الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحرب على «داعش».. واشنطن تريد تدريباً أطلسياً للجيش العراقي

الحرب على «داعش».. واشنطن تريد تدريباً أطلسياً للجيش العراقي
20 أكتوبر 2014 00:37
جوبال راتنام واشنطن المهمة الصعبة والخطيرة المتمثلة في إعادة تدريب قوات الأمن العراقية من أجل مواجهة ودحر مقاتلي «داعش» الذين حققوا مكاسب في شمال العراق وغربه خلال الآونة الأخيرة، ستتطلب أعداداً كبيرة من المدرِّبين من الولايات المتحدة ودول «الناتو» الأخرى، يقول مسؤول مطلع على التقييمات المشتركة التي يقوم بها كل من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والحكومة العراقية. ويوضح المسؤول الذي وافق على الحديث شريطة عدم الكشف عن اسمه، أن الجهد التدريبي الموسع الذي تقترحه الولايات المتحدة قد يحتاج إلى نحو ألف مدرب أجنبي من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأستراليا، وذلك لإعادة تدريب قوات الأمن العراقية المفككة وإعادتها إلى حالة الجاهزية القتالية. ويقول هذا المسؤول إن الولايات المتحدة لديها نحو 1500 مستشار في العراق حالياً، وإن عدداً من الحلفاء من أوروبا الغربية أعربوا عن استعدادهم لإرسال مئات المدربين. وإلى جانب مهمة التدريب الموسعة، يرغب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في إنشاء قوة حرس وطني عراقية تتألف من نحو لواءين إلى ثلاثة ألوية، أو ما يصل إلى 15 ألف جندي من القبائل السنية في محافظة الأنبار، على أن تكون مهمة رجال الميليشيات أولئك العاملين تحت إمرة محافظي الأقاليم هي الإبقاء على «داعش» بعيداً عن مناطق السنة. وكان الكثير من رجال القبائل وزعماؤها في المناطق السنية قد شاركوا في انتفاضة عام 2006 سميت «صحوة الأنبار»، وهي الانتفاضة التي ساعدت الولايات المتحدة على دحر «القاعدة» هناك، قبل أن تنقلب «الصحوات» على حكومة رئيس الوزراء العراقي وقتئذ، نوري المالكي، الذي رفض دفع أجور المقاتلين أو إدماجهم ضمن قوات الجيش العراقي بعد انحسار العنف. وتقترح الولايات المتحدة أن تقوم وزارة الدفاع العراقية بتجنيد الحرس وتدريبهم ودفع رواتبهم، وذلك خلافاً لما تم القيام به خلال انتفاضة 2006، عندما قامت الولايات المتحدة بتجنيد القبائل وأقنعت بغداد بدفع رواتبهم. يقول المسؤول المطلع على المحادثات، إن بعض جيران العراق السنة قد يساعدون على تحمل نفقات إعادة تدريب الجنود العراقيين وكلفة وحدات الحرس الوطني. ولعل الموضوع الوحيد الذي تتفق عليه الكثير من البلدان هو الحاجة إلى إعادة تشكيل الجيش العراقي -الذي ضعُف وتفكك بسبب إزالة المالكي لضباط سنة أكفاء واستبدالهم بشيعة موالين – من أجل محاربة داعش. وكان المسؤولون الغربيون، لاسيما في الولايات المتحدة، قد ذهلوا بالسرعة التي انهار بها الجيش العراقي خلال المراحل الأولى من هجوم «داعش»، حيث فر أعضاؤه بعشرات الآلاف تاركين وراءهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة التي زودته بها الولايات المتحدة. ويُعتبر السؤال المهم بخصوص الكيفية التي ستساهم بها البلدان العربية في إعادة تدريب قوات الأمن العراقية، جزءاً من النقاشات المكثفة الجارية حالياً بين البيت الأبيض وحكومة رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي، حيث يسعى الجانبان إلى تحقيق توازن بين استدعاء مثل هذه المشاركة وإغضاب إيران، القوة الشيعية التي يُعتبر دعمها أساسياً لحكم العبادي. وتأمل الولايات المتحدة أن يوافق الكثير من أعضاء «الناتو» على إرسال عسكريين من أجل تدريب القوات العراقية، لاسيما بعد معلومات مزعجة تفيد بأن مواطنين من أوروبا الغربية وأستراليا هم في الوقت نفسه ضحايا لـ«داعش» ومقاتلون في صفوفه. وكان البرلمان البريطاني قد وافق بأغلبية كبيرة في سبتمبر الماضي على تنفيذ المملكة المتحدة لضربات جوية ضد «داعش» في العراق بعد أن نشر التنظيم المتطرف على موقع يوتيوب مقطع فيديو يظهر قطع رأس عامل المساعدات البريطاني المعتقل «ديفيد هاينز». غير أن بعض البلدان العربية مترددة في دعم الاستراتيجية الأميركية بدون تحفظ، لأنه ما زال من غير الواضح كيف تأمل إدارة أوباما التعاطي مع «داعش» بدون معالجة مسألة وجود التنظيم في سوريا، وهو ما يقتضي من الولايات المتحدة الإجابة عن السؤال المتعلق بمصير الأسد. ومنذ ترخيص أوباما لاستعمال القوة ضد «داعش» قبل شهرين، اقتصر الجهد العسكري في الغالب على الضربات الجوية. إلا أن تلك الضربات بالكاد نجحت في مساعدة القوات الكردية العراقية في السيطرة على سد الموصل ذي الأهمية الاستراتيجية وحماية كردستان العراق، كما فشلت الضربات في منع التنظيم المتطرف من السيطرة على كل محافظة الأنبار تقريباً، ومن الاقتراب من بسط سيطرته على بلدة كوباني الحدودية السورية. وفي مرحلة من المراحل، لم يكن يفصل مقاتلو التنظيم عن مطار بغداد الدولي، والذي يوجد به مئات الجنود الأميركيين، سوى 15 ميلا، قبل أن يرغَموا على التراجع خلال عطلة نهاية الأسبوع. ويقول مسؤولون متخصصون في شؤون الدفاع، من الولايات المتحدة وبعض البلدان الأوروبية، إنه بدون قوة برية فعالة تكمّل الضربات الجوية، والتي بلغ عددها قرابة 500 ضربة حتى الآن- لا يمكن إيقاف تقدم «داعش». وكان الجنرال مارتن ديمبسي، قائد هيئة الأركان المشتركة الأميركية، أشار في سبتمبر الماضي إلى أن قرابة نصف الجيش العراقي، أو 24 من أصل ألويته الخمسين، غير قادر على محاربة «داعش». والجدير بالذكر في هذا السياق أنه في عام 2013 كانت لدى العراق قوات مسلحة يبلغ قوامها 271 ألف عسكري، نحو 193400 منها توجد في الجيش العراقي والبقية في قوة بحرية صغيرة، وفق المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يوجد مقره في لندن. هذا بينما كان لدى وزارة الداخلية 531 ألف جندي آخرين، يتألفون في معظمهم من وحدات الشرطة المحلية، وفق المعهد نفسه. ولا توجد تقديرات بشأن الحجم الحالي للقوات العراقية، لأن العديد من وحداتها تفككت هذا العام عندما بدأ «داعش» يهاجمها من الغرب. الجنرال الأميركي المتقاعد جون آلن، الذي قاد التحالف الغربي في أفغانستان، وبْرِت ماكجرك، نائب مساعد وزير الخارجية المكلف بالعراق وإيران، أكملا جولة من المحادثات الأسبوع الماضي مع بعض الدول العربية، ويعتزمان زيارة مزيد منها الأسبوع المقبل. وفي الرابع عشر من أكتوبر الجاري، التقى قادة عسكريون من 20 دولة وافقت على المساهمة في الجهد الدولي لمحاربة «داعش» لأول مرة بقاعدة آندروز الجوية بولاية ميريلاند، قصد التنسيق بشأن أدوراها في القتال ضد التنظيم المتطرف. وقال أوباما في 14 أكتوبر الجاري، بعد اجتماعه مع القادة العسكريين: «ليست ثمة حلول سريعة»، مضيفاً: «إننا مازلنا في المراحل الأولى. ومثلما هو الحال مع أي جهد عسكري، فستكون ثمة أيام يتم فيها تحقيق تقدم وستكون ثمة فترات تحدث فيها انتكاسات». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©