الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تسريحة المرأة لوحة فنية تعتمد العفوية

تسريحة المرأة لوحة فنية تعتمد العفوية
30 سبتمبر 2013 21:27
رنا سرحان (بيروت) - يعتبر مزين الشعر اللبناني روبير معلوف أول المزينين في الشرق الأوسط الذي يبحث عن شخصية المرأة من خلال تصفيف شعرها، بعد أن عشق العمل في مسرح الرحبانية، وعمل على كاريكاتير الشخصية من خلال العصر واللوك واللون والتصميم. ويرى معلوف أن الأساس هو تقديم تصاميم تميزّه عن غيره من المزيّنين، فهو لا يهتم بالموضة الدارجة، حيث يحاول أن يعمل على ما يناسب المرأة وشكل وجهها في التسريحة وبشرتها في صبغة لون شعرها، ولا ينظر إلى الخلف بل ينظر دائماً إلى الأمام ليعرف أين سيصل، فهو يجدد نفسه من خلال العروض العالمية وإن لم يحضرها بسبب انشغالاته الدائمة، بيد أنه يتابعها وينتقي منها ما يناسب الذوق الشرقي، حيث إن بنظره المرأة العربية تحاول أن تكون جميلة من خلال شعرها، بينما تبحث المرأة الغربية عمّا هو بسيط وعملي. البعد عن التكلّف ومنذ عقدين بدأ المزيّن اللبناني روبير معلوف رحلته مع عالم التزيين النسائي، باحثاً دائماً عن الجديد، لكن هدفه الأول والأخير هو إبراز مفاتن المرأة من خلال شعرها ومحاولة إعطائها الثقة في الإطلالة المميزة. من هنا يلفت معلوف: «أحب أن أبعد عن التكلّف في موديلات تصفيف الشعر، أحب رسم الشعر بطريقة فنية متواضعة مرتبة والبعد عن الكلاسيكية أحياناً، حيث تناسب التسريحات المرأة بين نهار عملي وحضور اجتماعات، وبين دعوة إلى عشاء أو سهرة. نظراً لانشغال بعض السيدات وضيق الوقت، عادة ما يتبعن تلك البساطة في التسريحات، وأنا لا أمانع في تنفيذ ذلك، لأن أسلوبي هو العمل على إظهار الرضى لدى المرأة بجمالية معينة. أحب أن تظهر السيدة طبيعية وقريبة من شخصيتها الحقيقية».?? ويتعامل معلوف مع تزيين الشعر كفنٍ وليس كمهنة، فأكثر ما يهمه هو الإبداع والابتكار وإبراز جمال المرأة لتظهر بين الناس بأجمل هيئة. ويقول روبير إن مهنة التزيين جميلة جداً ومن المهم أن يكون لدى المزيّن موهبة فنية وإبداع، وشعر المرأة عند المزيّن حاله حال باقة الورود إذا اهتممت بها فاحت عطراً وجمالاً وإذا أهملتها بدأت تميل نحو الذبول. تسريحات المشاهير وعن موضة هذا الموسم، يوضح معلوف: «لم يعد الشينيون المرفوع والحاد موضة الموسم، ولن نرى في موضة شتاء 2014 الشعر المموج أي wavy بطريقة الـfair الرفيع، هناك التسريحات العفوية التي تتطاير مع الهواء، والتموجات العريضة التي توحي بالانتعاش والصبا. بطبعي لا أستعمل مثبت الشعر كثيراً ولا أحب الشعرة الجامدة بل أحب الاسترسال والانسيابية حتى لو كان الشعر مرفوعاً». ولا يمانع معلوف من العمل على تسريحات موضة الستينيات التي جذبت في الآونة الأخيرة الكثير من السيدات والإعلاميات والفنانات، خاصة تسريحة مارلين مونرو الشهيرة، لكنه يفضلها في السهرات والمناسبات، مع دمج المودرن والكلاسيكي في الوقت عينه. وقد تعامل معلوف مع العديد من الفنانات والمشاهير والإعلاميات، منهن كارول سماحة وألين لحود وهبة طوجي ونادين الراسي ورونزا وجناح فاخوري، فضلاً عن عمله في العديد من القنوات التلفزيونية، وعن تعامله مع الفنانات واختلاف ذلك عن السيدة العادية، يجيب معلوف: «لا شك في أن عالم الأضواء مهم، ويجب التعامل معه بأكثر دقة. فمذيعة الأخبار أو الفنانة التي تخرج عبر الشاشات عليها أن تحافظ على إطلالتها، من هنا تكون مسؤوليتي أكبر أمام هذا المشهد. هي عليها أن تحافظ على صورتها، والمزيّن عليه أن يخاف على اسمه. لا شك في أن أجمع بين فكرتي وفكرتها للعمل على إطلالة جميلة ومتوازنة» مسرح الرحباني يذكر أن معلوف كانت انطلاقته مع تلفزيون «LBC» والمسارح وخصوصاً مسرح منصور الرحباني، ابتداء من مسرحية «الوصية»، حيث عمل حينها كمساعد، وأول عمل خاص به وكانت لمسته الخاصة ظاهرة في الكاريكاتيرات في مسرحية «آخر أيام سقراط»، وتوالت المسرحيات، حيث اهتم بإطلالة الممثلات فيها، وأخيراً اهتّم بتسريحات الممثلات، وأهمهن الفنانة كارول سماحة في مسرحية «زنوبيا» التي عرضت في دبي منذ مدة، وعندما أطلت كارول على المسرح بشخصية زنوبيا انبهر الجمهور بالعمل المتقن والتسريحة الملوكية التي انسجمت مع الفكرة، إضافة إلى الابتكار الذي قدمه لشعر الممثلين كافة. وعن التجربة يقول: «أعمل على دراسة الشخصية بعد الاجتماع مع الرحبانية لدراسة التسريحة وفق ما يناسب الشخصية وتاريخها، أبحث عنها من خلال البحث الدقيق لتكون عنصراً مكملاً على المسرح، وهذا ما يأخذ من وقتي الكثير. وهناك بعض التسريحات التي أعمل على تغييرها بين مشهد وآخر خلال دقائق معدودة. شعر صحي يقول المزين روبير معلوف: «يأتي الجمال من الصعوبة وربما العكس، لأن الجمال يصنع الصعوبة. والصعوبة هنا هي التعب، والجهد الذهني واليدوي الذي أعيشه طيلة أيام الأسبوع. حتى لو لم أكن أعمل أبقى شارداً باحثاً عن شكل جديد في التسريحات». ?ويصف تسريحاته قائلاً: «إنها قصائد أكثر مما هي تسريحات، فشعر المرأة مهما كان متعِباً للمزين إلا أنه يبقى المادة الأهم التي تزيد جمالاً في الشكل والمضمون معاً. وبرأيي يجب أن يكون المزيّن ملماً بكل أنواع الشعر، كي يعرف كيف يتعامل وفق متطلبات هذه الأنواع. وحين يمتلك المزين هذا الأساس، يمكنه تحقيق الإبداع والتميز».?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©