طرابلس، الجزائر (وكالات) - قال مسؤول في الحكومة أمس إن السلطات الليبية اعتقلت ثمانية أشخاص في إطار التحقيقات الجارية في الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي الذي قتل فيه السفير الأميركي وثلاثة اميركيين آخرين. وكان مسؤولون ليبيون أعلنوا الأسبوع الماضي اعتقال أربعة أشخاص بعد يومين من الهجوم. وقال مسؤول أمني في وقت لاحق إن السلطات الليبية حددت هوية 50 شخصا ضالعين في الهجوم. وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الجديد مصطفى أبو شاقور “إجمالي عدد المعتقلين الآن ثمانية أشخاص” ولم يدل المسؤول بمزيد من التفاصيل.
من جهة أخرى جرت في بنغازي بعد ظهر أمس تظاهرة دعت إليها جماعة سلفية متشددة للتنديد بالإساءات التي لحقت بالإسلام من جراء بث مقتطفات من فيلم أميركي ونشر رسوم ساخرة في مجلة فرنسية، في حين جرت في المدينة أيضا تظاهرة مضادة للتنديد بالسلفيين والعنف وتفشي السلاح. وقال منظمو تظاهرة “جمعة إنقاذ بنغازي” إن هدفهم هو التنديد بالتشدد والعنف والمطالبة بحل الميليشيات المسلحة وقيام جيش وشرطة وطنيين يتوليان حصرا فرض الأمن في البلاد. وانطلقت التظاهرة من وسط المدينة في مسيرة نحو ساحة الكيش التي تقع على بعد مئات الأمتار. وسادت مخاوف من أن يتلاقى مسار هذه المسيرة الاحتجاجية مع التظاهرة التي دعت إليها جماعة أنصار الشريعة، لكن الأمر عد بسلام. وتعتبر السلطات أنصار الشريعة ميليشيا “خارجة على القانون” والتي أشير إليها بأصبع الاتهام في الهجوم الذي استهدف، خلال تظاهرة احتجاجية على الفيلم المسيء للإسلام، القنصلية الأميركية في المدينة واسفر عن مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير. وقال مسؤول في التنظيم السلفي لفرانس ابرس طالبا عدم ذكر اسمه إنه “لم يكف إنتاج فيلم مسيء للنبي في الولايات المتحدة، فها هي فرنسا تواصل ذلك عبر نشر إحدى صحفها رسوما كاريكاتورية هدفها إهانة رسول الله. نحن لن نتسامح أبدا مع هذا”. وأضاف “تظاهرتنا تهدف إلى الدفاع عن رسوم الله وإدانة الاعتداءات على الإسلام والمسلمين من أي مكان أتت وفي مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا”.
إلى ذلك طالبت السفارة الأميركية بالجزائر أمس الأول صحيفة النهار بسحب صورة “مفبركة” تجمع السفير الأميركي الذي اغتيل في ليبيا، ومخرج الفيلم المسيء للإسلام سام باسيل والكاتب الفرنسي برنار هنري ليفي. وقالت السفارة في بيان نقلت وكالة فرانس برس نسخة منه “نشرت صحيفة النهار في عددها ليوم 20 سبتمبر صورة مفبركة ومقالاً من وحي الخيال حول لقاء بين السفير (كريس) ستيفنز وسام باسيل وبرنار هنري ليفي”. وأكدت أن “السفير ستيفنز ليس له أي علاقة بالفيلم والرسومات المقززة والأشخاص الذين يقفون وراءها”. وطالبت السفارة الصحيفة الجزائرية “بالسحب الفوري للمقال والصورة والكف عن نشر الإشاعات التي قد تؤدي إلى سوء فهم وردود أفعال عنيفة”. وكانت صحيفة النهار نشرت على صفحتها الأولى مقالا بعنوان “الصهيوني ليفي وراء حملة الإساءة للرسول” معه صورة للكاتب الفرنسي برنار هنري ليفي الذي وصفته بانه “عراب الثورات العربية”، وهو يطالع نسخة من أسبوعية “شارلي ايبدو” الفرنسية التي نشرت الأربعاء رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم. كما نشرت النهار صورة يظهر فيها السفير الراحل ستيفنس وهنري ليفي وباسيل مجتمعين إلى طاولة واحدة. وقالت النهار “نشرت مواقع إلكترونية وصفحات تواصل اجتماعي الأربعاء صورا للصهيوني برنار هنري ليفي، الموصوف بكونه عراب ما يسمى بالثورات العربية، وهو يتصفح عددا من مجلة شارلي ايبدو، وعلى صفحتها الأولى رسم مسيء للرسول عليه الصلاة والسلام، وبدا ليفي في الصورة مبتسما”. وتابعت “كما نشرت أيضا صورا أخرى للصهيوني ليفي مجتمعا على نفس الطاولة مع السفير الأميركي المغتال في ليبيا كريستوفر ستيفنس برفقة مخرج الفيلم المسيء للرسول”.وأكد مدير تحرير الصحيفة انيس رحماني أنه كان “مسافرا إلى الخارج، وأن النهار لا تستخدم الكذب، ولا فبركة الصور للدفاع عن النبي”.
عدد اليوم
