الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقاقير «الهلوسة» تنصب فخ الإدمان للمراهقين

عقاقير «الهلوسة» تنصب فخ الإدمان للمراهقين
30 سبتمبر 2013 23:18
فيما وصفت بالزيادة الفلكية، كشفت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي، عن ارتفاع كميات الأقراص المخدرة التي ضبطتها عن العام الماضي بنسبة 1183%، حيث تم ضبط مليون و 609 آلاف و45 قرصاً مخدراً، فيما كانت الكميات المضبوطة عام 2011، حوالي 142 ألفاً و778 قرصاً. وتحذر الدوائر المعنية بمكافحة المخدرات في الدولة من أن ظاهرة انتشار المخدرات الصناعية بين الأبناء من المراهقين وصغار السن باتت تتفاقم وتبعث على القلق، نظراً لأن المراهقين وصغار السن يتعاطون مثل هذه الحبوب من باب التجربة وحب الاستطلاع أو للسهر، ومن دون إدراك لمخاطرها المحدقة التي تؤدي بهم إلى دوامة الإدمان والضياع. إن الطامة الكبرى في أن جميع ضحايا الإدمان، ومن يسيئون استخدام مثل هذه الأنواع من المخدرات أو الحبوب والعقاقير الصناعية التي تروج على هيئة أقراص متعددة الأسماء مثل «الترامادول» أو«السبايس» أوأقراص «الهلوسة» مختلفة التسميات، لم يكن لديهم الوعي الكافي والاستبصار الحقيقي بأنهم سيصبحون مدمنين بعد حب الاستطلاع والميل إلى التجربة عندما يتعاطون مثل هذه الأقراص للمرة الأولى أو يتصورون بأنهم سيكونون قادرين على التوقف عن التعاطي في أي وقت يشاؤون! والمثير للدهشة أن مروجي مثل هذه الأقراص يسوقونها عبر شبكات «الإنترنت» على أنها نوع من البخور أو العطور التي تساعد على تنشيط الذهن أو من أجل «تحسين المزاج»، وأنها ذات «مفعول يستمر لفترة طويلة». فما حقيقة حبوب أو عقار «الهلوسة»، وما تداعيات تعاطيها على الحالة النفسية والصحية للشخص؟ إدمان الدكتور علي المرزوقي، مدير إدارة الصحة العامة والبحوث بمركز أبوظبي للتأهيل، يقول إن رفقاء السوء، والجماعات المرجعية الهشة منهم، وميل الصبية والمراهقين إلى «التجربة» وحب الاستطلاع، مع وجود الفراغ، وغياب القدوة أو الرقابة الأسرية، وضعف الوازع الديني المبكر، في ظل هيمنة ثقافة «الإنترنت» وشبكات التواصل الاجتماعي، والسماوات الفضائية المفتوحة، يضع النشء أمام خيارات سلبية، مع افتقادهم الكثير من المهارات الاجتماعية التي تحصنه وتحميه عند الخطر، ونجد أن الكثير من هؤلاء ضحايا مغريات وأهواء ونزعات وتجارب ضارة عديدة ، يفشلون أمامها في اتخاذ القرار الصائب أو الاختيار الآمن، وللأسف نجد الطفل أو المراهق عاجزاً عن امتلاك إرادة قول «لا» عندما يستوجب عليه أن يقولها تحت تأثير الخجل بفعل ضغوط الزمرة أو «الشلة». لذا نجد أن متوسط أعمار حالات سوء استخدام المخدرات أو تعاطيها ومن ثم الإدمان عليها قد انخفض خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى سن 9 _10 سنوات. إن فقدان مثل هذه المهارات الاجتماعية إنما هو مسؤولية الأسرة والمدرسة معاً، من دون أن نهمل التأثير السلبي لوسائل الإعلام». ويضيف الدكتور المرزوقي :«سوء استخدام وتعاطي تلك العقاقير التي تحمل مسميات عديدة تسبب الإدمان، حيث يكون الاعتماد النفسي والعضوي على المادة المخدرة نتيجة تكرار تعاطيها، ويتجلى ذلك في صورة رغبة شديدة في الحصول على المادة المخدرة بأي ثمن، وهنا تتولد ما نسميه بظاهرة التحمل، ويحتاج دائماً إلى زيادة جرعات المخدر ليحصل على التأثير نفسه الذي يريده لتخفيف معاناته الجسمية من أعراض الانسحاب، وإذا ما تأخر في تعاطي الجرعة المعتادة فإنه سرعان ما يشعر باختلال في وظائفه العصبية والجسدية، ويصاب بنوع من الهياج الشديد والرغبة في الحصول على المخدر بأي ثمن، مما قد يدفعه إلى العنف وارتكاب الجرائم بجميع أنواعها، ومن ثم يدور في حلبة الإدمان الذي قد يكون بدأ معاناته معه عن طريق صديق سوء، وحب استطلاع، وعدم استبصار بخطورة تجربته الأولى». هلاوس بصرية وسمعية الدكتور محمود رشاد، استشاري الصحة النفسية بمستشفى الأمل في الدمام، يوضح أن عقاقير«الهلوسة» عبارة عن خليط مركب من مواد كيماوية غير متجانسة تسبب اضطرابًا في الجهاز العصبي المركزي، محدثة تغييراً في النشاط الذهني العقلي، وخللاً في التفكير والإدراك، وغالباً ما تكون عقارات «الهلوسة» عديمة الرائحة واللون، وهي من أسرع و أقوى المواد تأثيراً على الدماغ، وتؤخذ عن طريق الفم على شكل أو هيئة أقراص، أو كبسولات، أو سائل، ويتم تصنيعها وترويجها على شكل طوابع البريد أو «استيكرز». ومن أهم التأثيرات توسع حدقات العينين، وارتفاع في درجة حرارة الجسم، وزيادة معدّل نبضات القلبَ وارتفاع في ضغطَ الدم، والتعرق، وفقدان الشهية، والأرق وقلة النوم ، وصعوبة في التركيز والتفكير، مع جفاف في الفم، والإحساس بالعطش الشديد، مع هزّات وارتجافات في بعض العضلات، خاصة الأطراف. ويسهل التعرف إلى متعاطيها، حيث يكون في حالة هستيرية مهلوسة، ويظهر على متعاطيه التهيئات والتخيلات اللامعقولة وغير المألوفة في الطبيعة والواقع، مما يجعله يهذى بكلمات وأفعال تنم عن تعاطيه». وتعاطي هذه العقاقير يسبب للمتعاطي الهلاوس البصرية والسمعية، بحيث يتصور أحياناً أنه صاحب قدرات خارقة فوق العادة، ويتخيل أشياء وصوراً غير موجودة في الواقع، أشبه بالضلالات، أو قد يصاب بإحساس آخر على النقيض، مثل الشعور بالفزع الشديد والخوف أوالاكتئاب بسبب ما يراه من خيالات وأوهام، وتصحبه فيما يسمى بالرحلة النفسية «الترب»، وغالباً ما تكون هذه الرحلة التي يشعر بها سيئة، وتؤدي إلى أغراض خطيرة وحوادث مميتة، وكثيراً ما تؤدي إلى الانتحار. فالمتعاطي عادة ما يشعر بأنه يسبح في رحلة من الأوهام السيئة، كما تسبب تغيرات في الحالة النفسية والإدراك والرؤية والإحساس بالوقت والمكان، أي أن الشخص يفقد التقدير الصحيح للأبعاد والمسافات والارتفاعات والفراغات، وضبابية الألوان، كما يفقد الإحساس بالزمن والوقت، كما يواجه بعض المتعاطين أفكاراً ومشاعر مرعبة وحادة، وخوف الجنونِ والموتِ، واليأس والعديد من المشاعر المخيفة، وتسبب للمتعاطي العديد من الحوادث الخطيرة، أو تدفعه إلى ارتكاب الجرائم. ولعل أشهر هذه المهلوسات عقار يسمى «إل – إس - دي LSD »، ويسمى في بعض الدول «الأسيد»، وتستخلص مادته الأساسية من فطر الأرجون، ويُعَدُّ من أقوى المهلوسات المعروفة. .استطلاع «الاتحاد» في استطلاع سابق لـ«الاتحاد»، حول «تعاطي المخدرات والإدمان عليها» لعينة من الصبية والمراهقين والشباب من طلاب المدارس المختلفة التي تقع أعمارهم ما بين (10 سنوات إلى 20 سنة)، تم اختيارهم بشكل عشوائي للوقوف على اتجاهاتهم نحو تعاطي المخدرات، تبيّن أنّ 53% منهم لديهم «معلومات كافية» عن أضرار المخدرات، وأنّ 43% منهم لديهم معلومات «معقولة إلى حد ما» - بحسب الطلاب - فيما أشار 4% منهم أن «ليس لديهم أي معلومات» عن تعاطي المخدرات والإدمان عليها. وقد أشار 73% من الطلاب إلى أنهم «لم يسبق لهم المشاركة في أي من البرامج التي تُعنى بالوقاية من المخدرات والإدمان عليها» بصفة منظمة، وإنما أشار 86% منهم إلى أن وسائل الإعلام متمثلة في التليفزيون وشبكات الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي والسينما والأفلام التليفزيونية كانت المصدر الرئيسي لإلمامهم بطبيعة المخدرات والمسكرات وتعاطيها والإدمان عليها. أما فيما يتعلّق بالمصادر التي يحصلون عليها من معلوماتهم عن أضرار تعاطي المخدرات، كانت: 80% من المدرسة من خلال المناهج الدراسية والأنشطة اللاصفية، وأشار 77% منهم إلى الزملاء، بينما أرجع 75% منهم إلى أن الأسرة كانت المصدر الرئيسي الذي يمدهم بمعلومات كافية ومفيدة عن أضرار المخدرات. أما فيما يتعلق بالأسباب التي تدفع الصبية والمراهقين والشباب إلى تعاطي المخدرات، أو الوقوع في فخ التجربة، وحب الاستطلاع، أشار 87% إلى أن السبب الأول كان العمـالة الوافدة، و86% بسبب عدم المعرفة بأضرار المخدرات، و86% بسبب زيادة وارتفاع دخل الأسرة وتوافر العنصر المادي بين هذه الفئة، كما أشار 85% منهم إلى أن «المفاهيم الخاطئة عن المخدرات والإدمان عليها تمثل السبب الرئيسي الذي يدفع الشباب والمراهقين إلى تعاطي المخدرات».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©