أعلن ناشطون حقوقيون في سوريا أمس، حدوث انشقاقات جديدة داخل الجيش في ريف دمشق، وتحدثوا عن اعتقال 3 آلاف شخص خلال الحملة العسكرية الأخيرة في حمص، كما أشاروا إلى خروج تظاهرات واسعة في عدد من المحافظات، بينها حماة وادلب ودرعا ودير الزور دعماً للمجلس الوطني السوري الذي أعلن تأسيسه في اسطنبول. في وقت أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن ضبط كميات كبيرة من الأسلحة المهربة بالقرب من الحدود التركية.
ونقلت وكالة الانباء الالمانية عن ناشطين قولهم “إن هناك أنباء مؤكدة عن انشقاق حاجز بأكمله عند نزلة الزفت قرب جامع ابراهيم الخليل في دوما (ريف دمشق). وتحدث هؤلاء ايضا عن سماع دوي تبادل لإطلاق نار كثيف داخل مطار المزة (معقل المخابرات الجوية) في معضمية الشام يرجح ايضا أن يكون ناجما عن انشقاق آخر. كما اشاروا الى أنباء عن انشقاق 10 عناصر من قوات الامن من مدرسة الشرطة في حلب.
جاء ذلك، في وقت ذكرت لجان التنسيق المحلية أن العمليات العسكرية للجيش في حمص أوقعت عشرات القتلى، الى جانب احصاء اعتقال أكثر من ثلاثة آلاف شخص واحتجازهم في معمل الاسمنت ومدارس. كما اشارت الى حدوث نقص حاد في المواد الغذائية والطبية.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان العثور فجرا على جثتي سوريين مجهولي الهوية مقتولين بالرصاص في حي القرابيص في حمص، وقال “ان اهالي الحي شاهدوا سيارة بيضاء تحمل لوحة دمشق رمت الجثمانين قرب مسجد التوفيق واطلقت الرصاص في الهواء ولاذت بالفرار”.
وقال ناشطون “إن العملية العسكرية لمطاردة الجنود المنشقين مستمرة، وتركز حالياً على تلبيسة قرب حمص، بعدما دخلت قوات الأمن بلدة الرستن القريبة التي تقع على طريق سريع بين دمشق وحلب”. وأوضح أحد هؤلاء “نيران الدبابات استهدفت تلبيسة هذا الصباح والاتصالات لا تزال مقطوعة..البلدة كانت عاملًا رئيسياً في تزويد الرستن بالإمدادات والآن تعاقب على ذلك..عمليات الاعتقال من منزل الى منزل مستمرة في المنطقة لليوم الثاني”.
واندلعت احتجاجات مساء امس الأول في عدة أحياء من حمص، حيث هتف حشد في حي الخالدية مرددين “حمص حرة”. بينما اتهمت وكالة الأنباء السورية من وصفتهم بـ”جماعات إرهابية مسلحة” بقتل خمسة أشخاص هناك.
واعلنت لجان التنسيق المحلية ان دبابات الجيش اقتحمت مدينة سراقب في محافظة ادلب (شمال غرب) وسط اطلاق نار كثيف، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل. بينما تحدث المرصد ايضا عن تنفيذ القوات السورية فجرا عمليات امنية واسعة النطاق في مدينتي دوما بريف دمشق ودير الزور (شرق) تخللها مداهمات واطلاق نار كثيف ما اسفر عن سقوط عدد من الجرحى.
واوضح المرصد “ان الاجهزة الامنية نفذت حملة اعتقالات واسعة في شارع ابراهيم بمدينة دوما ترافقت مع تعذيب في الطرق العامة واطلاق رصاص كثيف”. واضاف “انه في مدينة دير الزور نفذت قوات الامن حملة مداهمات في شارع التكايا وشارع النهرين بحثا عن مطلوبين للاجهزة الامنية، وترافق ذلك مع اطلاق رصاص كثيف ادى الى سقوط عدد من الجرحى”.
اما رسميا، فذكرت وكالة الأنباء السورية “أن الأجهزة المختصة في محافظة إدلب ضبطت كميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة كانت مهربة إلى سوريا بالقرب من الحدود التركية”. وأوضحت “أن الأسلحة المضبوطة شملت 156 بندقية من نوع بومباكشن وبنادق كلاشينكوف و4 قواذف آربي جي مع 5 قذائف خاصة بها وكمية من المسدسات من أنواع مختلفة، إضافة إلى بنادق قناصة بعيدة المدى وكمية من القنابل اليدوية الدفاعية والهجومية”.ونقلت (سانا) ان سارية حسون ابن مفتي الجمهورية احمد بدر الدين حسون قتل في كمين على الطريق بين حلب وادلب، واضافت “ان مجموعة إرهابية مسلحة اقدمت بعد ظهر الاحد على اغتيال الدكتور محمد العمر أستاذ التاريخ في جامعة حلب باطلاق النار عليه أثناء توجهه إلى الجامعة برفقة سارية حسون الذي تم امس تشييع جثمانه ودفنه”.
من جهة ثانية، تحدث المرصد عن تنظيم تظاهرات حاشدة مساء امس الاول في عدد من المحافظات السورية تأييدا للمجلس الوطني الذي اعلن تشكيله في اسطنبول. وقال “ان التظاهرات شملت حي القدم في دمشق وفي الزبداني بريف دمشق على الرغم من الانتشار الكثيف لقوات الامن وكذلك في حماة وحمص وادلب ودرعا ودير الزور”.
واعلن المرصد ان جهاز الأمن السياسي السوري أحال ستة ناشطين بارزين إلى القضاء المدني بدمشق بتهم الحض على التظاهر والعصيان ضد الدولة والتواصل مع أحياء دمشق لإثارة النعرات الطائفية.
عدد اليوم
