قرارات غير رحيمة !

بكل أسف، بات اللاعب الدولي العراقي علي حسين رحيمة أول المغادرين من ''خليجي ''19 ببطاقة حمراء رفعتها له اللجنة الفنية في البطولة ليودع قبل الفرق المشاركة، وبطريقة لم نكن نتمنى مشاهدتها بغض النظر عن ملابساتها أو مسبباتها، لأن الهدف المنشود من الدورة رفع مستوى الفرق المشاركة وتعزيز أواصر المحبة والإخوة بين اللاعبين وجميع أطراف اللعبة في المنطقة·· ولكن ماشاهدناه من رحيمة لم يكن كذلك حتى وأن برر المسؤولون العراقيون دوافع هذه التصرفات، إلا أن اللاعب مطالب دائماً بضبط النفس والتحكم في أعصابه، وهذه من أساسيات الاحتراف حتى يدرك أنه ليس ملك لنفسه، وإنما لفريق يحتاجه فلا يتصرف بتهور ثم يندم في وقت لا ينفع فيه الندم·· وليس من المعقول حتى لو افترضنا أن رحيمة قد تعرض لسب ''مخفي''من اللاعب البحريني حسين بابا، أن يكون رده باعتداء ''معلن''، لأن كرة القدم تحفل بالكثير من الأسرار وكذلك الاساءات داخل المستطيل الأخضر بعيداً عن أعين الحكم ولكن المنطق أن يتجاهلها حتى لا يكون ضحية لتبعاتها! ومطالبة العراقيين باستدعاء رحيمة لسماع أقواله سابقة غريبة، اذ لم يسبق أن تم استدعاء اللاعبين بعد المباريات لسماع شكاويهم، ومن تعرض منهم للسب، لأن الاصل الواضح أمام الجميع هو الفعل، وليس القول الذي قد لا يسمع أو لا يفهمه الحكم إذا كان أجنبياً ·· وكان حرياً برحيمة أن لا يقع فريسة سهلة لضغوط الهزيمة ويتماسك حتى الخروج من أرض الملعب بأقل الأضرار· وشخصياً كنت أتمنى أن لا تكون القرارات بهذه القسوة على رحيمة حتى لا تتسبب في ما سمعناه مؤخراً بأنه قرر الاعتزال الدولي على خلفية هذه الأحداث· اليوم تنطلق الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية التي قد يؤجل فيها فك الاشتباك إلى مابعد الجولة الأخيرة نظرا لتقارب المستوى وتكافؤ الحظوظ بين جميع فرق المجموعة باستثناء اليمن الذي يخوض اليوم مباراة صعبة أمام المنتخب السعودي الطامح لتغيير الصورة والعودة بقوة الى الواجهة بعد أن فشل في اقناع جماهيره في الجولة الأولى· ونتمنى أن لاتؤثر الأحداث الاعلامية الأخيرة على أجواء لقاء العنابي والإماراتي أو ما سبقها من انتقال ميتسو مجدداً الى الدوحة·· والكرة في ملعب اللاعبين لعكس صورة حضارية تثبت الواقع الذي نعيشه والذي يؤكد ان القطري والإماراتي ''عينان في رأس'' والعلاقة المتينة تسمو على التفاصيل الصغيرة