى تعطي مضموناً واضحاً له كيانه المستقل، وكل ما يقال دون ذلك هروب من المواجهة، ويجب أن ننقذ المسابقة لأنها باتت شيئاً مكملاً لتجمعات وبرنامج المنتخب، وليس شيئاً منتجاً لإفراز مستوى المنتخب».وقال: «وبالعودة إلى مسألة العيد لا أعترف بتأثيره، لأن اللاعب لابد أن يكون جزءاً من المسابقة، وأن يؤدي بالمردود نفسه في كل المناسبات، لأنه محترف، لكن حتى أطالبه بالاحتراف وتطبيق معاييره لابد أن تخضع مسابقاتي وممارساتي لمعايير الاحتراف أيضاً، ولابد أن نتوقف عن البحث عن شماعات جاهزة نضع عليها أخطاءنا، لأننا بتلك الطريقة لن نطور اللعبة، والعيد بريء تماماً من تهمة تراجع المستوى، لأن الاحتراف لابد أن تواكبه بعض التضحيات من اللاعب، وتهيئة الجو المناسب حتى يستغرق كل تفكيره ويبذل كل جهوده، من أجل تطوير نفسه وخدمة ناديه، ويضمن له دخلاً ثابتاً وعلاجاً متميزاً عند الإصابة، وفرصاً جيدة للحياة الكريمة حتى بعد الكرة». الرأي الثالث جمال بوهندي:المشكلة في قصور فهم الاحتراف أبوظبي( الاتحاد) بحثنا عن الرأي الثالث في قضيتنا ذاتها، واستطلعنا رأي جمال بوهندي المحلل الفني في دبي الرياضية ومدير منتخب الناشئين، والذي أكد أنه كان يتمنى أن تكون الجولة الرابعة أقوى وأمتع من الجولات الثلاث السابقة، لكنه للأسف لم يجد ذلك، وأن البحث عن سبب واحد لتراجع الأداء فيها وتحميل عيد الأضحى المسؤولية بالكامل ظلم فادح. وقال: «بالطبع لا يمكن أن تقتلع من اللاعب عادات وتقاليد يعتبرها طوال حياته مثل الشرع، ولا يمكن أن تفصله بالكامل عن المجتمع مهما كانت لديك حنكة إدارية أو فنية أو تحرمه من شعيرة، لكن العيد ليس السبب المباشر في تراجع مستوى لاعبينا، والسبب المباشر هو قصور عقلية لاعبينا في فهم الاحتراف، وعدم قيام الهيئات الرياضية بدورها في توسيع مدارك اللاعبين لاستيعاب متطلبات الاحتراف، لأن الاحتراف يعني أنني أصبحت صاحب مهنة، والذي يجب أن يكون مستعداً للعمل في كل الظروف والمناسبات، وأن يكون لدي بعض التنازلات طالما أنني أحصل على المقابل». وأضاف: «إذا كان الحكم على تراجع مستوى الجولة الرابعة بما حدث فيها من مفاجآت، أرى العكس تماماً، ومن وجهة نظري فإن المفاجآت سر من أسرار تطور اللعبة، لأن الفوارق أصبحت محدودة للغاية بين كل الأندية، وهذا يصب في مصلحة المسابقة، وفي العام الماضي الفجيرة يكسب العين، وفي الموسم الحالي دبا الفجيرة يكسب الجزيرة بالأربعة، وهذا وضع إيجابي، أتمنى أن يستمر، لأنه في حالة استمراره لن يتوج فريق بالبطولة قبل الجولة الأخيرة، ولماذا نتعجب من وضعيتنا ونترك ما يحدث في الخارج، وبرشلونة خسر بالأربعة، ومانشستر سيتي والإنتر خسرا أيضاً بالأربعة بعد أن كانوا جميعاً متصدرين المسابقة، واليوفي الفائز على (سيتي) في وضعية مخزية في الدوري الإيطالي». وقال: «أحياناً تتعالى الأندية على الكرة وعلى المنافسين، وفي كرة القدم لن تحقق الفوز، إلا إذا احترمت المنافس، وفي حالتنا كان يجب أن يتعامل الجزيرة بطريقة أكثر جدية مع دبا الفجيرة، وأيضاً كان يجب على العين أن يكون حذراً من الوحدة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©