الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حصة لوتاه: تعلمت من «جدتي» الصبر.. ومن «والدتي» الرضا

حصة لوتاه: تعلمت من «جدتي» الصبر.. ومن «والدتي» الرضا
8 مارس 2016 10:04
الدكتورة حصة لوتاه من الأوائل المكرمين في دورة 2015، وهي أول مخرجة تلفزيونية في الإمارات بين الفترة 1983 و1990، وعملت صحفية في جريدة الخليج عام 1980، واستاذة جامعية لها العديد من البحوث والدراسات، كما أن لديها دراسات باللغة الإنجليزية. موزة خميس (دبي) حصلت الدكتورة حصة لوتاه على جائزة الشيخ راشد للتفوق العلمي عن درجة الماجستير، وجائزة الشيخ راشد للتفوق العلمي عن درجة الدكتوراه في الفلسفة - اتصال جماهيري فرع دراسات أنثوية وماجستير آداب - إعلام وتنمية فرعي دراسات الشرق الأوسط من مدرسة الدراسات الدولية من جامعة أوهايو في الولايات المتحدة وبكالوريوس فنون جميلة - صناعة الفيلم، وقد بدأ عملها كمعيدة في الجامعة عام 1990 وأصبحت أستاذا مساعدا عام 2000، وهي صاحبة قلم متزن في تناول القضايا الخليجية والعربية، ولديها مجموعة قصص قصيرة بعنوان «الصحراء ورد». «المطوعة» أصبحت حصة ترافق أختها رفيعة إلى «المطوعة»، وكلما كبرت كانت تكبر بداخلها صورة تلك المطوعة «المعلمة»، والحكايا التي كانت تقصها عليهم، وتكمل قائلة: بقيت كل الصور التي رسمتها في وجداني وذاكرتي عن الأجداد والجدات، وكنت أراهم كرموز لهم مكانتهم في مجتمعنا، وقد لعب كل ذلك دورا كبيرا في غرس القيم الأصيلة في ذاكرتي، وعندما بدأ التعليم النظامي وأنشئت أول مدرسة، وكانت في منزل الشيخة شمسة بنت سلطان في ديرة، تم تسجيلي للدراسة لمدة أربع سنوات، ثم منعني شقيقي من إكمال تعليمي، لأني لست بحاجة للوظيفة أو المال، وكان لذلك أثر مؤلم علي كفتاة شغوفة بالتعلم، ولكن لم أترك للأثر السيئ مكانا في كياني وروحي، فحرصت على مواصلة القراءة التي صقلت شخصيتي، وكانت البديل والعوض عن التعليم، وأتذكر أني كنت أقرأ كتابا كل يوم، وشعرت أن علي أن أفعل شيئا هاما، فتحدثت مع صديقتي عائشة كبتن «من سيدات دبي المرموقات» حول إنشاء جمعية نسائية، ووجدت التجاوب، وبعد فترة من الزمن دعيت إلى تأسيس جمعية أخرى عام 1973، حيث أنشئت جمعية النهضة النسائية في دبي، ولا تزال إلى اليوم من أشهر وأرقى الجمعيات النسائية بالدولة، وأتذكر أن أول اجتماع بغرض تأسيس الجمعية كان في منزلنا بمنطقة بورسعيد، وفي تلك المرحلة عدت للدراسة، وحصلت على الإعدادية، ثم سافرت إلى جمهورية مصر العربية للحصول على الثانوية العامة مع مجموعة من الأهل والأقارب، وقد وصلت قبل شهرين من الاختبارات من أجل الاستعداد. رحلة العلم وتضيف لوتاه: كانت قريبتي خولة لوتاه قد سبقتني إلى أميركا، وما أن أنهت دراستها حتى حصلت لي على قبول، فسعيت للحصول على بعثة من وزارة التربية، ثم حملت طفلي (كنت قد تزوجت) وغادرت إلى واشنطن، حيث حصلت على قبول في جامعة سان فرانسيسكو، فدرست السينما، ولكن انقطعت لسبب حدوث طارئ في أسرتي، وعدت إلى الإمارات، وخلال وجودي على أرض الوطن، التحقت بالعمل في تلفزيون دبي، ثم عملت كمعيدة في جامعة الإمارات لمدة سنة، ودرست الإخراج كمدرس مساعد، ثم غادرت إلى أميركا مرة أخرى لأنجز الماجستير في جامعة أوهايو، وكان المشروع لمدة 90 ساعة وهو مصمم للأشخاص الذين يؤهلون للعمل في المنظمات الدولية، ودراسة تأثير الإعلام ودوره في تغيير وجهات النظر الدولية والعالمية، ومن خلال نفس الجامعة أعددت رسالة الدكتوراه، وركزت على صورة المرأة في التلفزيون، وتناولت مذيعات تلفزيون دبي كنموذج، مما فتح لي المجال للوصول إلى نتيجة، وهي عدم الاعتماد على النظريات الغربية في التحليل. أبحاث وترجمة تتذكر الدكتورة حصة أنها أثناء مرحلة البكالوريوس كان لديها بعض النشاطات، فكونت صداقات كثيرة بسبب الصدق مع النفس ومع الآخرين، وتوضح: بعد مرحلة من العمل في جامعة الإمارات في منصب أستاذ مساعد، قررت أن أستفيد من الإجازة الخاصة بالتفرغ، والتي من حق كل أستاذ أن يحصل عليها، فتفرغت لذاتي، وانكببت على إجراء الأبحاث والترجمة من الإنجليزية إلى العربية لبعض الكتب، ومن بين النشاطات التي قمت بها تأسيس جمعية أصدقاء البيئة، وكانت تجربة العمل مع الطلبة خلال فترة تدريسي ممتعة، حيث تعرفت عن كثب على الطلبة والطالبات، ووجدت فيهم الجدية والتحصيل، وبما أني كنت رئيس قسم، وجدت نفسي أساهم في إحداث تغيير جيد لطرق التدريس بمساعدة نخبة من الزملاء والزميلات، ولكن عندما تم فرض نظام التعليم باللغة الإنجليزية، اختلفت معه خشية تأثيره على اللغة العربية. النشأة والبيئة المحيطة أسس جدها ناصر اللوتاه مدرسة في منطقة الإحساء في المملكة العربية السعودية عام 1938، وقد أقام لتلك المدرسة وقف وله مسجد كبير هو مسجد ناصر اللوتاه الذي أتم اليوم مائة عام على إنشاؤه. في تلك المنطقة ما بين الضغاية والراس، ولدت حصة لوتاه في ديرة، واليوم تتنفس هواء الخليج العربي مباشرة من أمام منطقة الممزر، وقد أخذت الكثير من جدها ناصر الذي سكن في منزل قرب سوق الذهب الحالي في دبي، وكانت ترى فيه الهيبة والوجاهة التي يشعر بها كل من يعرفه، وكان الناصح الأمين في الخلافات التي تحدث داخل البيوت وبين الأسر، ومنه استقت الحكمة والتروي، ومن محبته للعلم تعلقت بالكتب، وتقول بعض الروايات، إنه من المساهمين في تأسيس المدرسة الأحمدية، إضافة إلى مدرسة منطقة الإحساء بالمملكة العربية السعودية مثلما ذكرنا. تتذكر حصة جدتها صاحبة الشخصية المتوازنة، والتي تعلمت منها الصبر والقوة، أما الأم فقد كانت قليلة التعبير عن نفسها، وهي تتمتع بالرضا والقناعة، لا تجذبها الحياة المادية أو المظاهر، وكان والد حصة يمتلك قوة الشخصية والصدق مع الآخرين، وقد أثر ذلك في حصة كثيراً، كما كان محنكاً في الأمور السياسية، شديد التواضع. جيل حصة تربى وتمتع بمساحات من الحرية التي ربما لا تتوافر لأطفال اليوم، حيث كان الطفل يحضر كل ما يدور في جلسات الكبار من فنون الشعر وإلقاء الروايات والخراريف، ويشارك فيها، كما كان الأطفال يصنعون ألعابهم بأنفسهم، مما أدى إلى تنمية الجانب الإبداعي لديهم. الوطن والهوية تقول الدكتورة حصة لوتاه عن التكريم: هو شرف لنا جميعاً، وتعبير عن إحساس المسؤولين وعلى رأسهم صاحب السمو رئيس الدولة وأصحاب السمو الشيوخ، حفظهم الله، بمن بدأ الطريق مكافحاً ومخلصاً ومحباً للعطاء، وهذا يعني أن نزداد امتناناً لوطن لا يغفل عنا، ولذلك أجد نفسي ملزمة بالعمل والمبادرة لتلبية دعوات لإلقاء محاضرة أو مشاركة في ندوة من أجل قضايا الوطن، لأن تلك المشاركات هي مساهمات بسيطة ضمن عجلة الرقي والرفعة والتطوير في مختلف المجالات، فهويتنا تعني الالتزام بالعادات والتقاليد والتاريخ وبكل ما له علاقة بالدين، لأن ذلك مفاتيح النجاح التي تحقق لنا وللأجيال المزيد من الأمن والتقدم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©