الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هيئة المعرفة بدبي: حق المدارس الخاصة في زيادة الرسوم يشمل الكتب والقرطاسية والتنقلات

هيئة المعرفة بدبي: حق المدارس الخاصة في زيادة الرسوم يشمل الكتب والقرطاسية والتنقلات
22 سبتمبر 2012
دينا جوني (دبي)– أكدت “هيئة المعرفة” أن نسبة الزيادة في الرسوم المدرسية التي تُمنح للمدارس الخاصة، لا تتعلق فقط برسوم الدراسة نفسها، وإنما تشمل جميع الخدمات التي تقدمها المدرسة. وقال مصدر في الهيئة لـ”الاتحاد”، ردا على شكاوى أولياء أمور من رفع للاقساط المدرسية العام الحالي، إن المدارس التي تفرض شراء الكتب والقرطاسية منها وليس من أي مورّد خارجي، يحق لها أن تشمل تلك الخدمات في الزيادة الممنوحة لها، بالإضافة طبعاً إلى رسوم نقل الطلبة في الباص. وتسود في هذا الوقت من العام لغة الأرقام والدراهم على الأحاديث الدائرة بين أولياء الأمور مع انطلاق كل عام دراسي، لتصبح لقاءات الأمهات ومجالس الآباء أشبه بالسرد التفصيلي السنوي المتكرر للميزانية الدراسية الجديدة، وعرضاً للزيادة المستحقة وغير المستحقة لرسوم المدارس الخاصة التي يرتادها الأبناء في دبي. ولا تخلو تلك الجلسات من عرض الطلبات الخاصة التي يرددها الأبناء مع انطلاق الدوام المدرسي، وخصوصاً المراهقين منهم. فحصة الرياضة لم تعد مستساغة بالنسبة للذكور منهم على سبيل المثال من دون ارتداء الزي الخاص باللاعب الأرجنتيني ميسي، أو الحذاء الرياضي الخاص باللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم فريق ريال مدريد الإسباني والمنتشرة في المتاجر الرياضية المعروفة بأسعار مرتفعة، خصوصاً أن العديد من المدارس الخاصة تسمح لطلبتها باللباس الرياضي الحر خلال حصة النشاط البدني. في المقابل، ينظر عدد من أولياء الأمور إلى الرسوم المدرسية بشكل موضوعي، يعينهم على ذلك الطلبات المعقولة التي تطلبها منهم المدرسة خلال العام الدراسي، وإن كانت لديهم القناعة التامة بأن الرسوم التي يدفعونها في مدرسة مقبولة أو متوسطة الأداء في دبي توازي قيمة رسوم أهم المدارس المعروفة بجودة تعليمها في بلدانهم، سواء كان ذلك في مصر، أو لبنان، أو الأردن وغيرها من الدول المجاورة. وحصرت “هيئة المعرفة” زيادة الرسوم بمؤشر كلفة التعليم المتغير والمعتمد من “تنفيذي دبي” والبالغ 3 في المئة. وبذلك يسمح للمدارس الخاصة في فئة “متميز” بتعديل رسومها بنسبة تقدّر بضعف مؤشر تكلفة التعليم أي 6%، والمدارس “الجيدة” مرة ونصف من قيمة المؤشر 4.5%، والمدارس في فئتي “مقبول” و”ضعيف” بما يعادل قيمة أي 3%. وبالرغم من أن هيئة المعرفة والتنمية البشرية قد وضعت إطار عمل يضبط الرسوم الدراسية للمدارس الخاصة في دبي، إلا أن شكاوى أولياء الأمور بالنسبة للرسوم ما ظهر منها وما خفي لا تنتهي على الإطلاق. وتعتبر هالا، وهي أم لولدين هما جاد وآدم الذي يرتاد مدرسة في القرهود، أن هناك أمراً واقعاً إما أن تتعايش معه أو أن تنسحب منه. إذ لا يمكن تغيير حقيقة الارتفاع السنوي للرسوم المدرسية، فعلى كل ولي أمر أن يختار المدرسة التي تناسب الراتب الشهري للعائلة وإن كان مستواها الرسمي والمذكور في تقارير الرقابة المدرسية الصادرة عن هيئة المعرفة والتنمية البشرية لا يتعدى المقبول، وأن تقوم الأم بشكل خاص بمتابعة أولادها مع المدرسة للتمكن من معالجة أي خلل سواء في أداء المدرسة أو في تفاعل أبنائها. وتبلغ قيمة الرسوم التي تدفعها هالا سنوياً للمدرسة حوالي 15 الفا و820 درهماً، منها 13 ألفا و500 درهم للرسوم الدراسية، و1100 درهم رسوم الكتب والقرطاسية التي يُفرض عليهم شراؤها من المدرسة، و700 درهم رسوم الباص، بالإضافة إلى 520 درهما رسوم الزي المدرسي الصيفي والشتوي. تقول هالا إنه لا شك تطلب المدرسة خلال العام الدراسي رسوماً إضافية تتعلق بالأنشطة خارج المدرسة، وهي تتفاوت بحسب نوع ومدة النشاط. وتعتبر أن إدارة المدرسة تتعاطى بطريقة ودية مع أولياء الأمور، فالرسوم الأساسية يتم تقسيطها على ثلاث دفعات يحددها ولي الأمر. وتلفت إلى أن ما يؤلم كل أم وأب في دبي هو معرفتهم بوجود مدارس تقدم تعليماً جيداً، وعدم قدرتهم في المقابل على تأمين الأفضل لأولادهم من خلال تسجيلهم فيها. وكذلك تفعل إحدى المدارس على سبيل المثال، فهي توضح على موقعها الإلكتروني قيمة الرسوم الدراسية المطلوبة لكل صف على حدة، وكيفية دفعها خلال العام الدراسي، ونظم الاسترداد. ويشكو فايد، وهو أب لثلاثة أولاد في هذه المدرسة أن الضغط الذي يعيشه ولي الأمر الذي يسعى إلى تأمين أفضل أنواع التعليم لأولاده الثلاثة. فهو دفع الاسبوع الماضي 40 الف درهم كدفعة أولى، ليبقى من أصل المبلغ 40 الفا يسددهم لاحقاً . أما رسوم الزي والمواصلات فتبلغ 14 الف درهم، لتبقى رسوم الكتب والقرطاسية التي تصل قيمتها الى 7000 درهم لصفوف الثالث والعاشر والخامس. وتشرح لمياء عن الغبن الذي يشعر به أولياء الأمور حين يكونون فريسة طمع المدرسة من دون أن تكون لديهم القدرة أو حتى المرجعية الرسمية القادرة على وضع حدّ لما تسميه بت “الاستغلال العلني”. وتتساءل لمياء التي يدرس أولادها أيضاً في إحدى المدارس على شارع الشيخ زايد، عن المنطق في طلب آلاف الدراهم مقابل دفاتر وأقلام حبر وتلوين ومفكرة. ولفتت إلى أنه إذا كانت المدرسة تفرض نمطاً معيناً من القرطاسية يتلاءم مع طبيعة المواد الدراسية، فبدلاً من أن تفرض أسعارها على ولي الأمر، من الأجدى تسليم لائحة بالمواصفات المطلوبة للقرطاسية وإعطاء ولي الأمر حرية شرائها من المكان الذي يناسب امكانياته سواء كانت المدرسة أو غيرها. 4 مليارات درهم استثمارات أولياء الأمور لتعليم الأبناء بلغت القيمة الإجمالية لاستثمار أولياء الأمور في تعليم أبنائهم بالمدارس الخاصة خلال العام الدراسي 2010- 2011 وفقاً لبيانات هيئة المعرفة، 4 مليارات درهم منها ثلاثة مليارات درهم للرسوم التعليمية ومليار درهم لرسوم الخدمات المساندة مثل المواصلات والزي المدرسي والكتب، وذلك استناداً إلى إجمالي أعداد الطلبة ومتوسط الرسوم المدرسية على مستوى المدارس في الإمارة. وشهد هذا المعدل ارتفاعاً مقارنة بالعام الدراسي 2009-2010 بنسبة بلغت 9.4 في المئة بواقع 267 مليون درهم، إذ بلغت القيمة الإجمالية حينها 2 مليار و832 مليون درهم. وترجع تلك الزيادة إلى ارتفاع أعداد الطلبة الجدد الدارسين في المدارس الخاصة تزامناً مع سعي الإمارة خلال السنوات الثلاث الماضية إلى تعزيز نظام جودة التعليم، وكذلك انتقال عدد من الطلبة للدراسة في مدارس خاصة ذات رسوم دراسية أعلى، إضافة إلى التغييرات في الرسوم المدرسية والتي خضعت لعمليات ضبط وتنظيم من جانب هيئة المعرفة والتنمية البشرية، الجهة الحكومية التي ترخّص قطاع التعليم الخاص في دبي على مدار السنوات الثلاثة الماضية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©