السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احتجاجات «احتلوا وسط هونج كونج»

20 أكتوبر 2014 00:37
ستيوارت ليفنوورث هونج كونج اشتبكت شرطة هونج كونج من جديد مع محتلي الشوارع في وقت مبكر من صباح الأحد في «مونج كوك»، الحي الذي أضحى بؤرة للاحتجاجات المتواصلة بالمدينة. وقد كانت ليلة هادئة نسبياً هي ليلة السبت الأحد، وذلك حتى وقت قصير بعد منتصف الليل، عندما انخرط مئات أفراد الشرطة في ما بدا أنها محاولة أخرى لإخلاء الشوارع من المحتجين الشباب، أو على الأقل لاستعادة السيطرة على بعض الشوارع التي طالبت بها خلال الأيام الأخيرة. وكانت الشرطة قد قامت في وقت مبكر من صباح الجمعة بفتح الشوارع الرئيسية في وجه حركة المرور في «مونج كوك»، وهو جزء من هونج كونج على الجانب الذي تقع فيه شبه جزيرة كولون، ويحظى بشعبية واسعة بين السياح الصينيين القادمين من البر الرئيسي. غير أنه في وقت لاحق من تلك الليلة، وجدت الشرطة نفسها في مواجهة أعداد ضخمة من المحتجين الذين يسعون لاستعادة الشوارع التي كانوا يحتلونها وكان الكثير منهم يهتفون «استمروا! استمروا!». ويذكر هنا أنه بعد انسحاب الشرطة صباح السبت، قام المحتجون بنصب حواجز ومتاريس من أجل استعادة بل وتوسيع المناطق التي كانوا قد فقدوها، وإن كان من غير الواضح كلياً أن ذلك هو السبب الذي جعل الشرطة ترد باستعمال القوة. وفي تكرار لليلة السابقة، استعملت الشرطة رذاذ الفلفل والهراوات ضد المحتجين يوم السبت وصباح الأحد. وتشير مقاطع فيديو وشهادات شهود عيان إلى أن الكثيرين تعرضوا لإصابات. ومن جانبها، أعلنت السلطات أن أكثر من 60 من أفراد الشرطة والمحتجين تعرضوا لإصابات خلال الليلة السابقة، وهو رقم يقول نشطاء الشارع إنه أعلى بكثير. هذه الاشتباكات أتت بعد يوم على توصل الحكومة وزعماء المحتجين إلى اتفاق حول زمان ومكان لبدء المفاوضات. فاعتباراً من يوم السبت، كان من المقرر أن تبدأ المفاوضات بعد ظهر يوم الثلاثاء بمشاركة زعماء الطلبة وكاري لام شينج يويت نجور، المسؤول الثاني في حكومة هونج كونج. غير أنه قبل انطلاق أعمال العنف التي تفجرت مجدداً بعيد منتصف الليل، خرج مفوض شرطة هونج كونج، آندي تسانج واي هونج، على وسائل الإعلام بتصريح ندد فيه بالاحتجاجات المتواصلة، وهو أول تصريح له منذ أن استعمل ضباطه الغاز ضد المحتجين في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر المنصرم. وقال تسانج، وفق ترجمة وفرتها صحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست»: «لقد كانت الشرطة متسامحة للغاية مع الأعمال غير القانونية التي قام بها المتظاهرون خلال الأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع الماضية»، مضيفاً قوله: «لقد قمنا بذلك على أمل أن يهدأوا ويعبّروا عن آرائهم بطريقة سلمية وعقلانية وقانونية. لكن أولئك المحتجين اختاروا للأسف مواصلة أعمالهم غير القانونية التي أضحت أكثر تطرفاً وعنفاً». غير أن بعض النشطاء المطالبين بالديمقراطية يقولون إن الشرطة تعمد إلى استفزاز المتظاهرين المنخرطين في عصيان مدني، مما يزيد من صعوبة التوصل إلى حل. ومن بين هؤلاء النشطاء «تشان كين مان»، الأستاذ الجامعي، والذي انتقد الشرطة لأنها استعملت رذاذ الفلفل ضد الشباب يوم الجمعة والسبت رغم أن سلامة الشرطة لم تكن في خطر. وقال «تشان» يوم السبت: «إن الكثير من سكان هونج كونج يشعرون بالحزن بسبب ما حدث في مونج كوك»، مضيفاً: «إننا لا نرغب في تعرض أفراد الشرطة والشباب للإصابة؛ لأن الأمر لا يتعلق بمشكلة نظام عام، وإنما بمشكلة سياسية.. إنها مشكلة تتعلق بالطريقة التي ردت بها الحكومة وينبغي أن تحل بالوسائل السياسية». ويطالب المحتجون في هونج كونج بنظام أكثر انفتاحاً لانتخاب الرئيس التنفيذي للمدينة في عام 2017. لكن بكين، التي تسيطر على هونج كونج، تشدد على ضرورة أن يخضع المرشحون للمنصب لموافقة لجنة تتحكم فيها هي. وعلى الرغم من أن هدفاً مشتركاً يوحدهم، إلا أن المحتجين منقسمون على أنفسهم، حيث يبدو الشباب وسكان «مونج كوك» أكثر تصميماً على استمرار عمليات الاحتلال مقارنة مع النشطاء المطالبين بالديمقراطية الأكبر سناً والأكثر غنى. انقسامات عقّدت مهمة التفاوض مع حكومة هونج كونج، التي بدأت هي نفسها تفقد المصداقية بسرعة لدى مواطنيها، بمن فيهم أولئك الذين يعارضون أساليب المحتجين. وفي هذه الأثناء، نشر «تشان»، الأكاديمي وزعيم حركة «احتلوا وسط هونج كونج»، مقالا بصحيفة «مينج باو» الصادرة في هونج كونج، يوم السبت، حث فيه المحتجين الشباب على أن يكونوا أكثر تعقلا. وفي هذا السياق، كتب تشان يقول: «لنفكر؛ هل نحن بصدد السقوط في فخ أولئك الذين أرادوا كبح الحركة؟»، مضيفاً: «هل سنفقد السيطرة ونرد بعنف على الهجمات القوية الحالية؟ إذا فعلنا، فإن الأساس الأخلاقي للحركة برمتها سينهار». وكانت حركة «احتلوا وسط هونج كونج» التي يقودها تشان قد خططت لاحتلال مركز المدينة التجاري لمدة ثلاثة أيام. وبعد استعمال الشرطة للغازات المسيلة للدموع، احتلت مجموعات المحتجين الشباب ثلاثة مواقع من المدينة. ومنذ ذلك الوقت يستمر الاحتلال طيلة ثلاثة أسابيع. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©