الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«أصدقاء سوريا» تطالب بمنع دمشق من موارد تغذي آلة القتل

«أصدقاء سوريا» تطالب بمنع دمشق من موارد تغذي آلة القتل
21 سبتمبر 2012
دعا ممثلون عن نحو 60 دولة والجامعة العربية اجتمعوا في لاهاي أمس في إطار مجموعة العمل المنبثقة عن “أصدقاء الشعب السوري”، أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى حرمان سوريا من “الموارد” التي تحتاج إليها لمواصلة النزاع الذي يمزق البلاد منذ منتصف مارس 2011. في وقت حث فيه رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب إثر لقائه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في باريس أمس، إلى “تسليح المعارضة وفرض منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي”. وشن الرئيس بشار الأسد هجوماً حاداً على كل من تركيا وقطر والسعودية، متهماً اياها بمساندة المعارضة وتسليحها، واعترف بوجود أخطاء وفساد في بلاده، ولكنه برغم ذلك أكد أن نظامه لن يسقط، وأن المعارضة المسلحة لن تنجح، وأن النمط الليبي لن يتكرر في سوريا. بينما قال وزير شؤون المصالحة الوطنية السوري علي حيدر إن القوات السورية تحقق تقدماً وستصل لنتائج ملموسة خلال أقل من شهر، بما “يفتح الباب أمام المعارضة لعقد مؤتمراتها داخل سوريا وفق “القوانين”. وأعلن دبلوماسيون في لاهاي في تقرير نهائي عن اجتماع مجموعة العمل المنبثقة عن “أصدقاء الشعب السوري” أن “المجموعة دعت مجلس الأمن إلى زيادة الضغوط على الحكومة السورية عبر تطبيق إجراءات لمنعها من الوصول إلى الموارد التي تحتاج إليها في حملة العنف التي تمارسها ضد شعبها”. ومجموعة العمل حول العقوبات أكدت أيضاً أن الإجراءات التي اتخذت حتى الآن “أثرت بشكل كبير على النظام السوري وقلصت عائداته بقيمة مليارات عدة من الدولارات” بفضل الحظر على تصدير النفط. وفي تقريرها، دعت مجموعة العمل كل الدول “إلى السهر على التطبيق الصارم للعقوبات” التي يتعين أن “تكون هادفة بشكل دقيق للتأثير على النظام مع تجنيب السكان”. ومن بين العقوبات العديدة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي أو الجامعة العربية، حظر على النفط والأسلحة وعقوبات مالية وحظر على سفر مسؤولين إلى الخارج بمن فيهم بشار الأسد وأفراد من عائلته وحكومته. وحضر الاجتماع في لاهاي خبراء في القطاع المالي للبحث مع الدبلوماسيين في امكانيات تعزيز العقوبات المالية مثل تجميد أرصدة. وأعلن وزير الخارجية الهولندي يوري روزنتال بعيد خطابه الافتتاحي للاجتماع أن “المسألة ليست معرفة ما إذا كان الأسد سيرحل، وإنما متى سيرحل”. وأكد الوزير الهولندي من جهة أخرى، أنه علاوة على عمليات الحظر والعقوبات المالية “من المهم” منع النظام من مراقبة الانترنت الأمر الذي يسمح له بتوقيف معارضين وصحفيين. وأوضح روزنتال “بالنسبة لي ولكم فإن تكنولوجيات الإعلام والاتصال هي أدوات بريئة نستخدمها كل يوم”. وأضاف “لكن علينا أن نتأكد من عدم استخدامها لقمع الشعب السوري”، مشيراً إلى أنه لا يمكنه، لأسباب أمنية، تحديد التكنولوجيات المستهدفة وما الأدوات التي ستستخدم في ذلك. وبحسب “لجنة حماية الصحفيين” وهي منظمة غير الحكومية، فإن مراقبة الانترنت التي يعتمدها النظام السوري باستخدام تكنولوجيات غربية “واسعة الانتشار” تمكنه من مراقبة الهواتف النقالة والبريد الإلكتروني والرسائل النصية القصيرة ومجمل ما يتم تبادله على الانترنت. ويجري التحقيق مع شركة فرنسية منذ يوليو الماضي، بعد اتهامها بتزويد النظام السوري بمعدات مراقبة. من ناحيته، قال إبراهيم ميرو ممثل المعارضة السورية في قوة العمل الاقتصادية، إن العقوبات ليست سوى جزء من الحل وأن نظام الأسد تمكن من الاستمرار بسبب دول مثل إيران وروسيا. وأضاف “مصادرنا داخل النظام التي مازالت تعمل مع النظام لكن تتصل بنا، قالت إن 4 سفن إيرانية أخذت النفط الخام ومنها واحدة تحمل اسم (أمين) عبرت جبل طارق قبل بضعة أيام تأخذ الخام وتأتي على الأرجح بوقود الديزل للدبابات التي تقتل الشعب السوري وهذا المسعى اليوم هو لتنسيق ذلك لأننا كسوريين لا نفهم كيف يمكن لهذه السفن عبور البحر المتوسط دون أن توقفها أي دولة”. وانبثق فريق العمل حول العقوبات عن مؤتمر مجموعة أصدقاء الشعب السوري على خط مواز مع فريق عمل آخر حول إعادة الإعمار الاقتصادي. والمؤتمر الذي يضم وزراء من الدول الأعضاء في مجموعة أصدقاء الشعب السوري، التأم 3 مرات حتى الآن، في تونس واسطنبول وباريس. وستعقد اجتماعات لاحقة يستضيفها المغرب في أكتوبر المقبل ثم في إيطالي. من ناحية أخرى، قال رئيس الحكومة المنشق رياض حجاب في بيان في ختام زيارته إلى باريس بعد أن التقى أيضاً بول جان اورتيز المستشار السياسي للرئيس فرنسوا هولاند “كل الجهود العربية والدولية مرحب بها لتسريع إسقاط هذا النظام البائد. مطالب الشعب السوري هي تسليح المعارضة وفرض منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي”. ودعا إلى “عدم التخوف” من المرحلة الانتقالية، معتبراً أن وسائل الإعلام تبالغ في التركيز على وجود “مقاتلين متطرفين” في سوريا. وأضاف البيان “نشكر فرنسا على المساعدة التي تقدمها إلى الشعب السوري خصوصاً على المستوى الإنساني وأيضاً لموقفها منذ بدء الأزمة في سوريا. إننا نتطلع لرؤية فرنسا تقوم بدور أكثر فاعلية لدعم معركة الشعب السوري والتخفيف من عذاباته”. واعلن متحدث باسم وزارة الخارجية أن فابيوس وحجاب “اتفقا على ضرورة مضاعفة الجهود الهادفة إلى الحفاظ على وحدة البلاد ضمن احترام التعددية”. وانشق حجاب عن النظام مطلع أغسطس الماضي، وانتقل إلى الأردن حيث أعلن دعمه للمعارضة. إلى ذلك، قال الأسد في مقابلة نشرت مجلة “الاهرام العربي” المصرية الحكومية الأسبوعية مقتطفات منها على موقعها على الانترنت أمس، إنه يريد أن “يصحح مفهوماً كبيراً اعتاد الناس على ترديده دون وعي وبالذات عن مثلث الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، ذلك المثلث الذي يشمل مصر والسعودية وسوريا هو في الحقيقة ليس كذلك”، مبيناً أن “المثلث الحقيقي للتوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط كان دائماً وسيظل مصر وسوريا والعراق”. وتابع الرئيس السوريفي إشارة للدوحة والرياض “اليوم هم يمدون الإرهابيين بالسلاح والمال على رجاء تكرار النمط الليبي بدلاً من أن يقدموا الدعم للاستقرار الإقليمي فهم يعرضون السلاح ويعملون على رعاية المسلحين وتدريبهم وتهريبهم لتقويض توجهات الدولة السورية والتأثير على قرارها وسيادتها على أراضيها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©