الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاتحاد الأوروبي.. وتحدي مراقبة الحدود

6 مارس 2016 22:30
أشادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالتقدم الذي حققته في طريقة معالجة مشكلة تدفق اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي، بينما يسعى القادة الأوروبيون في بروكسل لوضع خطة شاملة للتغلب على أوسع موجة نزوح للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. ومع اعتدال ظروف الطقس في بحر إيجة، وتزايد الحاجة لإنقاذ المزيد من المهاجرين المبحرين إلى اليونان عن طريق تركيا، قالت ميركل: إن محادثاتها مع حكومة أنقرة أفضت إلى نتائج مهمة سبقت اجتماع بروكسل، يوم الاثنين، والذي ضمّ 28 زعيماً أوروبياً وممثلي الحكومة التركية. وقالت ميركل في مؤتمر صحفي عقدته في باريس، عقب اجتماعها بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند: «لا تزال أعداد النازحين مرتفعة جداً، لكني أؤكد أنها تراجعت بشكل كبير مقارنة بما كانت عليه في شهري أكتوبر ونوفمبر. وقد حلّ فصل الربيع بالفعل في بحر إيجة، وهذا ما يدفعني للاعتقاد بأننا سنشهد تغيراً في مسار الأزمة». ويسعى قادة أوروبا للتمسك بمظاهر الاتحاد بعد أن اتخذت الحكومات الأوروبية- على نحو منفرد- إجراءاتها الخاصة بمراقبة حدودها في محاولة لوضع حد لتدفق النازحين الهاربين من أهوال الحرب والفقر، وأغلبهم عبروا إلى اليونان قادمين من تركيا. وفاق عدد طالبي حق اللجوء السياسي إلى أورويا هذا العام 135 ألفاً، وأغلبهم جاءوا عن طريق بحر إيجة، بالمقارنة مع 376 ألفاً خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين، وفقاً لبيانات صادرة عن وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وتسعى المفوضية الأوروبية إلى تحقيق مستوى معقول من السياسة المتماسكة إزاء اقتراح تم الإعلان عنه الجمعة الماضي يدعو لوقف المراقبة الحدودية والإبقاء على حرية التنقل من دون جواز سفر بين البلدان الأوروبية قبل نهاية العام الجاري. ويمكن لهذه الإجراءات أن تشكل مخرجاً للأزمة التي تعاني منها اليونان، حيث انقطعت السبل بعشرات آلاف النازحين إليها هذا الشهر. وسيُسمح للبلدان الأوروبية التي أعادت العمل بنظام مراقبة جوازات السفر في منطقة «شينجن»، بمواصلة هذه الإجراءات حتى نهاية ديسمبر المقبل، مع احتمال تمديد هذا الأجل لعامين إضافيين. وقال المفوض الأوروبي للهجرة «ديمتريس أفراموبولوس» خلال مؤتمر صحفي عقده في بروكسل: «إننا نعيش أوقاتاً صعبة. ويجب أن يتركز الهدف على الانتقال من حالة الانفراد في اتخاذ القرارات فيما يتعلق بإعادة العمل بنظام المراقبة الحدودية، إلى تحقيق حالة من التنسيق والتوقف عن مراقبة الحدود بشكل انفرادي مع نهاية العام الجاري». وتجري ميركل محادثات مع الجانب التركي للمساعدة في التخفيف من تدفق اللاجئين إلى أوروبا. ودافعت في الوقت ذاته عن مبدأ الحدود المفتوحة لبلدها في وقت عمدت دول أوروبية أخرى إلى إغلاق حدودها في وجه النازحين الفارين من الحرب الأهلية السورية ومن حالة عدم الاستقرار التي تسود العراق وأفغانستان. وقالت في المؤتمر الصحفي الذي عقدته في باريس: «نحن مقتنعون بأن الإجراءات أحادية الجانب لا تساعدنا، لأننا نرى الآن أنها لم تُسفر عن تخفيض مستدام في أعداد النازحين». والآن، وبعد ستة أعوام من الجهود الهادفة لتجاوز أزمة الديون في منطقة اليورو، أصبحت أوروبا في مواجهة مشكلة تزايد أعداد طالبي حق اللجوء التي تهدد بإحداث شرخ جديد في رمز آخر من رموز التكامل الأوروبي. وكان من الواضح أن موجة النازحين، الذين تدفقوا على منطقة «شينجن»، تسببت في إضعاف التنسيق الأوروبي، حيث تضافرت جهود ألمانيا واليونان في التحذير من إغلاق الحدود بين الدول الأوروبية بعد الخلافات المتكررة التي نشبت بينهما بشأن السياسات الضرورية للحفاظ على الصحة المالية للاتحاد. وتواصل هذا السيناريو عندما عمدت المفوضية الأوروبية إلى توجيه رسالة تحذير صارمة لليونان من أنها إن لم تقم بمجهود أكبر لتسجيل طالبي حق اللجوء الفارين من المناطق التي تشهد حرباً حقيقية- كما هي الحال في سوريا- وإعادة اللاجئين غير الشرعيين من حيث أتوا، فإن نظام مراقبة حدود الدول الأوروبية الواقعة إلى الشمال وعلى طول معابر النازحين، سيتم تمديده لعامين إضافيين. *محللان سياسيان متخصصان في الشؤون الأوروبية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©