الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واحات الرشد.. محطة لانطلاق المرضى النفسانيين إلى حياة جديدة

واحات الرشد.. محطة لانطلاق المرضى النفسانيين إلى حياة جديدة
23 سبتمبر 2012
مركز واحات الرشد محطة تجمع للمعاقين المصابين بالأمراض النفسانية والعقلية، وإلحاقهم ببرامج متخصصة تتبع أفضل الأساليب العلمية للانطلاق بهم إلى حياة جديدة، ومحو النظرة الاجتماعية، التي تؤدي في أحيان كثيرة إلى تفاقم الإصابة. والمركز هو أحد دور الإيواء التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، وتأسس عام 2007 كأول دار في الوطن العربي، لإيواء الشباب من المعاقين المصابين بالأمراض النفسانية والعقلية، المحرومين من الرعاية الاجتماعية، حيث يوفر لهم الإيواء والتدريب والعلاج بهدف تأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع. موزة خميس (الشارقة) - يعمل من في مركز الواحات على تقديم خدمات اجتماعية وصحية ومعيشية ونفسانية لمنتسبيه، وهم من تتراوح أعمارهم ما بين 18 و59 سنة، حيث يتم تأهيل المنتسبين، وفقاً لما ذكره خالد العبدولي، مدير المركز بالإنابة، كل حسب قدراته بالشكل الذي يكون فيه قادراً على إدارة شؤونه ذاتياً، ثم إعادة دمج المنتسبين في المجتمع كلما أمكن إذا سمحت حالتهم بذلك، خاصة مع أسرهم ومجتمعهم، مشيراً إلى أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمر بتأسيس واحات الرشد لتعمل على تمكين المرضى النفسانيين والعقليين للعيش بكرامة واستقلالية في الإمارة. وعن آلية العمل في المركز، أوضح أن الخدمات تقدم إلى المرضى النفسانيين المتوترة أعصابهم، وذوي السلوك المرضي، مثل اضطرابات الاكتئاب والقلق، ومرضى الفصام والهوس وذوي الإعاقات، إلى جانب ذوي الإصابة العقلية والجسدية، والمحرومين من الرعاية الاجتماعية، كما تقدم خدمات منزلية لبعض الفئات، مشيراً إلى أن التسجيل بالمركز يتطلب أن يكون المريض لديه اضطراب نفسي أو اضطراب سلوكي مشخص أو إعاقة مشخصة من قبل طبيب في مستشفى حكومي. شروط التسجيل ويكمل العبدولي: من المهم أن يكون الشخص الذي رغب أهله في تسجيله بالمركز، خالياً من الأمراض المعدية والخطيرة، وأن يكون راغباً غير مكره في تلقي الخدمات، باستثناء المرضى فاقدي الأهلية، وأن يكون من مواطني إمارة الشارقة ومقيماً فيها، موضحاً أن الخدمات والبرامج التي تقدم لهم تشمل الخدمات الاجتماعية من خلال تقييم عام للمنتسب، ومن خلال إعداد دراسة اجتماعية، وبناء عليها، توضع خطة علاجية، ويتم خلالها متابعة المنتسبين وأقاربهم بصورة مكثفة ودورية، كما تعقد جلسات إرشادية، كما تتم إدارة أموالهم وإنهاء المعاملات ذات العلاقة بهم، مثل تجديد جواز السفر والبطاقة الصحية، وغيرها من الخدمات الأخرى، وأيضاً متابعة تسجيل المنتسبين في المدارس أو المعاهد، ومتابعة مستواهم خلال العام الدراسي. وعن الخدمات النفسانية، قال إنها تتم من خلال إعداد دراسة نفسانية وخطة علاجية ومتابعات مكثفة، وتستخدم وسائل متعددة تدعم التقييم والعلاج النفسي، مثل الاختبارات النفسانية وكرسي استرخاء لجلسات الاسترخاء، وغيرها من الخدمات الأخرى التي تجعل البيئة مريحة. وبالنسبة لقسم خدمات الإعاشة، فهو يقدم الخدمات الصحية، على أيدي مختصين، مثل الطبيب العام والطبيب النفساني الزائر ومجموعة من الممرضين، ويتم من خلالهم متابعة الحالة الصحية للمنتسبين بشكل دوري، وتقديم خدمات العناية بشكل يومي للمنتسبين، إلى جانب خدمات مثل المرافقة للمستشفيات والمرافقة لجلسات العلاج الطبيعي، وإقامة جلسات تثقيف صحي للمنتسب. إشراف ومتابعة وأضاف العبدولي: «من خلال قسم التغذية يتم توفير وتقديم 5 وجبات يومية للمنتسبين، منها 3 رئيسية، ووجبتان خفيفتان، وذلك بإشراف ومتابعة اختصاصيي التغذية، بالإضافة إلى توفير احتياجات المنتسبين من مواصلات وخدمات الصيانة وتأثيث غرفهم، وتصميم البرامج والأنشطة التي تهدف إلى التعليم والترفيه وتأهيل المنتسبين، التي تقدم تحت إشراف الاختصاصيين، بجانب سلسة من البرامج المتنوعة تتضمن الاحتفال بيوم ميلاد المنتسب، وعقد جلسات لتناول أحاديث عن الذكريات والماضي مع المنتسبين، خاصة الكبار الذين تزيد أعمارهم فوق الأربعين عاماً، كما يتم الاتفاق مع الهيئات والمؤسسات والأسر للقيام مع المنتسبين بزيارات متنوعة لجهات رسمية أو شخصيات مجتمعية أو زيارة المرضى، كما تقام جلسات لتناول وجبات جماعية، يشترك فيها العاملون بالمركز والاختصاصي النفساني الذي تتطلب طبيعة عمله تصميم برامج تعديل السلوك وتطبيقها على المنتسبين». وقال إن هناك برامج ثقافية مثل المسابقات ومشاهدة البرامج التلفزيونية والإذاعية الثقافية ومناقشتها مع المنتسبين، وإشراكهم في البرامج والفعاليات في المجتمع، واستضافة شخصيات مجتمعية ناجحة، كي تحتك وتشارك المنتسبين بعض الأوقات، من خلال برنامج خاص أو فعالية، كما يعمل القسم على إصدار نشرات جدارية بأقلام المنتسبين، لأن ذلك له الأثر النفسي الجيد على المريض النفساني، أو ذوي التخلف العقلي البسيط، بالإضافة إلى قراءة الصحف اليومية وإقامة رحلات علمية، مثل زيارة المتاحف والمدن التراثية والمراكز العلمية، وغيرها. ولم ينس المركز الجانب الديني من خلال البرنامج الذي ينفذه، حيث تتم إقامة حلقات ودروس دينية وتحفيظ قرآن، بمساعدة مؤسسات حكومية مثل مؤسسة الشارقة للقرآن الكريم والسنة، وكذلك تأدية الصلوات الخمس في جماعة وقراءة الأذكار بشكل يومي. برامج تأهيل وبالنسبة للبرنامج التأهيلي، أوضح أن هناك برنامجاً تعليمياً للمنتسبين لتعليم الحرف اليدوية، وتدريبهم على المهارات الأساسية للمهن الحرفية، مثل الرسم والأعمال اليدوية وعمل المجسمات والدهان والنجارة وإقامة مشاريع صغيرة، تتم إدارتها من قبل المنتسبين، مثل المنتجات الزراعية وغيرها، بالإضافة إلى تعليمهم مهارات الاستقلالية والعناية بالذات والمهارات الحياتية. وحول أهمية تصميم برامج ترويحية من خلال باقة متنوعة من الوسائل، أشار العبدولي إلى التركيز على بث روح المرح بين المنتسبين، خاصة في جلسات الشواء والسمر والرحلات الترفيهية، حيث يتم تقديم برامج رياضية بإشراف مدرب مختص، تتضمن القيام بالتمارين الصباحية وممارسة بعض الألعاب، مثل كرة القدم والطائرة واليد والسلة وركوب الخيل، وأيضاً هناك من يحب تنس الطاولة والألعاب الشعبية، كما يتاح لهم استخدام الأجهزة الرياضية، وممارسة الألعاب الذهنية مثل الشطرنج، وغيرها من الرياضات التي تتناسب، حسب القدرة والمهارة والتقبل. أما فيما يخص الرعاية المنزلية، فقال مدير المركز بالإنابة إنها تسمى وحدة الأمل، وفيها فرق عمل مختصة في المجالات الصحية والاجتماعية والتأهيلية والنفسانية، ويتوجه الجميع حسب حالة من في منازلهم، لخدمة المرضى النفسانيين والعقليين وهم ذوي الاحتياجات الخاصة، من أجل العمل على تمكينهم من إدارة شؤونهم وإزالة عقبات دمجهم في المجتمع، وتقدم هذه الخدمة لشرائح محددة، منها المرضى النفسانيون، وأيضاً مرضى الفصام والهوس وثنائي القطب وذوي الإعاقات، وأيضاً توفر وحدة الأمل للمنتسبين في منازلهم، احتياجاتهم الضرورية من مواد غذائية وملابس واحتياجات شخصية، بالإضافة إلى خدمات تنظيف المنزل والغرف في حال الحاجة، كما يتم توفير الهدايا لهم. خدمات خاصة وقال إن هناك خدمات خاصة لحالات خاصة، تقدم لها خدمات نفسانية واجتماعية، مثل الجلسات الإرشادية والاستشارات، وبالنسبة للحالات المحولة من جهات أخرى للتدخل السريع، فهي أيضاً تحظى بكل الرعاية حتى تصبح مؤهلة للاندماج من جديد في الأسرة أو المجتمع، وهناك حالات غير مطابقة للشروط وتم استثناؤها من الاستفادة من خدماتنا، أما من تنطبق عليهم الشروط فيحصلون على الخدمات الاجتماعية من خلال تقييم عام للمنتسب بإعداد دراسة اجتماعية عنه، وبناء عليه توضع خطة علاجية يتم خلالها متابعة المنتسبين وأقاربهم بشكل مستمر، وتعقد لهم جلسات إرشادية. ويتابع: «تعرض عليهم دعوة للمشاركة في البرامج والفعاليات التي تحدث في المجتمع، ويتم تأهيلهم وهم في بيوتهم عبر التدريب على تعلم الحرف اليدوية، وتدريبهم على المهارات الأساسية للمهن الحرفية، مثل الرسم والطبخ والأعمال اليدوية وعمل المجسمات، وأيضاً الحياكة والتطريز، تمهيداً لعرض منتوجاتهم والمشاركة بها في المعارض المقامة لتحقيق الربح المادي، ولذلك أثر كبير ينبت في كيانهم وذاتهم أنهم عناصر يمكنها أن تعمل وتنجح، وهي أيضاً خطوة مهمة، لأن أرباب العمل والمسؤولين عن التوظيف، يمكنهم الوقوف مباشرة مع من تم تأهيلهم، وبالتالي يمكن أن تكون فرصة جيدة للحصول على عمل». «لي حق في الحياة» فعالية «لي حق في الحياة» التي أقامها المركز، كانت فرصة تم خلالها إشراك المديرين وأصحاب الشركات في معرض ركز على تقييم حالة المنتسب، إن كان قد أصبح جاهزاً للعودة إلى ممارسة حياته الطبيعية، حيث كان الموظف في واحات الرشد يقف إلى جانب المنتسب، فإن لم يشعر الزائر أن هناك فرقاً وأنه لم يستطع أن يميز ما بينهما، فإن ذلك يعني أن المنتسب أصبح جاهزاً للخروج، أو للحصول على وظيفة أو للعودة للأسرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©