الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الطاقة الصينية تبحث عن التمويل والربحية

شركات الطاقة الصينية تبحث عن التمويل والربحية
22 سبتمبر 2012
مع استمرار انخفاض أسعار ألواح الطاقة الشمسية تعاني شركات الطاقة الشمسية الصينية من أعباء ديون ثقيلة، الأمر الذي يتوقع أن يجبر كثيراً من هذه الشركات على البحث عن مصادر تمويل جديدة من خلال عمليات الاستحواذ أو الاندماج. وتتعرض شركة سنتك باورهولدنجز لمصاعب تسديد مئات ملايين الدولارات من الديون بعد أن كشفت عن واقعة احتيال ارتكبها أحد شركائها. كما تعاني شركات طاقة شمسية صينية أخرى من الديون مثل شركات ال دي كيه سولار وجي ايه سولار هولدينجز وتراينا سولار وينجلي جرين اينرجي هولدنج. وبالنظر إلى أن أسعار الألواح الشمسية تغطي بالكاد تكلفة تصنيعها فإن عشرات من شركات الطاقة الشمسية الصينية أغلقت أبوابها وراح عديد من المستثمرين يتخلون عن هذا القطاع الأمر الذي أفقد أسهم شركات الطاقة الشمسية الصينية المدرجة بالأسواق المالية الأميركية أكثر من 85% من قيمتها منذ مطلع عام 2011. ولن تستطيع معظم شركات الطاقة الشمسية الصينية النجاة ما لم تستمر مؤسسات الإقراض الحكومية الصينية في تقديم التسهيلات الائتمانية لها رغم توقعات تكبدها خسائر لبضع فترات ربعية أخرى مقبلة. وقال برايان ساليرنو مدير المحافظ في هنتنجتون ايكولوجيكال ستراتيجي: “ستظل صناعة الطاقة الشمسية تنمو ولكنها ستكون في غالب الأحيان نشاطاً غير محقق للأرباح”. وأشار محللون متخصصون في نشاط الطاقة الشمسية إلى أن شركة ال دي كيه سولار تعتبر إحدى أكثر الشركات الصينية معاناة بالنظر إلى بلوغ ديونها وخصومها الأخرى 6 مليارات دولار، بينما لا يبلغ رصيدها من النقد ومكافئه سوى 244 مليون دولار فقط. كما بلغت ديون جيه ايه سولار الصينية وخصومها الأخرى 1,5 مليار دولار مقابل رصيد نقدي متاح بلغ 676 مليون دولار فقط في ختام فترة ربع السنة الأول. فيما كان دين شركة ترانيا أكثر تواضعاً ببلوغه 1,08 مليار دولار مقابل رصيد نقدي متاح بلغ 490 مليون دولار، بينما بلغت ديون شركة ينجلي 3,44 مليار دولار مقابل رصيد نقدي بلغ 675 مليون دولار في ختام الفترة الربعية الأولى. أما شركة سنتك التي لديها أكبر سعة تصنيع ألواح شمسية فيحتمل أن تبلغ خسائرها 690 مليون دولار نتيجة واقعة احتيال أحد شركائها بالإضافة إلى استحقاق تسديدها سندات قابلة للتحويل بقيمة 541 مليون دولار في مطلع عام 2013. وبلغت ديون هذه الشركة التي قالت إنها أخلت ببعض تعهدات القروض 3,58 مليار دولار مقابل رصيد نقدي متاح بلغ 474 مليون دولار في 31 مارس، حسب بياناتها المسجلة لدى الوكالة الأميركية للأسهم والمبادلات المالية. تقدم بكين مليارات الدولارات كتسهيلات ائتمانية وغيرها من الدعم لقطاع الطاقة الشمسية من خلال البنوك الحكومية ما دفع حكومة الولايات المتحدة إلى فرض رسوم جمركية على الواردات من هذا القطاع هذا العام بعد أن تقدم المصنعون الأميركيون بشكاوى تجارية. ورغم أن محللين ومنافسين خارج الصين في مجال الطاقة الشمسية يعتبرون أن تسهيلات الائتمان الحكومية ميزة تمويل كبرى لمصنعي الألواح الشمسية الصينيين، إلا أن ذلك الدعم شجع الصناعة في الصين على زيادة الإنفاق على مصانع جديدة الأمر الذي أدى إلى زيادة المعروض من الألواح الشمسية في السوق بدرجة مفرطة. وقال محللون إنه من الصعب الحصول على صورة واضحة عن ديون الشركات الصينية بالنظر إلى أن الديون التي غالباً ما تسجلها تلك الشركات كخصوم قصيرة الأجل يتم ترحيلها باستمرار على نحو يحولها إلى تسهيلات طويلة الأجل. وقال بن شومان المحلل في باسيفيك كريست سكيوريتيز: “إن وضع شركة تراينا ربما يكون الأفضل نظراً لأن هيكلة تكاليفها معقولة وأنها غير محملة بديون كبرى مثل باقي الشركات”. وأضيرت جميع شركات الطاقة الشمسية الصينية تقريباً جراء تدهور أسعار الألواح الشمسية، وقال مسؤول صياغة السياسات في بكين العام الماضي إنهم يريدون أن يتعافى هذا القطاع من خلال عدد أقل من الشركات القوية. ولا يزال من غير الواضح حتى الآن ما إن كانت بكين أو البنوك الدائنة هي التي ستتولى تنفيذ هذه السياسات الجديدة. وقال شومان: “إنها مسألة شديدة الأهمية” قاصداً تقليل عدد الشركات ودمجها وأضاف: “أن المسألة ليست متعلقة بتوقيت تنفيذ تلك السياسات بقدر ما هي متعلقة بكيفية تنفيذها. فهل ستكون عبارة عن عملية إدماج قسرية أو ستكون عملية إنقاذ من الديون تتولاها شركات مملوكة للدولة؟”. وقال محللون إن بكين في الوقت الراهن على الأقل لن تسمح على الأرجح بانهيار كبريات شركات تصنيع الألواح الشمسية. وقال ساليرنو من هنجتنجتون: “مادام لدى الحكومة إمكانات مالية كبيرة، وهي لديها بالفعل، فإنها قادرة على إنقاذ تلك الشركات”. وقد قامت الحكومات المحلية في الصين بدعم الشركات في صناعة تعتبرها الصين أساسية لإمداد اقتصادها بالكهرباء، غير أن محللين قالوا إن ذلك الدعم سيعزز فيما يبدو الحفاظ على تماسك أسواق العمل المحلية. حيث تم تقديم العون في شهر يوليو الماضي لشركة ال دي كيه سولار التي سرحت 5000 موظف وعامل هذا العام حين أعلنت حكومة زينيو بإقليم جيانجسي أنها ستستخدم أموال دافعي الضرائب في تسديد قروض الشركة. غير أن لي زونجوي مدير مالي شركة ينجلي قال إن البنوك الحكومية الصينية ومؤسسات تقديم القروض الأجنبية تبدو أنها على استعداد لدعم الشركات الأفضل أداء وأنها تنوي التخلي عن الشركات الضعيفة. وأضاف زونجوي أن البنوك جميعها تؤمن أن الطاقة الشمسية صناعة صاعدة ذات مستقبل واعد ومستقبل أفضل كثيراً بعد إجراء عمليات الاندماج وأنها لا تريد التخلي عن تواجدها الائتماني في قطاع الطاقة الشمسية”. نقلاً عن: «انترناشيونال هيرالد تريبيون»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©