الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حائر في «التايمز»

25 يناير 2011 20:37
تسطع أضواء لافتات الإعلانات التجارية في ميدان تايمز سكوير الشهير في نيويورك، ويتزاحم الناس والسياح مع السيارات الفارهة وسيارات الأجرة الصفراء على مدار اليوم في هذا الميدان الأشهر في أميركا خصوصا أنه عبارة عن تقاطع جادة برودواي والجادة السابعة مع الشارع الثاني والأربعين أو «فورتي سكند ستريت». وعرف هذا الميدان في السابق باسم «لونج آيكر سكوير» لكنه سمي باسمه الحالي عام 1904 بعدما شيدت فيه بناية جريدة «نيويورك تايمز». وعبر القرن الماضي شهد الميدان أهم التجمعات وتحول إلى مفصل حيوي صاخب في حياة المدينة التي لا تنام، وبخاصة أنه جار المسارح والنوادي الليلية في برودواي والمتاجر من كل صنف ولون. وخلال العقد الماضي أشرف عمدة نيويورك رودولف جولياني على تنظيفه من نوادي التعري، فمنحه مظهراً أقل تبذلاً. تجد في هذا الميدان كل التناقضات وتجد فيه الناس من جميع الجنسيات والأعراق والديانات، هو يختصر لك مدينة نيويورك التي تختصر كل شيء آخر فتختصر أميركا بل والعالم في مدينة عالمية كونية واحدة. تجد في هذا الميدان وفي بقية شوارع نيويورك نساء ورجالا مشردين غدر بهم الزمان، يفترشون قارعة الطريق ويغطون في النوم على فوهات المجاري التي يخرج منها الهواء الدافئ، يستجدون فتات الدولارات التي ينفقها الأغنياء على الحفلات والسيارات الفارهة والليموزين ذات الاثني عشر بابا التي تتوقف قريبا منهم لتحمل غانيات المدينة. تقف في وسط هذا الميدان.. تتفرس في وجوه الناس المنشغلة بهمومها.. أو الغبطة لانتهاء يوم العمل على خير، أو المتسوقة في المحال التي يعمل بها باعة من العرب والهنود واليهود والصينيين والأفارقة.. تجد كل ما يخطر على البال.. تعتبر نيويورك عاصمة الجريمة، ولذلك فليس غريبا أن ترى دوريات الشرطة تطارد المجرمين في وضح النهار أو حتى في آخر الليل وستجد رجال الشرطة في كل زاوية وناصية من شوارع المدينة، غير أن مانهاتن أكثر أمنا من غيرها من ضواحي نيويورك ولذلك لم استطع مقاومة التجوال في شوارع المدينة حتى وان كنت وحيدا حائرا، وفي المساءات الباردة كنت أخرج قبيل منتصف الليل لأشتري الطعام من عند البائع المصري في محل البقالة الذي يملكه رجل صيني يقف دائما خلف «الكاونتر» متجهما، وعندما كنت أتحدث بالعربية مع البائع كان هذا الصيني ينظر إلي بطرف عينيه الصغيرتين الماكرتين، وكنت في كل مرة أجد رجال الشرطة يتناولون طعامهم في هذا المحل أو في مطعم ماكدونالدز القريب أيضا. rahaluae@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©