الشارقة (وام)- يسهم مركز ملتقى الأسرة في الشارقة الذي يهدف إلى تأمين البيئة المناسبة للطفل التي تمكنه من حقه في رؤية والديه المنفصلين بشكل ملائم وآمن، منذ إنشائه عام 2010 في خدمة 75 حالة، وحقق المركز 924 رؤية عام 2012 في مقابل 550 رؤية عام 2010 و2011.
كما يهدف المركز الذي تم تأسيسه كعلاقة شراكة مؤسسية بين دائرة الخدمات الاجتماعية والمحكمة الشرعية في الشارقة، إلى ضمان تنفيذ أحكام الرؤية المحالة من المحكمة الشرعية بهذا الشأن لتحقيق انفصال آمن وحضاري، يساعد الأبناء على الاستقرار الاجتماعي والنفسي، بعيداً عن مراكز الشرطة التي قد تترك أثراً في نفسية الطفل.
وروعي عند إنشاء المركز أن يكون المكان مناسباً للجمع ضمن ساعات محددة خلال أيام الأسبوع داخل المركز، وبحيث يمكن للآباء والأمهات اصطحاب الأبناء خارج المركز، وذلك حسب ما تحدده المحكمة.
وكانت دائرة الخدمات الاجتماعية قد اعتمدت في 2010 المركز أحد المراكز المنظمة لضمان الرؤية بموجب قرار وزاري صادر من وزارة العدل رقم 1086 لعام 2010، يعنى بالتنسيق المستمر مع المحكمة الشرعية بالشارقة وقضاة التنفيذ الذين يفصلون في قضايا الاختلاف على الرؤية، حيث تعمل الدائرة منذ صدور القرار الوزاري على تنظيم رؤية الأطفال بين الأبويين في حال انفصالهم أو اختلافهم، وروعي أن يكون مكان الرؤية لائقاً ويشعر الطفل فيه بالطمأنينة وكأنه في منزله.
كما تحرص دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة على تنفيذ الأحكام والاتفاقيات المتعلقة بالرؤية، والصادرة من المحكمة، والمحافظة على نفسية الأطفال ووالديهم، في حين يسعى مركز ملتقى الأسرة إلى تجنب تعرض الأطفال إلى أي انتكاسة بسبب مشاكل الرؤية وتهيئة الأسرة للوصول بها إلى مستوى الوعي ونقل الرؤية للبيئة الطبيعية، وهي المنزل، بعيداً عن أي ظواهر تؤثر على نفسية الطفل.
ويقوم المركز بإعداد التقارير الدورية عن الرؤية للمحكمة بالتركيز على كيفية حدوث الرؤية ومعالجة الخلافات الناشئة بين الطليقين والمحاولة في عدم ظهور أثرها على الأبناء.
كما يسعى المركز إلى الإصلاح الأسري بين الزوجين لإعادة الطفل للبيئة الأسرية السليمة والطبيعية، حيث نجح مركز الملتقى الأسري في إصلاح حالتين من الحالات التي تنفذ الرؤية.
وينفذ المركز عدداً من المحاضرات التوعوية في طرق التربية الحديثة والتأثيرات السلبية للطلاق على الأبناء وأسلوب الطلاق الناجح، ويعمل على تقديم بعض البرامج الترفيهية للأبناء مثل الرحلات، وذلك لإدخال السرور والبهجة في قلوبهم.
وذكر القاضي سالم الحوسني رئيس محكمة الشارقة الابتدائية، أن معالي الدكتور هادف بن جوعان الظاهري وزير العدل، أسند إلى دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة تنظيم رؤية الأطفال المحضونين «من هم في فترة الحضانة ولدى الوالد حكم برؤيتهم»، على أن يتم تحديد أوقات الرؤية بالتنسيق بين المحكمة ودائرة الخدمات الاجتماعية.
وأضاف أن معالي وزير العدل أكد ضرورة تخصيص مكان مناسب لرؤية المحضونين، بعيداً عن مراكز الشرطة، حيث أوكلت هذه المهمة إلى دائرة الخدمات الاجتماعية لإعداد الترتيبات اللازمة لتجهيز المكان بما يتناسب مع الحالات التي تستقبلها من حيث الجو العائلي وخصوصية المكان، لافتاً إلى أن دائرة الخدمات الاجتماعية قامت بتجهيز مركز الملتقى الأسري بالوسائل الترفيهية اللازمة التي يشعر من خلالها الطفل بالارتياح واستغلال الوقت المخصص له، بما يحقق الاستقرار والأمن للأطراف كافة.
وأوضحت عفاف إبراهيم المري رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية، أن مركز الملتقى الأسري هو أداة لتحقيق أحكام رؤية الأبوين المنفصلين في مكان حيادي مؤهل لاستقبال الطرفين والأطفال، مؤكدة أن المركز يسهم في الحد من المشكلات الاجتماعية التي يتعرض لها الطفل نتيجة انفصال الوالدين.
وأشارت إلى أن الدائرة تسعى من خلال الشراكة المؤسسة مع وزارة العدل إلى حماية الأطفال من أي اعتداء أو خطر يؤثر على تمتعهم بحياة طبيعية، منوهة بأن الدائرة خصصت مركز الملتقى الأسري لخدمة الحالات التي تعاني مشكلات في المكان ومساعدة الأطفال نفسياً، وبحيث تقوم الدائرة بالرقابة والإشراف على المركز الذي تم تجهيزه ببيئة تشجع كثيراً من الأسر وتوفر لهم الطمأنينة.
وقال حمد إبراهيم الطرطور مدير إدارة حماية حقوق الطفل بالدائرة، إن مركز ملتقى الأسرة يسعى إلى تنفيذ الأحكام الصادرة برؤية المحضونين، ما لم يتفق أطراف النزاع على خلاف ذلك، حيث إن جميع الحالات محالة بأمر تنفيذ قضائي من المحكمة الشرعية، وجرى في عام 2010 و2011 تحقيق 550 رؤية، منها 272 رؤية داخل المركز و203 حالات مبيت و75 رؤية خارج المركز باصطحاب الطفل من المركز ثم إعادة تسليمه.
كما تم في عام 2012 تحقيق 924 رؤية، منها 419 رؤية داخل المركز و185 حالة مبيت و248 رؤية خارج المركز باصطحاب الطفل من المركز ثم إعادة تسليمه.
ونوه بأن المركز يقوم بإعداد تقارير اجتماعية عن حالة الرؤية، يتم تحويلها للمحكة الشرعية، حيث تم إعداد 33 تقريراً في عام 2011 وجرى في عام 2012 وحتى شهر نوفمبر إعداد 44 تقريراً.
عدد اليوم
