خورشيد حرفوش (أبوظبي)
تتطلع كل الاسر لتربية أبنائها تربية بطريقة صحيحة، وتنشئتهم بشكل سليم، على اعتبار أن هؤلاء الصغار أهم مشاريع الحياة، وأغلى ما يملك الابوين ، ولأنه استثمار من نوع خاص خاص جدا، هدفه ومحوره براعم غضة تتلمس طريقها في الحياة، يحتاج إلى مزيد من الوعي والجهد.
ولذا يتعين على الآباء والأمهات إلى أبنائهم على أنهم أهم مشروع في حياتهم خاصة بعد أن أصبحت «التربية» علماً قائماً بذاته، و«فناً» راقياً يرتبط بكل مناحي الحياة والمعرفة؟.
قد يهتم بعض الآباء باختيار الزوجة وتكوين الأسرة، إلا أنهم لا يهتمون بأسلوب تربية الأبناء، بل إن هناك كثيرين يهملون تربية أبنائهم مرة بحجة أنهم صغار، وأخرى بدعوى أنهم مشغولون تحت وطأة ضغوط الحياة ومسؤولياتها، فيما يقضي أخرون وقتهم مع الأصدقاء، وفي الغالب يعود هؤلاء الى أسرهم متأخراً، بعد ان يكون الابناء قد اعتادوا سلوكيات سيئة، وألفوا قيماً غريبة، وسلوكيات لا تليق.
قد يحاولون التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لإصلاح ما تسبب فيه إهمالهم، وقد ينجحون، وقد يكتشفون فجأة أن الطفل لايزال طفلاً، وإنما قسا عوده، وكبر وتعوّد الإهمال، وتطبع ممارسة ألوان مختلفة من السلوك السيئ.
تشير دراسة سيكولوجية أميركية إلى أن 78% من الأطفال الذين عانوا حرماناً عاطفياً في طفولتهم يصعب عليهم محبة الآخرين أو تقبُّل محبتهم لهم بصورة طبيعية، وأنهم أكثر من قرنائهم تعرضاً للاضطرابات السلوكية في الكبر.
وفي ذلك يُنصح الآباء والأمهات باتباع قواعد بسيطة للتربية السليمة، في مقدمتها الحرص على بناء وتنمية الذكاء الوجداني للطفل.
وعلى الأم أن تتذكر أن الأطفال قليلو التركيز، ومن السهولة أن يتشتت انتباههم بسرعة، فعليها أن تحاول أن يكون حديثها معهم بسيطاً وسريعاً وواضحاً، وبلغة حانية هادئة.
ولأن الطفل يتمركز حول ذاته، وعالمه ينحصر في نفسه، والمحيطين به عن قرب من العائلة والأهل والأصدقاء المقربين، فعندما نتحدث معه، علينا مناداته باسمه، والابتعاد عن الصفات، ومن الأهمية أن تحكي له الأم بعض القصص الطريفة.
كما تنصح الأمهات ببناء لغة راقية من الحوار، والمصارحة، والمكاشفة، والتركيز على بناء العلاقة الإيجابية التفاعلية «الانسجامية» مع الطفل، من خلال التعبير له عن ودها ومحبتها له.
.
لأنها مسئولة مسئولية مباشرة عن تنمية مهاراته الاجتماعية ودمجه في محيطه.
عدد اليوم
