نشر الجيش التركي أمس مدافع وصواريخ مضادة للطائرات في جوار مركز حدودي مع سوريا يشهد مواجهات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية. في وقت أعادت الحكومة الفرنسية طرح إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، مع إقرارها في الوقت نفسه بأن هذا المشروع الذي يتطلب قراراً من مجلس الأمن الدولي غير قابل للتطبيق حالياً. وقالت قناة “ان تي في” الإخبارية التركية إن الجيش قام بنشر الأسلحة في شكل وقائي إثر مواجهات عنيفة في سوريا للسيطرة على موقع تل الأبيض الحدودي، وقيام القوات النظامية السورية الخميس بقصف مدينة سانليورفا الواقعة على الحدود ما أسفر عن إصابة مدنيين تركيين خلال المواجهات التي انتهت بسيطرة المعارضين على المركز الحدودي الواقع على الطريق بين مدينة الرقة شمال شرق سوريا ومدينة سانليورفا التركية.
إلى ذلك، أعلن مسؤول حكومي فرنسي كبير أن بلاده ما زالت تفكر مع شركائها في منطقة حظر جوي محتملة فوق سوريا، وقال في تصريحات بواشنطن “نعمل ليس فقط نحن ولكن الكثير من الدول تعمل على مسألة الحظر الجوي هذه ولكن من الواضح أنه في الوقت الراهن من الصعب جداً تطبيقه”. وأضاف “نتحدث مع جميع شركائنا، الأتراك والأميركيين والبريطانيين وآخرين ولكن لم نتخذ قراراً سياسياً حتى الآن لإقامة منطقة حظر جوي في المستقبل القريب”، مشدداً على أن مثل هذا المشروع يتطلب موافقة مجلس الأمن وهو أمر مستبعد نظراً إلى معارضة روسيا والصين.
من ناحيته، شكك مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي أمس في صوابية أي تدخل عسكري محتمل في سوريا، معتبراً أنه لن يؤدي بالضرورة إلى تحسين الوضع. وقال الجنرال الألماني مانفرد لانج رئيس أركان مركز القيادة العسكرية لقوات حلف الأطلسي في أوروبا “إن رأي العسكريين أنه لا يوجد في الوقت الحالي عناصر كافية لتبيان أن التدخل العسكري كفيل بتحسين الوضع الأمني في سوريا”. وأضاف “ينبغي تشجيع العملية السياسية، وتطبيق العقوبات.. لا يمكن للعسكريين تسوية الوضع الحالي”.
وأكد الجنرال لانج أن الحلف الأطلسي ليس لديه أي خطة عسكرية تتعلق بسوريا. واعتبر أنه لا يمكن التفكير في التدخل الخارجي إلا إذا كان من شأنه تحسين حماية المدنيين، لكنه أعرب عن شكه بأن الأمر سيكون كذلك. وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوج راسموسن مراراً أن الحلف ليست لديه النية للتدخل في سوريا، مشيراً إلى أن الوضع لا يمكن مقارنته بليبيا حيث تدخل الحلف في 2011. ودعا روسيا حليف سوريا الرئيسي إلى المساعدة في إيجاد حل سياسي.
عدد اليوم
