محمد حامد (دبي) - يعود الإسباني رافا بينيتيز المدير الفني لفريق نابولي مرفوع الرأس إلى الملاعب الإنجليزية حينما يحل فريقه ضيفاً ثقيلاً وخيفاً على حد تعبير أرسين فينجر على فريق أرسنال، فقد كانت تجربة رافا الأخيرة في إنجلترا محبطة على الصعيدين الجماهيري والإعلامي، فقد طارده أنصار تشيلسي بلافتات تطالبه بالرحيل في كل مباراة أقيمت بمعقل البلوز في ستامفورد بريدج، وعلى الرغم من نجاحه في الحصول على بطولة يوروبا ليج، إلا أنه لم يدخل قلوب عشاق البلوز لأسباب تبدو مجهولة، ولم يتمكن من طوال فترة وجوده في لندن والتي امتدت من نوفمبر إلى مايو الماضيين من طرد شبح “المدرب المؤقت” الذي طارده بقوة على المستويين الجماهيري والإعلامي.
ورحل رافا إلى نابولي في مغامرة جديدة، ولكنه توهج هذه المرة واستعاد بريقه التدريبي، بل إنه وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “دايلي ميل” اللندنية أنه ولد من جديد في مدينة الجنوب الإيطالي التي تذوب عشقاً في كرة القدم، وأصبح بطلاً ملهماً مثل مارادونا وهامسيك وكافاني وغيرهم من النجوم الذين يعشقهم جمهور نابولي، وعلى الرغم من أن الوقت لازال مبكراً للحكم على نجاح تجربة المدرب الإسباني مع فريق الجنوب الإيطالي، فإن البداية المثالية محلياً وقارياً جعلته يغزو القلوب بسرعة لافتة، فقد حقق نابولي تحت قيادته الفوز في 5 مباريات والتعادل في واحدة في الدوري الإيطالي ليحتل المرتبة الثانية خلف روما، كما نجح في إسقاط دورتموند وصيف النسخة الماضية للبطولة القارية في ضربة البداية لنسخة الموسم الجاري.
وتابع التقرير الإنجليزي: “صورة رافا بينيتيز أصبحت تزاحم صور مارادونا وهامسيك وكافاني في المقاهي القريبة من ستاديو سان باولو معقل فريق نابولي، مما يؤكد انه حصل أخيراً على التقدير الجماهيري الذي يستحقه بعد فترة من المعاناة على هذا الصعيد في تجربته السابقة مع تشيلسي”.
وعلق المدرب الإسباني على تجربته الواعدة بالنجاح مع نابول قائلاً: “اللقاء الأول مع رئيس نابولي جعلني أشعر بحجم التحدي المثير، والعاطفة القوية التي تحيط بهذا النادي، لديهم شغف كبير بكرة القدم في مدينة نابولي، كنت أعلم من البداية أن كافاني سوف يرحل عن النادي، وهو ما جعلنا نعمل على استغلال المقابل المالي لصفقة بيعه بطريقة مثالية، ونجحنا في الحصول على توقيع 4 أو 5 لاعبين، وجميعهم من العناصر التي تتمتع بالشهرة على الساحة العالمية، ومثل هذه التعاقدات تعطي رسالة للمنافسين بأن نابولي قادم في الطريق”.
وتابع بينيتيز: “الجميع هنا يتعلقون بمارادونا، لقد كان ملهماً لهذه المدينة وفريقها الذي يحبونه بجنون، إنه معشوق جماهير نابولي، وهو يستحق ذلك لأنه صنع الفارق ووضع نابولي على الخريطة الكروية محلياً وعالمياً، من المهم جداً أن يكون لدى أي ناد رموز تاريخية مثل مارادونا، ومن المهم أيضاً أن يفكر الجميع بعقلية طامحة لتحقيق المزيد من النجاح في الحاضر والمستقبل، وهذا ما يميز عشاق نابولي”.
وتحدث المدير الفني لنابولي عن رحلته الحالية إلى لندن، مؤكداً أنه سعيد بالعودة إلى أجواء الملاعب الإنجليزية، والتي كانت شاهدة على قيادته لفريق ليفربول لمدة 6 سنوات، خلال الفترة من 2004 حتى 2010، وعاد في الموسم الماضي ليتولى مقاليد الإدارة الفنية لتشيلسي مؤقتاً، ولكنه حقق نجاحات لا بأس بها، بحصول البلوز على المركز الثالث في بطولة الدوري، والتأهل لدوري الأبطال، فضلاً عن الفوز ببطولة يوروبا ليج.
وعن تجربته مع تشيلسي قال رافا: “أنا فخور بالفترة التي قضيتها في تشيلسي، علاقتي لازالت ممتدة مع بعض اللاعبين، إنها تجربة مثيرة مهما قيل عنها، أتفهم جيداً غضب بعض الجماهير وعدم قبولهم وجودي في النادي، ولكن في المقابل تلقيت 500 رسالة شكر من جماهير النادي بعد رحيلي عن تدريبه”.
ورفض المدرب الإسباني الحديث عن مواطنه خوان ماتا نجم تشيلسي، والمعاناة التي يعيشها مع مورينيو الذي لا يمنحه الكثير من الفرص للمشاركة في التشكيلة الأساسية، حيث تمسك بالاحترافية في الرد حينما قال إن ماتا لاعب في صفوف تشيلسي، ومن ثم لا يمكنه كمدرب أن يعلق على شأن لا يخصه، وقلل كذلك من تمسك البعض بأن تجربته التدريبية مع إنتر ميلان لم تكن ناجحة، مشيراً إلى أن ماسيمو موراتي رئيس النادي لم يتعاون معه لجلب لاعبين جدد، وعلى الرغم من ذلك فقد توج مع الإنتر باللقب الذي كان يحلم به موراتي، وهو كأس العالم للأندية.
وفي نهاية حواره أكد بينيتيز على إنه من المبكر ترشيح نابولي للمنافسة على البطولات، وخاصة دوري الأبطال، مضيفاً: “هناك الكثير من الأندية القوية في دوري الأبطال، وهناك الكثير من الأندية القادمة في الطريق، ومن المبكر جداً ترشيح نابولي للمنافسة على البطولات”.
عدد اليوم
