الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السياحة العلاجية في ألمانيا توفر عوامل الاستشفاء والرفاهية

السياحة العلاجية في ألمانيا توفر عوامل الاستشفاء والرفاهية
4 أكتوبر 2011 21:29
تطرح السياحة العلاجية أدواتها في مجال المنافسة على صعيد الخدمات الطبية التي تقدمها والبيئة الجمالية المحيطة. وتعتبر الامارات من أوائل الدول في المنطقة العربية ودول الخليج التي تنبهت إلى البحث عن هذه الصناعة المطلوبة، بحيث تستضيف سنويا عددا من المؤتمرات المتخصصة في هذا المجال، والتي تعرض أمام الجمهور من المهتمين قائمة من أفضل الخيارات لإجازات الطبابة، كان آخرها الملتقى الذي عقد في دبي حول أشكال السياحة الاستشفائية في ألمانيا. أجنحة العرض التي قدمت آخر خطوط المستجدات في المستشفيات والعيادات الألمانية، لم تخل من جولة عامة بالصور وبالشرح على أهم المعالم الطبيعية التي تتميز بها مواقع الاستشفاء هناك. والتي غالبا تحتل أجمل البقع الجغرافية التي يساهم مناخها بضخ جرعات من النشاط الذي يحتاج إليه الجسم بالتوازي مع تلقي أي علاج. فمع الاهتمام بالخدمات الطبية التي تقدمها البلدان المضيفة، باتت السياحة العلاجية تسبح في فلك من الرفاهية. وبالرغم من أن الهدف الأول هو تلقي العلاج الأفضل، غير أن المشهد السياحي العام وعوامل الاستشفاء والاستجمام تلعب دورا جاذبا في تفضيل عنوان عن آخر. وفي أوروبا التي تعتبر الرائدة في مجال الطبابة، تتصدر ألمانيا قائمة الخيارات التي يفضلها السائح المسافر بقصد العلاج. ولاسيما من الدول العربية ومنطقة الخليج العربي التي تحتل 20% من نسبة المقبلين على هذا القطاع. الملتقى الذي نظمه “المجلس الوطني الألماني للسياحة”(GNTO)، تضمن سلسلة من حلقات العمل التي عقدها ممثلون من المجالات المؤسساتية والطبية والسياحية، فضلاً عن أطباء متخصصين قدموا من ألمانيا. وجاءت هذه المشاركات بناء على دراسة تؤكد أن أماكن الاستشفاء والصحة والسياحة الطبية في ألمانيا تعد من الوجهات المفضلة لدى المسافرين لدول الخليج العربية ومن وجهات أخرى في العالم. حيث قدم الجميع معلومات حول تفاصيل تهم كل من يرغب بزيارة المدن والولايات الألمانية بقصد العلاج والاستجمام في آن. وجهات مفضلة تورد أنتيه رودينج بودييه مديرة منطقة الخليج العربي في “المكتب الوطني الألماني للسياحة”، أن نظام الرعاية الصحية في ألمانيا يستفيد من سمعته التي لا تضاهى في الخارج. وتعول السبب إلى “الكوادر الطبية المؤهلة وفقا لأعلى المستويات، وإلى البنية التحتية الممتازة للمنشآت الصحية والتقدم الكبير في مجال التشخيص”. وتشير إلى توفر كتيبات مطبوعة بالعربية هدفها تقديم الإرشادات اللازمة للسياح من الخليج. وهي توفر معلومات للمرضى الدوليين وتضيء على السياحة التقليدية. وبحسب بودييه فإن إمكانات السفر المتعلقة بالصحة هائلة في ألمانيا. وتقول: “نتيجة للتغيير الديموغرافي في الكثير من الدول الصناعية، فإن الاهتمام بمجال الصحة ينمو والناس على استعداد متزايد لتمويل خدماتهم الصحية الخاصة. وهذا يؤثر على اختيار وجهة العطلات بالنسبة للزوار الدوليين، فمع التدريب الوقائي والعملي في مجال الصحة تبرز خيارات جديدة لنمط الحياة وأسباب جديدة للسفر”. وتلفت إلى “أن 10 % من مراكز الرعاية الصحية الألمانية تشارك في مجال السياحة الطبية الدولية. حيث تمكنت ألمانيا من تبوؤ مراتب عليا في هذا المجال على المستوى الدولي، وذلك بفضل شبكة مترابطة ومتطورة للغاية من مراكز الأبحاث والصناعة والعلاج السريري”. وتؤكد أن “المجلس الوطني للسياحة” يشدد في حملته على الترويج لألمانيا كوجهة تزخر بالعيادات النوعية، التي صممت خدماتها لتلبية احتياجات الزوار الدوليين. وتشير إلى أن المجلس قام بإطلاق قسم جديد متخصص بالسياحة الطبية على موقعه الإلكتروني www.germany.travel تحت عنوان “نقاط خاصة”. وهو متاح باللغتين العربية والإنكليزية، إذ يوفر معلومات عن العيادات الألمانية التي تحظى بتقدير كبير والأطباء ذوي الخبرات المتخصصة في التعامل مع المرضى القادمين من الخارج. الضيوف العرب إلى جانب المناظر البديعة التي تتمتع بها المناطق الألمانية على سعتها، فإن الخدمات الطبية فيها لا تذوب ضمن هذا القالب الجميل، فمن المعروف عن الألمانيين أنهم يتمتعون بسمعة عظيمة في مجال الرعاية الصحية. ومع اعتلاء النظام الصحي الألماني لأفضل المراتب مقارنة بأقطاب المراكز الصحية في العالم، تحولت ألمانيا إلى وجهة لكل من يرغب في العلاج والتداوي. وباتت علامة الطب في ألمانيا تمثل الميزة الأساسية للجودة العالية من ناحية الكفاءة والابتكار التكنولوجي والخدمات الموجهة إلى العناية الشخصية بالمرضى. ويذكر هورست لوماش رئيس إدارة الوجهات السياحية في “المجلس الوطني الألماني” أن “توجه المرضى العرب إلى ألمانيا يعتمد بالدرجة الأولى على ما تقدمه من مستويات علاجية طبية متطورة ومرافق حديثة لإعادة التأهيل. وما تتميز به من وجود شبكة فريدة تضم الصناعة والعلوم الطبية والبحوث العلمية”. ويقول: “من المعروف عن البيئة الطبية في ألمانيا أنها لا تتوقف عن البحث العلمي، وبالاعتماد على أحدث الدراسات يتم تطوير الأساليب والتقنيات العلاجية بصورة مستمرة”. ويشير إلى أن الأطباء الألمانيين والمكاتب المتخصصة بشؤون المرضى الدوليين، يولون الضيوف العرب فائق الاهتمام والاحترام ويراعون كافة احتياجاتهم الثقافية والدينية وتلك المتعلقة باللغة والترجمة”. وتحظى الكثير من المستشفيات الألمانية بثقة المرضى الدوليين كمستشفى “هامبورج - إبندورف” الجامعي الذي يتميز بالجمع بين البحوث والعلوم والتعليم والعلاجات الطبية. ويعد هذا الدمج بمثابة حجر الأساس الذي يبني عليه المستشفى نجاحه. فهذه الأمور تساهم في تطوير وتحسين طرق التشخيص والاجراءات المتبعة في إدارة الأمراض في مجالات متخصصة. وبينما يوفر المستشفى غرفا بسرير وسريرين فقط، بهدف ضمان أقصى قدر من الخصوصية للمرضى، فإن المكتب الدولي التابع له يهتم بكافة الاحتياجات الإدارية والمالية للمرضى ولاسيما القادمين من الخليج العربي. حيث تتم مراعاة ظروفهم الثقافية والدينية والغذائية مع توفير خدمات الترجمة وتأمين وسائل النقل من وإلى المطار وخدمة السائق وسواها. ويتميز فريق العمل في هذا المكتب بتعدد اللغات وباستعداده للاهتمام بكافة جوانب إقامة المريض، بدءاً من الاتصال الأول وحتى الحوار الأخير مع كبير الاستشاريين مع نهاية العلاج. تاريخ بالعودة إلى بدايات السياحة العلاجية بمفهومها التقليدي، لم يكن الأميركيون أول من بدأوا برحلات السفر بقصد التداوي خارج ولاياتهم. ويروي الزمن القديم حكايات عن طلبة العلاج الذين كانوا يجوبون العالم بواسطة النقل البدائي بحثا عن أفضل الخدمات الطبية. ومفهوم السياحة العلاجية قديم قدم الطب، فقد بنى السومريون قبل 4 آلاف عام قبل الميلاد أول مجمعات صحية في التاريخ حول الينابيع. وكانت تعتبر بمثابة السياحة العلاجية المبكرة. وتشير السجلات إلى أسفار كثيرة قطعها حجاج اليونان من منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى مدينة “أيبيدوريا” الصغيرة في خليج سارونيكا. وفي القرن الثامن عشر، كان المرضى البريطانيون يزورون هذه المنتجعات التي يرون في مياهها المعدنية ما يمنحهم الصحة ويساعدهم في علاج اضطرابات الكبد وأمراض الرئتين وسواها. صحة وترفيه علاوة على الرعاية الطبية الشاملة في ألمانيا، فإن مجموعة واسعة من الخيارات تكون بانتظار المرضى الدوليين وعائلاتهم ومرافقيهم. وهم بلا شك سوف يجدون متسعا من البرامج للتمتع بجمال الطبيعة واختبار الأجواء الثقافية والتعرف إلى المعالم السياحية الجذابة والقيام بجولات تسوق متفردة. وهنالك الكثير من فرص الترفيه والتسلية من ضمنها تنظيم رحلات إلى الريف الأخضر والمدن الصاخبة بالحياة. وتزخر ألمانيا عموما بالفعاليات الثقافية وفرص التسوق الجذابة، فضلا عن الحمامات العلاجية والصحية ومرافق التعافي، والتي تتواجد في مواقع خلابة في مختلف أنحاء البلاد. محطات خليجية تسعى ألمانيا إلى جذب دول مجلس التعاون الخليجي إلى السياحة الصحية، وذلك من خلال حملاتها الترويجية التي تضيء على جودة السياحة الطبية والاستشفائية في ألمانيا. فبعد الجولة الترويجية التي حملت عنوان “دلال في ألمانيا” عام 2010، يسعى “المكتب الوطني الألماني للسياحة” للتوجه مرة أخرى إلى صناع السياحة ووسائل الإعلام بقصد التركيز على السياحة الطبية والاستشفائية. وتشتمل الحملة الحالية على ورش عمل تم عقد جزء منها في الكويت وقطر والإمارات. وتستعرض هذه الورش المبادرات الرامية إلى التعرف أكثر إلى احتياجات الزوار المرضى من المنطقة وزيادة عدد السياح بشكل مستمر. كتيب يتوفر في السوق كتيب باللغة العربية بعنوان “السياحة الطبية – في ألمانيا تشعر بأن الجميع يعتني بك”. يقدم معلومات عن المستوى المتميز للرعاية التي يمكن أن يتوقع المرضى الدوليون الحصول عليها في ألمانيا، إضافة إلى معلومات عنها كوجهة سياحية. ويتمحور التركيز فيه حول العيادات المشهورة التي يوجد معظمها في مستشفيات البلدات والمدن، ومجموعة واسعة من العلاجات التي تقدم في المجالات المتخصصة المختلفة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©