الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متطوعون غربيون لمقاتلة «داعش»

19 أكتوبر 2014 01:05
بعد انضمام ما يقارب 2000 متطوع من الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية إلى صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي، اعتقاداً منهم أن ذلك يندرج في إطار الواجب «الجهادي»، عقد عدد أقل من المتطوعين الغربيين العزم على التطوع والانضمام إلى الصف المعاكس، لمحاربة المقاتلين المتطرفين، والغالبية العظمى منهم تأتي من هولندا. وفي هذا السياق قال «كلاوس أوتو» وهو رئيس جماعة أطلقت على نفسها اسم «لا نستسلم أبداً» NeverSurrenderلقناة راديو هولندا، إن ثلاثة من أعضائها سافروا بالفعل إلى العراق لمؤازرة المقاتلين الأكراد الذين يقاتلون «داعش». يذكر أن «كلاوس أوتو» هو مدير لنادٍ شهير لهواة قيادة وسباق الدراجات في أمستردام، وكان قد عمد مؤخراً إلى نشر صور تجمعه ببعض المقاتلين الأكراد في ساحات المعارك في موقع تويتر. وظهر في الصور بلباس عسكري أنيق وبسترة تكشف ذراعيه المليئين بالوشم وهو يمتشق بندقية كلاشنكوف ويشير بعلامة النصر بإصبعيه. كما أن اسم الجماعة الذي اختاره «أوتو» هو نفس اسم نادي هواة قيادة الدراجات الأكثر شهرة في هولندا الذي يرأسه ويديره. وتستقي هذه الجماعة تعاليمها ومبادئها من أحد الناجين مما يسمى «المحرقة اليهودية» أيام الحكم النازي ويدعى «إيلي فايسيل»، وهي تعرض لتفاصيل نشاطاتها على حساب يحمل اسمها على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي. وقال فايسيل في أحد ملصقاته على الموقع: «أقسم بأنني لن أصمت أبداً في أي زمان ومكان أرى فيه البشر وهم يعانون من الظلم والاضطهاد. علينا دائماً أن ننحاز إلى جانب الحق». ويأتي تصريح فايسيل هذا عقب نشر مقالات كثيرة لكبار المحللين والمعلقين السياسيين العالميين يقيمون فيها أوجه التشابه بين سلوكيات «داعش» والسلوكيات التي كانت تُمارس في أيام النازية الألمانية بزعامة أدولف هتلر، والفاشية الإيطالية بزعامة بينيتو موسوليني، والديكتاتورية البلشفية الشيوعية بزعامة جوزيف ستالين في أيام الحرب العالمية الثانية. وكل هذه الأنظمة احتكمت في سياساتها إلى الاستبداد والقمع والوحشية في التعامل مع معارضيها من أجل فرض تعاليمها البالية وللاستمرار في حكم الشعوب واضطهادها. وكان خبر تأسيس هذه الجماعة قد أذيع لأول مرة في محطة «ناشونال بابليك راديو» الأميركية، إلا أن أخبار نشاطاتها سرعان ما انتشرت وأصبحت مادة تتداولها كبريات الصحف العالمية. وتأتي هذه الجماعة لتضع اليد باليد مع فصائل وجماعات أخرى هبّت كلها للنضال ضد وحشية ممارسات مقاتلي «داعش» الذين تمكنوا من بسط سيطرتهم على مساحات واسعة من العراق وسوريا. وكان أول المقاتلين ضد «داعش» قد أتى من ولاية ويسكونسن الأميركية وانضم إلى المقاتلين الأكراد في شمال العراق وأصيب بجرح كاد يقتله أثناء اشتراكه في المعارك. وقال هذا الأميركي الذي يدعى جوردان ماتسون (28 عاماً) لصحيفة «يو إس إيه توداي» الأسبوع الماضي من مستشفى ميداني يعالج فيه في سوريا: «لا يمكنني أن أجلس متفرجاً بعد الآن وأنا أرى الأبرياء وهم يُذبحون. وهؤلاء يقاتلون الآن دفاعاً عن بيوتهم وعن كل ما يمتلكون». وذكر أنه تعرّف على أميركي آخر يقاتل الإرهابيين على أرض المعركة دفاعاً عن الأهداف ذاتها التي يناضل من أجلها. ويبدو أن عدد المقاتلين الغربيين ضد «داعش» قد بدأ في التزايد. فقد قال «بريان ويلسون» (43 عاماً) وهو ضابط سابق في القوات الجوية الأميركية، إنه يقاتل في سوريا في صفوف الأكراد، وأكد أن عدداً قليلاً من الأميركيين يقاتلون معه وفقاً لتقرير بثّته قناة «إن بي سي نيوز» الأميركية. ووصف ويلسون الأكراد الذين قاتل إلى جانبهم بقوله: «إنهم لطيفون ومضيافون ويرحبون بالغرباء». وكانت قناة أخرى قد بثّت تقريراً جاء فيه أن مئات الأكراد الذين يعيشون في أوروبا جاءوا إلى العراق وسوريا لنصرة إخوانهم في قتالهم المرير ضد «داعش». وفي المقابل، وعلى المستوى الرسمي، قالت حكومة الولايات المتحدة، إن نحو 100 أميركي سافروا، أو حاولوا السفر، إلى الشرق الأوسط لنصرة «داعش». ومات عدد قليل منهم في الصراع. ووفقاً لتقديرات حكومية أميركية، فإن ما يقارب 2000 مقاتل من 80 دولة اتجهوا إلى سوريا للانضمام إلى صفوف مقاتلي «داعش»، مما يزيد من مخاوف عودتهم يوماً ما لارتكاب أعمال إرهابية في أوطانهم الأم. ولم تتضمن المعلومات الرسمية الصادرة عن الحكومة الأميركية يوم الأربعاء الماضي أرقاماً دقيقة حول عدد المقاتلين الوافدين من الدول الغربية إلى سوريا والعراق للقتال ضد «داعش». والآن، تشن الولايات المتحدة التي تقود قوات التحالف الدولية غارات جوية على المقاتلين المتطرفين، إلا أنها استبعدت من خططها الاستراتيجية مشاركة القوات البرية على أمل أن تتكفل بهذه المهمة أطراف أخرى مشاركة في التحالف، وهي تجري محادثات في هذا الشأن مع الدول المعنية. وقال الإعلامي الشهير في قناة «فوكس نيوز» الأميركية «بيل أوريللي» في برنامج حواري نقل على الهواء مباشرة في 22 سبتمبر الماضي بمشاركة عدد من كبار المحللين السياسيين، إن على الرئيس أوباما أن يقرر توظيف 25 ألفاً من المقاتلين المرتزقة لمواجهة «داعش»، إلا أن استخدام المرتزقة في الحروب ممنوع في تشريعات وقوانين الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتعليقاً على فكرة «أوريلي»، قال أستاذ محاضر في «الكلية الحربية البحرية» في الولايات المتحدة: «إنها بحق فكرة مرعبة، ليس بوصفها فكرة عملية، بل بوصفها فكرة رائعة للانتحار السياسي». وفيما كان «أوريلي» يبث برنامجه الحواري على الهواء، تسابق المشاركون فيه إلى توجيه أقذع الألفاظ للفكرة، ومنهم من وصفها بأنها «تتنافى مع المنطق» و«لا يقبلها العقل». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©