الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مستحضرات التجميل في الصيدليات.. تحظى بثقة المستهلك

مستحضرات التجميل في الصيدليات.. تحظى بثقة المستهلك
19 أكتوبر 2014 10:34
آمنة الكتبي مستحضرات العناية بالبشرة، كريم الوجه، واقي الشمس، أحمر الشفاه وكريمات العناية بالشعر، يقع عليها نظرك على أرفف الصيدليات، التي أضحت تحتل واجهتها الأساسية حتى تكاد تعتقد للوهلة الأولى أنك أمام محل تجاري وليس صيدلية طبية توفر الأدوية والعلاجات للمرضى. هذا المشهد ليس حالة خاصة في صيدلية بعينها، بل صورة تتكرر مع الصيدليات، حتى أصبحت الكماليات التي تعرضها تفوق ما هو موجود لديهم من الأدوية. ناهيك عن وجود مساحة مخصصة لمستحضرات التجميل، مزودة غالباً بمرآة من أجل مستلزمات التجميل الشخصية. فيما أكدت وزارة الصحة أن هذه الممارسات تعتبر عالمية وفي الدول المتقدمة ولا تعد خاطئة، موضحة أن هذه المستحضرات والمستلزمات تباع ضمن وصفة طبية واضحة. معايير طبية بدورها، قالت بسمة سالم مواطنة، إن اقتناء جميع الكماليات والعطور وكريمات الشعر والشامبو ومواد العناية بالأطفال والمستلزمات الأخرى في الصيدلية أمر جيد؛ لأن منتجاتها لا تتعرض للتلف وخاضعة لمعايير طبية، كونها تصدر عن شركات متخصصة، وهذا أفضل بكثير من الشراء بالأسواق والمحال التجارية التي لا يعرف مصدرها ولا يوجد فيها طبيب صيدلي. وأشارت إلى أن كل ما تبحث عنه تجده داخل الصيدليات، كونها تلبي المتطلبات كافة، كما أن الأسعار داخلها مناسبة وموحدة ولا تختلف من صيدلية إلى أخرى كونها تخضع لعملية متابعة، بعكس أسعار تلك المواد في المحال التجارية التي تختلف من محل لآخر، ويتحكم فيها البائع حسب أهوائه ورغباته الشخصية، بل على العكس فإنك تجد في الصيدلية خبرة لا تجدها في أصحاب محال المكياج؛ لأنها على علم بمكونات المستحضر وتأثيراته على البشرة. وفي المقابل، يرفض علي الكتبي «مواطن» فكرة احتواء الصيدلية على مواد لا علاقة لها بالدواء، قائلاً لم تعد الصيدلية كما كانت سابقاً، متخصصة في بيع الأدوية الطبية فقط، ولم يعد عمل الصيدلي مقتصراً على صرف العلاج والوصفة الطبية والتأكد من صحتها، حيث أصبحت غير مقتصرة على الأدوية والعقاقير الطبية لتجد على الأرفف بداخلها كل ما يتعلق بالتجميل، والصبغات، والصابون بكل أشكاله، والمنظفات، وماكينة حلاقة، مشيراً إلى أنه لا يجب وضع مواد التجميل مع الأدوية الحساسة التي تحتاج لطبيعة حفظ مختلفة، وكذلك أغذية الأطفال. وأضاف الكتبي أن أغلب أدوات التجميل أصبحت متوافرة الآن في الصيدليات، لتوفر للمرأة الوقت والجهد وعناء الذهاب لمراكز ومحال التجميل لتجد أمامها كل مستحضرات التجميل من مختلف الماركات أحمر الشفاه، وكريمات البشرة وواقيات الشمس ومستحضرات التسمير وصبغات الشعر. توفر كل الاحتياجات وأكدت نورة حمدان «مواطنة» لا شك في أن بعض الصيدليات أصبحت تبالغ في الترويج وعرض منتجات التجميل، ولكن ليس بالخطأ، فالصيدلية أصبحت متكاملة، حيث توفر للمستهلك كل ما يحتاج إليه ويقتنيه خصوصاً أنها تبيع منتجات ومستلزمات تكون تحت إشراف الطبيب أو الصيدلي الذي يقوم بدوره في إعطاء الشخص الوصفة الطبية مع شرح، بخلاف المحال التجارية التي لا تحرص على صحة المستهلك، وإنما الربح المادي، لافتة إلى أن الصيدليات تأخذ بمعايير الجودة مقارنة بالمحال التجارية المنتشرة في الأسواق. وقال عبدالله عبدالباري: أصبحت بعض الصيدليات تروج لمنتجات التجميل، بشكل واضح وجريء وتضع أمام المستهلك خيارات عديدة من خلال عرض مستلزمات العناية بالبشرة أو الشعر بمختلف الماركات والصناعات، بالإضافة إلى الترويج للمنتج بشكل متقن ومقنع من خلال العروض التي تتيح للمستهلك شراء منتج والآخر مجاناً. وأضاف عبدالباري يجب على الصيدليات فصل الأدوية عن مستحضرات التجميل؛ لأن السائد والمتعارف أن الصيدلية للأدوية والعقاقير الطبية فقط. مصطلح صحي أكد جمعة المنصوب «مواطن» أن بعض الصيدليات المنتشرة استغلت ثقة المستهلك فيما يعرض بداخلها من منتجات لا تمت للخدمات الدوائية بأي صلة، وبمجرد أن يقول الصيدلي «صحي» أو «طبي» يشتري المستهلك تلك السلعة ثقة منه في الصيدلي الذي أمامه، خاصة إذا كان لتلك السلعة علاقة بالمرض الذي أتى إلى الصيدلية من أجله. ولا غرابة في أن تجد الاكسسوارات أو أدوية التخسيس وتجد منتجات غذائية للتخسيس كـ«الشوكليت» أو العلك، ويقال إنه صحي، وغيرها فأصبح أكثر من 70% من مساحة الصيدلية للمنتجات غير الدوائية أسعارها مرتفعة بالنسبة للمعروض في غير الصيدليات والسبب إضافة كلمة «صحي» أو «طبي». وقال الدكتور محسن مصطفى (صيدلاني)، إن أغلب الصيدليات تحتوي على الأدوية، ومستلزمات الأم والطفل والمعدات الطبية ومستحضرات التجميل مثل كريمات العناية بالبشرة، وإغلاق مسام البشرة، ومضادات القشرة، وغيرها من المستلزمات. واعتبر مصطفى أن إدخال الصيدليات أدوات التجميل «أمر طبيعي»، معتبراً أنها تدخل ضمن الأدوية الصحية، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تشرف بشكل مباشر على هذه الصيدليات والشركات التي تبيع الأدوية ومستحضرات التجميل. وأوضح أن عمل الصيدلي بالدرجة الأولى إعطاء الأدوية الصحيحة للمريض، ولكن هذا لا يتعارض مع وجود مواد أخرى في الصيدلية يمكن أن يشتريها الناس خاصة المواد التجميلية الطبية، حيث يمكن للصيدلي بحكم خبرته العلمية أن ينصح الناس بما هو أنسب لهم، بينما لا نجد تلك الخدمة في «السوبر ماركت»، حيث توجد أنواع كثيرة من المستحضرات لا يعرف الناس ما هو الأفضل منها، وأعتقد أن توافر مواد أخرى غير الأدوية في الصيدلية على نطاق محدود يكون ذا فائدة للصيدلية وللناس. موقع الصيدلية وأوضحت ميادة حسن «صيدلانية» أن بضائع الصيدلية تعتمد أحياناً على موقعها وارتباطها بالمحيط بها، فالصيدليات التي ترتبط بعيادة تجميلية توفر أنواعاً أكثر من المواد الخاصة بالتجميل والبشرة، بينما توفر الصيدليات القريبة من الأحياء السكنية مواد خاصة بالأطفال والعناية اليومية، الأمر الذي يوضح أن الطلب على المنتجات هو الذي يحدد كمية عرضها في الصيدلية، والصيدلي يمكن أن ينصح الناس بشكل دقيق بالمستحضرات الخاصة بالبشرة التي يمكن أن يستخدموها، حيث توفر الشركات المنتجة لها تدريباً ودروساً ومنشورات تعرف بمنتجاتها وتشجع الصيدلي على التعرف إليها والتعامل معها. وتبين أن المستحضرات التجميلية التي تباع في الصيدليات بشكل عام يتم شراؤها عن طريق تعاقد مع عدد من الشركات مثلها مثل الدواء. فيما يؤكد نعمان شمسان «صيدلاني» أن فكرة بيع الصيدليات منتجات ومستلزمات غير دوائية لا تعد مخالفة ولا تؤثر على الجانب الصحي والمهني للصيدلية، في ظل وجود الأدوية والمستلزمات الأخرى في أقسام منفصلة عن بعضها بعضاً، وتدار من قبل أطباء مختصين في المجال الصحي، هدفهم الأساس تأدية عملهم بكل أمانة. وأشار إلى أن هذه المواد لا تشكل ضرراً، خاصة المواد التجميلية الطبية التي لها علاقة بصحة الإنسان؛ لأنه يمكن للصيدلي بحكم خبرته العلمية في مجال تخصصه أن يوضح كيفية استعمال تلك المواد بشكل دقيق للمستهلك، لافتاً إلى وجود إقبال كبير من قبل المواطنين على الصيدلية للحصول على هذه المواد والمنتجات على الرغم من توافرها بكثرة في الأسواق. ثقة المواطنين وعزا أسباب كثرة الإقبال لثقة المواطنين الكبيرة بالمنتج الذي يباع بالصيدلية مقارنة بالمحال التجارية، باعتباره يخضع للمراقبة المستمرة من قبل وزارة الصحة، للتأكد من مدى مطابقته للمواصفات على عكس المنتجات الأخرى، إضافة لوجود تسعيرة محددة للأدوية ومختومة من قبل وزارة الصحة يعاقب من يخرج عنها ويتعرض للمخالفة. ونوه شمسان بأن توفر مواد أخرى غير الأدوية في الصيدلية أصبح فكرة جيدة تتماشى مع التطور الحاصل في العالم، إذ يساهم في تلبية الاحتياجات الضرورية للمواطنين دون عناء البحث عمّا يناسبهم في أماكن أخرى. ممارسات عالمية وأوضح أمين الأميري وكيل وزارة الصحة المساعد لقطاع سياسة الصحة العامة والتراخيص أن هذه الممارسات عالمية، حيث تقوم الصيدليات في جميع الدول المتقدمة بتخصيص جزء كبير من الصيدلية لبيع أدوات ومستحضرات التجميل، وأصبحت بنسبة تقدر 30% إلى 35% من مساحة الصيدلية لبيع هذه المستلزمات، مؤكداً أنها تصرف بوصفة طبية، خاصة أن هذه المواد تحتاج إلى شرح ووصف من الصيدلي لتوضيح الاستخدام والادعاء الطبي الموجود. وأشار الأميري إلى الدور الذي يقوم به الصيدلي، قائلاً: في العادة الصيدلية تعمل في اختصاصها والحاجة متزايدة سنوياً على هذا الاختصاص، فالصيدلي هو أنسب شخص وأقرب شخص في فهم المواد الفاعلة والمواد المكملة والمواد التجميلية، وهو الشخص المصرح له بإعطاء المستهلك الوصفة الطبية. 2400 صيدلية أضاف أمين الأميري أن وزارة الصحة والهيئات الصحية تعمل جاهدة على المراقبة والإشراف على جميع الصيدليات في الدولة، وتقوم بإجراء الزيارات التفتيشية الدورية لمراقبة إجراءات وأسس العمل بشكل منظم وتوجيه المخالف أولاً، ومن ثم الإنذار بعد التحقيق، ومن ثم وضع العقوبات استناداً إلى مستوى الخطأ، حيث يبلغ عدد الصيدليات في الدولة قرابة 2400 صيدلية خاصة. وأكد الأميري أهمية التزام الصيادلة ومساعديهم بالقوانين والتشريعات وآداب المهنة وتطبيق أسس ممارسة الصيدلة الجيدة، داعياً إلى تعزيز الاستخدام الرشيد للدواء، والتبليغ عن حالات الاشتباه بوجود أدوية مزيفة أو تسويق أدوية غير مسجلة، وكذلك التبليغ عن حالات نقص الأدوية أو أي ممارسات غير مهنية. وأكد أهمية دور الصيدلي في تعزيز الصحة وترشيد استخدام الدواء وتقليص المشاكل المصاحبة لاستخدامه. ولفت إلى أن الدور التقليدي للصيدلي المتمثل في صرف الوصفة الدوائية والتركيز على الدواء تغير بشكل جوهري، فقد أصبح دوره يركز على سلامة وصحة المريض، وعلى نتائج العلاج الدوائي من خلال منظومة الرعاية الصيدلانية وإدارة الدواء، وهما المفهومان السائدان عالمياً في عالم الخدمات الصيدلانية المتميزة والمنشودة. شروط إقامة مستودع طبي ذكر الأميري أنه بموجب القرار الوزاري، فإن الترخيص بفتح مستودع طبي يكون وفقاً لأحكام بشأن مهنة الصيدلة والمؤسسات الصيدلانية، وفقاً للشروط الواجب توافرها في المستودعات الطبية الخاصة التي تنقسم إلى قسمين الأول يتعلق بطلب الترخيص والثاني بالشروط الفنية والصحية. وأشار الأميري إلى أن الوزارة توصلت إلى هذه المواصفات من خلال التنسيق والتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في القطاع الخاص، موضحاً أنه كان هناك حوار مستمر وتشاور دائم مع أربع فئات تمثل الشركات العالمية المتخصصة في مجال الدواء والمستلزمات الطبية، والمصانع المحلية المتخصصة في هذا المجال، والمستودعات الطبية الإقليمية العاملة بالدولة، بالإضافة إلى المستودعات المحلية. وذكر أن الشروط الفنية والصحية تتلخص في نقاط عدة، منها ما هو خاص بالبنية التحتية، بحيث يجب أن يكون الموقع المعد مقراً للمستودع الطبي المطلوب ترخيصه في الطابق الأرضي بعيداً عن التجمعات السكنية. كما يجب أن يكون الموقع المطلوب ترخيصه، مبنياً بالطابوق أو الخرسانة، وأن تكون الجدران مطلية بالزيت أو أي مادة مشابهة، وأن يكون السقف من الخرسانة المسلحة أو أي مادة غير قابلة للاشتعال، وتسريب المياه، وعازلة للحرارة والرطوبة وألا يقل الارتفاع عن 270 سنتيمتراً، ولا يسمح باستخدام الأسقف المستعارة والجدران المصنوعة من «جبسن بورد» في مستودعات الأدوية. وأن يكون الصيدلي المسؤول عن مستودع الأدوية مسؤولاً عن تسجيل الأدوية المراقبة، إن وجدت بالسجلات الخاصة بها أولاً بأول وفي اليوم ذاته، من حيث الكميات الواردة والمنصرفة واسم المصروف له وعنوانه وتاريخ الصرف. كما أنه مسؤول عن إعداد تقرير شهري مفصل عن حركة هذه الأدوية وتسليمه إلى إدارة التسجيل والرقابة الدوائية بالوزارة في الأسبوع الأول من كل شهر.. دور الصيدلي الالتزام بأخلاقيات مهنة الصيدلة، ووصف الدواء حسب الوصفة الطبية، وإعطاء الشرح الكافي والوافي للمريض، والعمل على التواصل مع الطبيب المعالج في حال عدم وجود الصنف الدوائي نفسه، والعمل في مصانع الأدوية وضمان جودة الدواء. الخلاصة بيع مواد التجميل في الصيدليات لم يجد معارضة من قبل المستهلكين، بل على العكس يجد ترحيباً وتشجيعاً وإقبالاً، خصوصاً أن الصيدليات تخضع للرقابة من قبل وزارة الصحة ويتم التفتيش عليها بشكل دوري، مما يضمن جودة وسلامة ونجاعة الأدوية والمستحضرات التجميلية، وأكد المستهلكون أهمية أن يتم عزل مستحضرات التجميل وأغذية الأطفال، عن الأدوية في ركن خاص بالصيدلية، حتى يكون هناك تأمين أكثر للأدوية، والمستحضرات الأخرى التي باتت تصرف هي الأخرى بوصفات طبية، وأعرب المستهلكون عن ثقتهم بالإجراءات الصيدلية خصوصاً مع وجود طبيب صيدلي يقدم النصح والمشورة عن الأدوية أوعند صرف المستحضرات التجميلية. التزام بالقوانين وتفتيش دوري أكدت وزارة الصحة أن الصيدليات في الدولة ملتزمة بالقوانين والتشريعات المعمول بها، وتخضع للمراقبة والتفتيش الدوري وبشكل منظم، لافتاً إلى أن الصيدليات في الدول المتقدمة تخصص من 30 إلى 35% من مساحة الصيدلية لمستحضرات التجميل في ركن خاص بها، وهذا أمر متعارف عليه عالمياً، ولا يوجد ما يمنع الصيدليات من عرض مستحضرات التجميل في إطار صحي وسليم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©