روما (وكالات) - سجل جرفينيو هدفين رائعين ليحقق روما ثابت المستوى انتصاراً ساحقاً بخماسية نظيفة على ضيفه بولونيا وهو الفوز السادس على التوالي لفريق العاصمة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم هذا الموسم، بينما واصل يوفنتوس حامل اللقب هيمنته على جاره تورينو فهزمه 1-صفر أمس الأول. ويتصدر روما الذي لم يعد ذلك الفريق ضعيف الدفاع المتعثر مثلما كان الموسم الماضي الترتيب، بعلامة كاملة برصيد 18 نقطة بعد عرض آخر مميز في أجواء ممطرة بالاستاد الأولمبي، ليحتفل فريق روما بعيد ميلاد نجمه وقائده الأسطوري فرانشيسكو توتي الـ 37 الملقب بـ”الملك” على أروع ما يكون.
وسجل اليساندرو فلورينزي والمدافع المغربي مهدي بنعطية والبديل أديم ليايتش ثلاثة أهداف لروما بعد 25 دقيقة فقط من البداية، بينما حافظ الفريق على نظافة شباكه للمرة الخامسة في ست مباريات. وأكد روما أنه يملك الإمكانات التي تخوله المنافسة بقوة على اللقب الغائب عن خزائنه منذ 2001، وذلك من خلال تحقيقه فوزه الأول على بولونيا منذ حوالي أربعة أعوام وتحديداً منذ موسم 2009-2010 حين حول تأخره إلى فوز 2-1 في طريقه لتحقيق 23 مباراة دون هزيمة بقيادة مدرب موناكو الفرنسي حالياً كلاوديو رانييري ما سمح له حينها بالتربع على الصدارة لفترة طويلة قبل أن يخسر اللقب في الأمتار الأخير لمصلحة إنتر ميلان بسبب سقوطه على أرضه أمام سمبدوريا (2-1).
ويأمل الفرنسي رودي جارسيا المدير الفني لروما، الذي أجرى الكثير من التعديلات على تشكيلته، أن يكون الموسم الحالي مماثلاً لذلك الموسم، وقد أظهر أنه قادر على المنافسة بجدية على اللقب رغم أنه لم يختبر حتى الآن قدراته أمام منافسي العيار الثقيل باستثناء جاره اللدود لاتسيو (2-صفر)، وهو سيتمكن من مقارنة نفسه بالفرق المنافسة الأخرى في المرحلتين المقبلتين حين يواجه إنتر ميلان ثم نابولي.
ولم يجد فريق جارسيا صعوبة في حسم اللقاء لمصلحته أمام ضيفه بولونيا، وقد افتتح فريق العاصمة التسجيل منذ الدقيقة 8 عبر اليساندرو فيورنزي الذي تابع الكرة برأسه داخل الشباك بعد أن سقطت أمامه إثر ركلة حرة نفذها البوسني ميراليم بيانيتش وصدها الحارس جانلوكا كورشي.
وعزز الإيفواري جيرفينيو، القادم من أرسنال الإنجليزي، تقدم روما في الدقيقة 17 بعد أن وصلته الكرة في منتصف ملعب بولونيا بتمريرة من القائد فرانشيسكو توتي، فتوغل بها قبل أن يسددها إلى الزاوية اليمنى الأرضية لمرمى الضيوف. ثم أضاف المغربي المهدي بنعطية، القادم من أودينيزي، الهدف الثالث بطريقة رائعة بعد أن وصلته الكرة من ركلة ركنية نفذها توتي فسددها “طائرة” من مسافة قريبة في شباك كورشي (25).
وفي الشوط الثاني، أضاف جيرفينو هدفه الشخصي الثاني وهدف فريقه الرابع في الدقيقة 62 بعد أن توغل في الجهة اليسرى ثم تلاعب بالدفاع قبل أن يطلق كرة صاروخية في الشباك، قبل أن يضيف الصربي البديل آدم لياييتش، القادم من فيورنتينا، الهدف الخامس في الدقيقة 85 بتسديدة “ساقطة” رائعة من زاوية ضيقة جداً.
وأبدى المدير الفني لنادي روما الإيطالي سعادته بمشاهدة فريقه يلعب باستمتاع وحماس على حد وصفه، وذلك بعد الفوز الكبير الذي حققه ناديه على ضيفه بولونيا بخماسية نظيفة، موضحاً السر وراء تألق الإيفواري جيرفينيو الذي أحرز 3 أهداف في اللقاءين الأخيرين.
وقال جارسيا في تصريحات تلفزيونية: “لا يوجد فريق كامل في كرة القدم، فدائماً هناك تحسن كلما ازداد الفريق اجتهاداً، وسعادتي كانت لا توصف عندما رأيت الفريق يلعب باستمتاع وحماس كبير”. وأضاف جارسيا: “لم أغير رأي بعد الانطلاقة الرائعة للفريق، فهدفي هو إعادة الفريق للمشاركات الأوروبية، وأن نصل للجزء الأخير من الموسم غير بعيدين عن يوفنتوس ونابولي المرشحين للقب، وعندما نواجهما سنعلم لأي مرحلة وصل مستوانا”.
وتابع المدرب الفرنسي حديثه معلقاً على لاعبه الإيفواري جيرفينيو الذي يمر بمرحلة تألق واضحة بقوله: “إنه لاعب رائع وكان يحتاج فقط للثقة وعلينا أن نعلم أن فرص التهديف التي يصنعها تكون بسبب تحركاته الرائعة، ربما يخطئ أمام المرمى، ولكنه من يصنع تلك الفرص، وهو الآن يملك الخبرة المناسبة للتعامل أيضاً مع تلك الفرص”.
من جانبه، طالب دانيلي دي روسي لاعب وسط نادي روما والمنتخب الإيطالي من الجميع أن يلتزم الواقعية بعد البداية الرائعة لناديه هذا الموسم، وتحدث البعض عن إمكانية فوز الفريق باللقب، مؤكداً أن هدف فريقه هذا الموسم هو العودة للمشاركة أوروبياً، مشدداً على أن ناديه ليس هو الأقوى. وعن إمكانية فوز روما باللقب قال دي روسي: “من الطبيعي أن يتحدث البعض عن ذلك، لأننا فزنا بالمباريات الست التي لعبناها، ولكن علينا أن نكون واقعيين، هدفنا هو العودة للمشاركة الأوروبية فقط، فنحن لسنا الأقوى”.
وعلى الجانب الآخر، يشعر المدرب ستيفانو بيولي المدير الفني لنادي بولونيا بالإحباط الشديد بعد خسارة ناديه بخماسية مذله أمام ذئاب روما على الملعب الأولمبي بالعاصمة الإيطالية، مؤكداً أن “هذا ليس فريق بولونيا” الذي شاهده في الملعب. وقال بيولي في تصريحات تلفزيونية: “المباراة كانت سهلة في تحليلها، لقد تعرضنا إلى ضغط شديد من فريق قوي يمر بأحسن حالاته وغير قابل للخسارة في تلك الفترة من الموسم، فتأزم موقفنا داخل الملعب”. وأضاف بيولي: “لقد ساعدناهم بشدة أيضاً، لم أر فريقي الذي أعرفه، لم يكن بولونيا الذي يلعب، من الأسبوع المقبل علينا أن ننسى كل ما قدمناه خلال لقاء روما، علينا أن نشاهد بولونيا الحقيقي”.
واستمر المدرب في حديثه قائلاً: “بعد مرور 6 جولات على بداية المسابقة، يمكن أن تستنتج أنه أمام الفرق القوية مثل روما ونابولي، لو لم تكن في قمة تركيزك ولم تقدم كل ما لديك على أرضية الملعب، ستكون النتيجة ثقيلة بكل أسف”.
عدد اليوم
