الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لوجان مراد: الأطفال الأيتام غيّروا مجرى حياتي وعلّموني التواضع

لوجان مراد: الأطفال الأيتام غيّروا مجرى حياتي وعلّموني التواضع
25 يناير 2011 20:19
انخرطت السورية لوجان مراد في إحدى المنظمات الإنسانية العالمية التي تعمل على مساعدة الأطفال الأيتام في العالم، ثم طارت إلى تنزانيا يحدوها الأمل في فعل الخير وإنقاذ هؤلاء الأطفال من براثن الفقر والجوع والمرض، فضلاً عن تعليمهم وتغيير نظرتهم للعالم من حولهم.. لكن ما رأته لوجان على أرض الواقع كان كفيلا بتغيير نظرتها هي أولا تجاه الحياة وما تتضمنه من قيم إنسانية مختلفة، فمن هناك ومن خلال تجربة واقعية استمرت مدة أسبوعين فقط استخلصت لوجان الكثير من الدروس والعبر مفادها أن فعل الخير ينفع صاحبه بالدرجة الأولى قبل أن ينفع الآخرين، وأن التواضع وبساطة العيش هما أفضل القيم الإنسانية التي يمكن أن يمتلكها البشر. نتائج سفر وتستعد لوجان مراد، وهي موظفة في إحدى المؤسسات العامة بالدولة، للسفر مجددا إلى دولة تنزانيا، وذلك لإكمال رحلتها الخيرية التي بدأتها هناك نهاية العام الماضي، مع منظمة «التطوع الدولي HQ» ومقرها نيوزيلندا، من أجل مساعدة الأطفال الأيتام وإنجاز عدد من المشاريع التي تهدف إلى رفع مستوى معيشتهم وتأمين مستوى حياة أفضل بالنسبة لهم. وتؤكد لوجان أنها تحمست كثيراً لمواصلة تقديم الدعم لهؤلاء الأطفال، خاصة بعد أن تم تحقيق نتائج مبهرة في هذا الإطار على أرض الواقع، إذ تم تبني 57 طفلا من أصل 60 طفلا يتيماً منهم، وحصولهم على تبرعات عينية كالملابس والأحذية، فضلا عن جمع التبرعات المادية من خلال موقع «الفيسبوك» والتي سوف تخصص لبناء سكن خاص بهم وحفر بئر وغيرها من الأدوات التي يحتاجونها من أجل حياة كريمة. منزل أليس تحكي لوجان عن أسباب تطوّعها للعمل الخيري في تنزانيا، فتقول: فضّلت العمل في قارة إفريقيا بشكل عام، كونها المنطقة الأكثر فقرا في العالم ويسودها الجهل وتتفشى فيها الأمراض القاتلة كالإيدز، لذلك فهي تحتاج إلى المساعدة أكثر من غيرها من الدول، وخاصة أولئك الأطفال الذين صاروا أيتاما نتيجة وفاة والديهم أو أحدهما جراء إصابته بمرض الإيدز، وقد وجدت تنزانيا على لائحة الدول التي تحتاج للمساعدة فاخترتها. وتصف رحلتها إلى هناك، قائلة: «عندما وصلت إلى البلاد، وضعونا في منزل خاص بالمتطوعين، وكان عددهم الكلي يبلغ نحو 40 شخصاً معظمهم من الفتيات وكلّهم، فيما عداي وشقيقتي، من الأجانب الذين جاؤوا من أميركا وكندا وأستراليا، والمثير أنهم كانوا كلّهم حديثي التخرج من الجامعات والمعاهد المختلفة.. وقد تم تقسيمنا إلى 3 مجموعات واحدة منها تذهب إلى المستشفيات وأخرى إلى المدارس والثالثة للأيتام، فاخترت التطوع للعمل مع الأيتام ومشاهدة عالمهم عن كثب، حيث ذهبنا إلى منزل خاص بهم، ويسمى «جلوريوس أورفنج»، وكانت رحلة الوصول إلى هناك تستغرق أكثر من ساعة، نسير فيها على الأقدام ونركب أكثر من حافلة عامة حتى نصل إلى ذاك المنزل، وهو عبارة عن منزل خاص بإحدى السيدات «أليس» وزوجها «جوليا»، يستقبلون فيه الأطفال منذ الصباح وحتى آخر النهار ويقدمون لهم الطعام ويعلمونهم بعض الأشياء، ثم يعودون إلى أماكن سكنهم لدى الأقرباء». معانٍ إنسانية تضيف لوجان إنها كانت تشعر ببعض القلق قبل أن تسافر إلى تنزانيا، لكنها اعترفت بأن فكرتها عن الوضع هناك لم تكن مطابقة للواقع الحقيقي الذي تبيّن أنه أسوأ بكثير مما نشاهده على شاشات التلفاز، فالفقر مدقع والأطفال جياع لا يجدون ما يأكلونه أو حتى ما يرتدونه، الأمر الذي قلب حياتها رأسا على عقب وغيّر الكثير من المفاهيم والمعتقدات التي كانت تؤمن بها فيما بعد ليجعل منها فتاة جديدة، أفضل مما كانت عليه في السابق، بحسب رأيها. تقول لوجان: «كلّ ما كان يحصل هناك كان مؤثرا، بداية من المتطوعين الأجانب الذين رأيناهم هناك، فمنهم من جاءت برفقة زوجها ومنهم من جاء وحيدا، كما أن بعضهم مكث بين الأطفال شهورا، وبعضهن جمعن تبرعات عن طريق أقاربهم وعائلاتهم وأصدقائهم، وقاموا ببناء غرف لتصبح فصولا دراسية، وقد اشتركت مع هؤلاء المتطوعين في تقسيم الأولاد إلى جزأين: فصل من 6 سنوات إلى 8 سنوات وفصل آخر من 3 إلى 6 سنوات، وكنا نعلمهم اللغة الانجليزية والرياضيات، وقد استجابوا لنا بشكل كبير». إكمال المسيرة رحلة لوجان إلى تنزانيا لم تنته بعودتها، وإنما بدأت بعدها مسيرتها الجادة لإكمال ما بدأته هناك على الأرض، إذ جندت كلّ طاقتها وإمكانياتها وعلاقاتها الواسعة من أجل خدمة الأطفال الأيتام في تنزانيا وحشد المساعدة لهم، بادئة بنفسها إذ تبّنت 3 أطفال، وساهمت في تبني العديد منهم حتى وصل عدد الأطفال الذين تم تبنيهم هناك إلى 57، فضلا عن جمع الملابس والأحذية وإرسالها إليهم، وجمع التبرعات المادية التي تهدف إلى إنشاء سكن خاص بهم وصفوف دراسية وغيرها من منشآت تسهم في إعداد كيان خاص بهم توطئة لرفع مستواهم المادي والمعنوي والفكري في نفس الوقت. ثم تواصل بالقول: «لكن العمل الخيري لا يقتصر على التبرع بالمال وحده ووضعه في الصناديق المخصصة لذلك، وإنما هناك معانٍ كثيرة يمكن للمتبرع أن يكتسبها من خلال تطوعه الفعلي على أرض الواقع، فهو يغيّر نظرته للحياة بشكل عام، ويكسبه التواضع وهو قيمة إنسانية عظيمة لا يمكن اكتسابها إلا من خلال التجربة.. عن نفسي فقد تعلّمت الكثير من الأشياء وأصبحت أميل إلى البساطة في العيش، كما أن نظرتي إلى الحياة والأشياء اختلفت، على سبيل المثال كنت في السابق أشتري الأشياء التي أريدها ولا أفكر إذا كنت محتاجة لها أم لا، اليوم صرت أفكر كثيرا قبل الشراء وأسأل نفسي هل أحتاج لهذا الشيء فعلا أم لا؟، كما أن الحياة في تنزانيا علمتني البساطة والتواضع مع الآخرين وتقدير النعمة الموجودة بين يديّ، وأنا أدعو الشباب إلى تجربة العمل التطوعي لاستخلاص ما استخلصته من عبر وحكم يحتاج إليها الشباب العربي بشكل خاص». يستحقون الحياة: من منطلق إيمانها الكامل بأن هؤلاء الأطفال يستحقون الحياة بشكل أفضل، تواصل لوجان العمل لتنفيذ عدة مشاريع لمصلحة هؤلاء الأطفال الأيتام خلال الأيام المقبلة ومنها: حفر بئر مياه يقدم لهم المياه الصالحة للشرب، وعمل ماراثون لتجميع الأموال لمصلحتهم، وثمة سوق مفتوح في دبي أبيع فيه أشياء من ممتلكاتي أنا وأهلي وأقاربي وأصدقائي وسوف يتم تخصيص الأموال العائدة منه لإقامة مشاريع جديدة للأطفال والإنفاق عليهم. ومن الأفكار التي تم تنفيذها بالفعل فكرة «التبني» أو «الراعي» الأساسي للطفل الواحد أو أكثر بحسب ظروف المتبرع الشخصية، وفعلاً لقد أصبح
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©