يوم تعليمي ثقافي لنساء العين

تعاني المرأة من ضغوط حياتية مستمرة سواء في العمل أو أثناء قيامها بالواجبات الأسرية تجاه الزوج والأطفال مما يستنزف ما لديها من وقت وجهد فتجدها في تعب وإرهاق دائم يعطل رغبتها في تطوير نفسها وفكرها وما تملكه من مواهب وإمكانات. هذا بدوره دفع إدارة المركز التجاري المعروف «العين مول» بتبني أفكار جديدة توجهها لتلك النساء المعروفات بـ «ربات البيوت « تخرجهن من حالة نسيان ذواتهن وتدفعهن إلى تطويرها وتعليمها مهارات جديدة لم تكن تعرفنها بالإضافة إلى توسيع دائرة معارفهن خصوصا أن المجتمع الإماراتي يزخر بالكثير من الأسر الوافدة والتي تقتصر معارفها وصداقاتها على علاقات العمل وبعض الجيران. يوم الثلاثاء الماضي انطلقت أولى فعاليات هذا البرنامج الموجه لسيدات مدينة العين فقط في تمام الساعة 9:30 واستمر حتى 12 ظهرا بعد أن أعلنت إدارة المول عن وجود يوم مخصص للسيدات هو يوم الثلاثاء من كل أسبوع وأنه سيشتمل على فعاليات توعوية تثقيفية اجتماعية ترفيهية مختلفة وذلك عبر الملصقات التي وضعت في أكثر من زاوية في المول نفسه وعبر إرسال تعميمات على مختلف الدوائر الرسمية الحكومية والخاصة والمستشفيات والفنادق وغيرها تدعو السيدات للمشاركة في عطلهن أو ربات البيوت عبر إبلاغ أزواجهن، ليقمن بالتسجيل عبر الموقع الالكتروني للمول أو لدى موظفي خدمة الزبائن في المول نفسه. وجاء إقبال السيدات على غير المتوقع حيث شاركت 50 سيدة من مختلف الجنسيات والأعمار والثقافات أغلبهن لا يعرفن بعضهن بدأن بالتعارف عبر حديث كل منهن نفسها وعمرها وعدد أولادها وجنسيتها وتعليمها. ليحدث نوع من كسر الحواجز بينهن ومن ثم انطلقن لتناول وجبة الفطور الجماعي المقدمة من أحد مقاهي المجمع، والذي قام بتعليمهن بعدها طريقة صنع حلوى القرفة التي يبيعها وشاركته أربع سيدات في العجن والخبز بينما راقبت الأخريات طريقة الصنع بشغف، وفتحن بعدها حلقة نقاش حول مكانة المرأة ودورها في المجتمع وأبدت كل واحدة رأيها بصراحة وشفافية مما أسفر عن وجود وعي وثقافة كبيرة لديهن وساعد وجود مترجمة تتحدث الانجليزية للسيدات اللاتي لا يتحدثن العربية من فهم مجريات الحوار، ومن ثم انطلقن إلى جولة تسوقية ممتعة وتلقين دروسا في أنواع العطور والماكياج والطريقة الصحيحة لوضعه في محلات باريس جاليري الفاخرة ، وانتهى يومهن بحصولهن على هدايا رمزية من المول الذي طلب منهن أن يكتبن تقييما لهذا البرنامج فكانت ردودهن رائعة عبرن فيها عن سعادتهن وراحتهن بما قمن به خلال الساعتين ونصف وتمنين لو كان الوقت أطول من ذلك !! ولأن الغاية من هذا البرنامج إمتاع السيدات والتنفيس عنهن من ضغوطات الحياة والعمل والأولاد ومد جسور الثقافة بينهن وتوسيع آفاق تفكيرهن وتعليمهن مهارات صنع الحلويات والماكياج وغيره فلا بد من تهيئة الظروف المناسبة لهن والتي أعدها المول على أكمل وجه حيث قامت موظفات بأخذ الأطفال من أمهاتهن إلى الأماكن الآمنة المخصصة للعب وملازمتهن أثناء ذلك بينما فضلت بعض السيدات إبقاء أطفالهن معهن. سينطوي هذا البرنامج على المزيد من الفعاليات الأسبوعية المختلفة والتي سيشارك بها شخصيات من مختلف القطاعات كالأطباء وأخصائيات التغذية والتجميل والموضة والأزياء وغيرهم بحيث يكون ما سيقدمه الضيف منسجما مع الفعاليات الأخرى حيث سيشهد الثلاثاء القادم حضور أخصائية ستتحدث عن رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة لينسجم ذلك مع المسيرة الخيرية التي ستنطلق في المول يوم الجمعة المقبل (28 يناير) وستدعى السيدات للمشاركة بها أيضا. تعليم اللغات والموسيقى والطبخ وصناعة الحلويات وكيفية اختيار الملابس التي تناسب كل امرأة والمشاركة بأعمال تطوعية مجتمعية وغيرها الكثير من الفعاليات التي ستقدم الأسابيع القادمة للسيدات اللاتي اشتركن ببطاقة عضوية مجانية تمنحهن فرصة التسوق من مختلف محلات المول والحصول على خصومات جيدة وكذلك الفعاليات الأخرى مجانية باستثناء وجبة الفطور التي تتحمل كل سيدة ثمنها مع وجود تخفيضات كبيرة عليها وستكون كل أسبوع في مقهى أو مطعم مختلف في المول.