واشنطن (وكالات)
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفض أي مقترح حول الهجرة لا يتوافق مع مطالبه، وذلك عشية دخول الحكومة الفيدرالية في حال شلل مجدداً، في حال عدم توصل أعضاء الكونجرس المنقسمين لاتفاق بحلول غد الخميس حول الإنفاق الفيدرالي والهجرة.
وغرد ترامب بعد أيام من تعهده في خطابه عن حال الاتحاد مد اليد للطرفين الجمهوري والديموقراطي في إيجاد اتفاق حول الهجرة بديل لبرنامج «داكا» الذي يحمي 1,8 مليون مهاجر لا يحملون وثائق رسمية من الترحيل مقابل فرض قيود على الهجرة القانونية،وقال«أي اتفاق حول داكا لا يتضمن تدابير أمنية حدودية قوية، والجدار الضروري سيكون مضيعة تامة للوقت» ، وذلك في إشارة للجدار الذي يسعى منذ فترة طويلة لبنائه على الحدود الأميركية مع المكسيك، وأضاف «الخامس من مارس يقترب بسرعة والديموقراطيون على ما يبدو لا يكترثون لداكا..توصلوا لاتفاق».
ويشهد الكونجرس أيضا جدلاً حول سقف الإنفاق المخصص لبرامج داخلية وللجيش، فيما يسعى أعضاء المجلس للتوصل إلى اتفاق حول ميزانية للفترة المتبقية من 2018.
وأقر القادة الجمهوريون والديموقراطيون بأنهم لن يتوصلوا لاتفاق قبل انتهاء المهلة غدا، ويتعين عليهم تمرير إجراءات مؤقتة لتجنب شلل حكومي آخر كان استمر ثلاثة أيام في يناير الماضي، عندما رفض الديموقراطيون دعم تدابير إنفاق لا تعالج مشكلة «الحالمين»، وهم مئات آلاف المهاجرين الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة عندما كانوا أطفالاً قاصرين.
لكن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قال إنه لا يتوقع في هذه المرة تكراراً للشلل الحكومي الذي تبادل فيه المعسكران الاتهام، وأضاف «لا أحد يريد معاودة الكرة». وفي مسعى من الحزبين لحلحلة الأزمة أعلن السناتور الجمهوري جون ماكين والديموقراطي كريس كونز خطة تعرض مساراً للجنسية للحالمين، وتعزز الآمن الحدودي في نفس الوقت، لكنها لا تتصدى لمسألة لم شمل العائلات، أو يانصيب الإقامات.
لكن البيت الأبيض قلل من أهمية الخطة، لأنها لا تتضمن بالتحديد تمويلاً لجدار حدودي، إذ قال مدير الشؤون التشريعية مارك شورت للصحفيين، «إنها غير كافية» للحصول على دعم ترامب».
وتهدد جدول أعمال الكونجرس أيضا خلافات حزبية بشأن مذكرة جمهورية رفع عنها ترامب السرية.
وحذر كبار الديموقراطيين، بينهم عضو الكونجرس آدم شيف من أزمة دستورية في حال استخدمت المذكرة ذريعة لإقالة روبرت مولر المحقق الخاص الذي يرأس تحقيقات في تواطؤ محتمل بين حملة ترامب الانتخابية وموسكو.
ورد ترامب واصفاً شيف بـ«أنه أحد أكبر الكاذبين والمسربين في واشنطن».
وطلب محامو ترامب منه عدم الإدلاء بشهادته أمام مولر بحسب ما أوردت صحيفة«نيويورك تايمز» التي نقلت عن أربعة أشخاص أن المحامين يشعرون بالقلق من أن يتم اتهام ترامب بالكذب على المحققين، إذ سبق وناقض تصريحاته في السابق.
وأضافت أن المحامي جون دود ومساعده جاي سيكولو ومحامي الرئيس منذ زمن مارك كازويتز، والعديد من المستشارين يعارضون إدلاء الرئيس بشهادته، إذ يعتبرون أن مولر ليس مؤهلاً لاستجواب الرئيس حول بعض المسائل.
لكن يمكن أن يؤدي امتناع الرئيس عن الإدلاء بالشهادة إلى أن يوجه مولر إلى ترامب مذكرة بالمثول أمام هيئة محلفين عليا، ما من شأنه أن يؤدي إلى إحالة المسألة أمام المحكمة العليا.
كما يمكن أن يحمل على الاعتقاد أن ترامب يريد إخفاء معلومات عن الشعب في الوقت الذي يستعد فيه الجمهوريون لخوض انتخابات منتصف الولاية المقررة أواسط نوفمبر المقبل.
عدد اليوم
