الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فلسطيني يبني بيتاً من الطين وسعف النخيل

فلسطيني يبني بيتاً من الطين وسعف النخيل
10 مارس 2009 23:37
سجل شاب فلسطيني احتجاجه على ارتفاع أسعار الشقق السكنية وتكلفتها، ورفضه للحصار المفروض على قطاع غزة بتشييد منزل تراثي من الطين والخشب والركام، في خطوة ''عملية'' يدعو من خلالها غيره من الشباب إلى عدم الوقوف صامتين ومكتوفي الأيدي أمام ارتفاع أسعار البيوت العصرية وتكلفتها ما يقف عائقاً أمام الزواج و بناء الأسرة كما حض الإسلام وكذلك في خطوة منه لتحدي الحصار الذي يحول دون دخول مواد البناء اللازمة للتشييد والإعمار منذ نحو عامين· ويقول عادل زعرب الذي يعمل مراسلا لإحدى الإذاعات المحلية في وزارة الإعلام الفلسطينية وإذاعة ومرئية الأقصى، وهو كاتب صحفي سياسي في العديد من المواقع العربية، أهمها ''الحقائق'' اللندنية و''القدس العربي'' إنه استوحى فكرة المنزل الذي أقامه على بعد بضعة أمتار من الحدود المصرية مع مدينة رفح الفلسطينية، من الفيلم السوري ''الحدود'' للفنان السوري دريد لحام· أما الأسباب التي دعته للقيام بهذه الخطوة فهي لفت أنظار العالم إلى معاناة سكان غزة، وحث شبابها على ابتكار الحلول العملية للتغلب على آثار الحصار كما أنه يريد لفت انتباه كل الشباب العربي لطريقة تفكيره· ويتكون منزل زعرب، المقام فوق أنقاض منازل سبق أن دمرها الاحتلال، من قسمين أساسيين، الأول يضم غرفة نوم· والثاني يضم غرفة طعام وصالة صغيرة وغرفة ضيافة، شيدت جميعها من الأخشاب وأغصان بعض الأشجار والطين الممزوج بالقش· ورغم بساطة المكونات التي استخدمها الشاب في تشييد منزله إلا أن ما ضمه من مقتنيات فلسطينية تراثية جمالية وشاعرية خاصة، يتنسم كل من قدم لزيارته عبق الحنين إلى الماضي والعودة لتاريخ الأجداد· واستطاع زعرب بخلط الماء بأحد أنواع الطين الجيد وكميات من الحجارة والأخشاب والصفيح القديم التي جمعها من أطلال المنازل المدمرة بناء غرفة النوم وما بداخلها من سرير ومساطب طينية كساها بالفرش المستوحاة من البيئة البدوية الفلسطينية والتي يعود عمر بعضها لأكثر من سبعين عاماً· واستخدم في تشييد الصالون وغرفتي الطعام والضيافة، سيقان النخيل وأغصانه وسيقان شجرة البوص، وأشجار سن الفيل ودمجها بالكثير من المواد الخشبية والحديدية المستهلكة التي جمعها من الشوارع وأماكن تجمع القمامة في مدينة رفح· ولم يكتف زعرب بإنشاء المنزل بما هو متوفر في الطبيعة من مواد خام، بل شرع بجمع وشراء الأواني والأدوات الفخارية المصنوعة يدويا في غزة لإمداد المنزل بكل الاحتياجات اللازمة للطهي والشرب وغيره· ولم تخل أركان منزل زعرب من اللمسات التراثية والزخارف الفخارية والمطرزات التراثية الزاهية المصنوعة من الصوف الفلسطيني الخالص التي أضفت على المنزل رونقا وجمالا· وعن المدة التي استغرقها في بناء المنزل، قال زعرب إن تشييده استغرق ثلاثة أشهر· وأشار إلى أنه لم يكن باستطاعته إنجاز المنزل في تلك الفترة دون مساعدة أشقائه وعدد من أقاربه وأصدقائه الذين اقتنعوا بالفكرة وأصروا على مواصلة العمل معه في المشروع · وأضاف أنه أثناء مراحل تشييد المنزل أخذ بعين الاعتبار ملاءمته لجميع فصول السنة، بحيث يقي ساكنه حر الصيف وبرد الشتاء· وعن التكلفة الإجمالية للمنزل يقول إنها بلغت نحو 3000 دولار ويعد هذا المبلغ قليلا جدا إذا ما قورن ببناء منزل من الخرسانة في ظل انعدام وندرة مواد البناء مع الحصار الذي يعيشه قطاع غزة أولا وفي ظل ارتفاع الأسعار العالمية ثانياً· وأضاف عادل بعض اللمسات العصرية في بيته حيث وضع به جهاز تلفزيون ولاقط للمحطات الفضائية وجهاز كمبيوتر متصل بشبكة الانترنت حيث يستقبل التهاني والمقترحات من أصدقائه حول العالم· ويستقبل أصدقائه ويعد لهم الشاي بالطريقة البدوية ويشربون القهوة العربية من الأواني القديمة التي كان يستخدمها البدوي قديماً فيما يبدي أصدقاؤه سعادتهم بمنزله ويبدون أيضا رغبتهم في الحذو حذوه· بدائل وخلص زغرب إلى أن فكرة تشييد المنزل ومكوناته الأساسية جاءت كي يثبت للعالم أن ''أبناء الشعب الفلسطيني لا يعدمون الوسيلة في إيجاد البدائل الذاتية مهما كانت بسيطة للتغلب على العقبات التي تعتري سبل تقدم استمرار حياتهم حتى لو كانت من الطين وأكوام القمامة'
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©