الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الكلمة الأخيرة (3)

الكلمة الأخيرة (3)
9 يناير 2007 00:39
يكتبها: محمود الربيعي سعيد عبدالله يصارح العناصر الخمسة ما أحوجنا اليوم لكلمة طيبة·· فالكلمة الطيبة كما أخبرنا رب العزة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء· هذا ما يحاول فعله ''الاتحاد الرياضي'' في هذه السلسلة من موضوعات الكلمة الأخيرة·· أو الكلمة الطيبة إذا شئت أن تسميها· فنحن منذ ساعات بدأنا العد التنازلي للأيام العشرة الأخيرة التي تسبق دورة الخليج· هي العشرة الطيبة إذاً·· أو هي العشرة الأخيرة·· فالعشر الآواخر في ديننا الحنيف لها مكانة راسخة في نفوسنا جميعا وفي عقيدتنا·· فدعونا نستحضرْها ونتفاءلْ بها· واليوم موعدنا مع ضيف جديد وكلمة جديدة· يقول كلمته للعناصر الخمسة ذات التأثير المباشر وغير المباشر في أحداث الدورة المنتظرة وهم: المدرب واللاعب والإداري والإعلامي والمشجع· معنا سعيد عبدالله اللاعب الدولي والحكم الدولي السابق· معنا بصراحته ووضوحه وبخبرته ومخزون كلماته·· فبماذا ياترى سوف يصارح هذه العناصر الخمسة وماذا سيقول لها؟· ميتسو ؟ تاريخك يقول: إنك لا ترحل إلا بعد الإنجاز قال سعيد عبدالله لميتسو: عندما تعاقد معك المسؤولون باتحاد كرة القدم كانوا يعلمون جيدا من هو ميتسو·· فأنت- كما هو معروف لنا جميعا- حققت إنجازات رائعة في السنغال مع منتخبها، وفي الإمارات حيث نادي العين، وفي قطر حيث نادي الغرافة·· ولعل رجال اتحاد الكرة، وهم بصدد التعاقد معك، كانوا يدركون تماما أنك تعاملت مع ظروف مشابهة لدورة الخليج· إن الثقة الكبيرة التي تحظى بها عند اللاعبين والخبرة التي أصبحت معروفا بها كمدرب يجب أن تتم ترجمتها الى افكار عملية يقوم اللاعبون بترجمتها الى واقع في الملعب·· وإن شاء الله يكون هناك ناتج جيد نسعى اليه جميعا ونستمتع به في نفس الوقت· تصريحاتك المتوازنة وتفاؤلك بتقديم مستوى جيد واقتناعك بمستوى اللاعبين المختارين لتمثيل الدولة في هذا المحفل الخليجي الكبير يعكس لنا شخصيتك القيادية في هذه الفترة المهمة من تاريخ كرة القدم· التاريخ- يا ميتسو- أمامك الآن لكي تسطره كأول مدرب يحصل على بطولة الخليج لدولة الإمارات·· وللعلم- حال حدوث ذلك- فسوف يبقى اسمك خالدا في قلوب وأذهان أهل الإمارات· أنا مع كل الذين يقولون عنك: إن مجرد وجودك مع أي فريق يضمن له الحماية ويصدر في نفس الوقت اشارات سلبية للفريق المنافس، فأنت تحظى ''بكاريزما'' تدريبية من النادر ان تتوفر في كثير من المدربين·· ودليل ذلك نحن لمسناه في الإمارات·· فلم يكن سهلا ان يقدم منتخب السنغال معك في كأس العالم كل هذا المستوى الرائع والذي انتهى بحصول هذا المنتخب على المركز الرابع رغم أنه كان يذهب الى المونديال لأول مرة·· ولمسناه بأنفسنا نحن ابناءَ الإمارات خلال الإنجاز الرائع الذي احدثته مع فريق العين عندما فزت معه ببطولة كأس الأندية الآسيوية الأبطال في مشهد سيظل باقيا في عقولنا جميعا·· وأنت ايضا عندما انتقلت الى قطر أحرزت بطولة الدوري لفريق الغرافة في أول موسم وبفارق كبير من النقاط وقبل اسابيع من انتهاء البطولة القطرية· بالفعل الفرق المنافسة تعمل ألف حساب للفريق الذي تقوم بتدريبه·· فأنت قادر دائما على زرع الثقة في نفوس لاعبيك·· ولعل ما يحدث الآن فيه الدليل الكافي على هذه الثقة، فأنت تمدح اللاعبين الذين يعملون معك وهي خصلة جميلة·· وهم في نفس الوقت يمتدحونك·· أي أن هناك اقتناعا كاملا من الطرفين وهناك ارتياحا، وهذا كله من المفترض ان يترجم الى واقع جميل نشهده في الميدان· أنا لا أعرف تحديدا كيف تفكر في المباراة الأولى لكنني على ثقة أنك تعلم أهميتها·· وأهمية التشكيلة المناسبة لها·· واذا كان هناك من يوجه لك بعض الانتقادات بخصوص اعتمادك على اسماء معينة رغم أنها غير جاهزة تماما·· فإننا متأكدون أنك لن تفعل إلا ما تراه صحيحا ومناسبا· كلنا شاهدنا أن هناك بعض الضعف في الدفاع وايضا في الترجمة الهجومية لكنك حاولت سد هذه الثغرات وفهمنا لماذا استدعيت راشد عبدالرحمن كمدافع صلب، ومحمد سرور كمهاجم له خبراته·· نحن لن نتدخل في عملك لأننا على ثقة كبيرة بك· تردد كثيرا أنك تجري وراء المادة وتترك الفرق لتذهب لغيرها·· وهناك من أنصفك وقال، إنك لا تغادر إلا بعد تحقيق الانجاز، وأنا شخصيا مع الرأي الثاني، فأنت بالفعل لم تغادر الإمارات الا بعد الانجاز العيناوي في الداخل وفي الخارج·· ومن قبلها كان هو نفس سلوكك في السنغال ومن بعد ذلك في قطر· ثم اننا لازلنا نحتكم لعواطفنا، فالحق يقول: إنك مدرب محترف ومن حقك أن تذهب الى حيث الوجهة التي ترى فيها قدرة على تحقيق الانجاز وترى فيها عائدا ماديا افضل، نحن نفهم ذلك ونقدره، ونقدر لك انك أوفيت مع اتحاد الكرة وجئت في الوقت المناسب لكي تتولى تدريب المنتخب، أتمنى بالفعل ان تكون الإمارات مرة أخرى مكانا لانجاز جديد·· ولكن باسم الإمارات كلها هذه المرة·· كل التوفيق لك ولنخبة اللاعبين الذين معك·· ونحن في الانتظار· اللاعبـون ؟ الحظ مزيج من الجهد والعرق ؟لقاء الافتتاح جسر العبور لمنصة التتويج - يقول سعيد عبدالله: سأبدأ كلمتي للاعبين بالقول: إن الحظ مزيج بين الجهد والعرق·· فمن يعرق كثيرا تكنْ حظوظه أوفر من الآخرين· أقول ذلك لأنني قرأت العديد من التصريحات للاعبين الذين يقولون: إن منتخب الإمارات لا ينقصه سوى الحظ لكي يفوز بدورة الخليج، وأقول لهم: نعم قد يكون ذلك صحيحا، لكننا لا يجب ان نعلق الحكاية كلها على مسألة الحظ· اقول: إننا قبل ان نتحدث عن الحظ لابد أن نتحدث عن الجهود والتضحيات والقتال في الملعب·· ونتحدث عن الاداء المركز وتنفيذ الواجبات·· وعندما نفعل ذلك فبالتأكيد سوف يأتينا الحظ وسوف يساندنا·· الحظ- يا إخواني- لا يأتي للكسالى وللمتواكلين· إنني أتذكر الآن ذلك الطالب الذي ذهب الى الامتحان في مادة الجغرافيا·· وكان قد سهر الليالي قبل هذا الامتحان في مذاكرة مادة التاريخ·· وعندما دخل اللجنة لم يعرف الاجابة بالطبع·· وعندما سألوه لماذا رسبت قال ''ما فيه حظ''!! علينا ان نسعى أولاً ونجدَّ أولاً لكي يسعى معنا الحظ· في دورات الخليج الماضية لم نفز فيها حتى في دورة 94 وهي الدورة الثانية عشرة·· وكنا فيها افضل فريق تقريبا، فقد خسرنا البطولة بفارق نقطة عن السعودية·· لكننا نسينا اننا أضعنا الفوز من أيدينا في مباراة البحرين التي تعادلنا فيها وكان الفوز يضمن لنا التتويج·· لقد أضعنا الفرص الكثيرة بغرابة شديدة·· وفي مثل هذه الوضعية لم يكن الحظ هو المخطئ، لكننا كنا نحن المخطئين بعدم استغلال ولو فرصة واحدة من الفرص التي كانت بالكوم، وفي دورات أخرى ايضا لم نفز·· وبالتأكيد اذا دققت سوف تجد شيئا مَّا خطأ· مرة أخرى الحظ مزيج من الجهد والعرق، وعلينا ان نؤمن بذلك أولا، ثم ننادي للحظ بعد ذلك· اقول لإخوان اللاعبين ايضا: نحن لسنا افضل فنيا من بقية الفرق·· هذه حقيقة·· وهناك حقيقة أخرى تدركونها جيدا هي أن دورة الخليج غالبا لا تخضع كثيرا للمقاييس الفنية وحدها، علينا إذاً استغلال عاملي الأرض والجمهور، فهما عنصران مساندان جدا لو أحسن استغلالهما، واتصور ان جماهير الإمارات لن تقصر ابدا لو كتب الله لنا الفوز في المباراة الأولى· إنني على يقين وأنتم ايضا على يقين أن فرصة الفوز بدورة الخليج لا تتكرر مرتين على أرض الإمارات، عليكم اذن التفكير جيدا في أن الفوز بهذه الدورة سوف يخلد أسماءكم في الذاكرة· أوصيكم وأرجو منكم عدم الإصغاء للإعلام في هذه الفترة وعدم الانسياق وراء التصريحات المصاحبة لهذه الدورة·· وأحذركم ايضا من الجو الإعلامي المحيط بكم هذه الأيام، يجب ان يكون تفكيركم الآن منصبا على شيء واحد فقط·· هو كيفية عبور المرحلة الأولى من البطولة والانتقال للمرحلة الثانية· هذا من الممكن ان يتحقق بالجماعية في الأداء والألفة والتماسك خارج الملعب·· فهذه الألفة ستجعل منكم خصماً عنيدا في داخل الملعب· اذا كنا قد أخفقنا عام 94 في تحقيق البطولة على ارضنا·· فإني أرى أن هذه البطولة مواتية جدا·· فهناك بصدق دعم هائل من كافة المسؤولين هذه المرة·· وكلنا شاهدنا الشيوخ والوزراء والمسؤولين يهرعون الى ملعب التدريب للدعم والمساندة والمؤازرة، إن هذه النخبة من اللاعبين لاشك محظوظة بهذا الدعم المعنوي الهائل، وهذا الدعم الفني في نفس الوقت· ليس متبقيا سوى كلمتكم في الملعب والذود والتضحيات والقتال من اجل اسعاد شعب بأكمله، ليس لدينا الآن افضل منكم·· فكل الكفاءات في المنتخب الآن·· والكرة في ملعبكم·· فأنتم الأفضل· اتحاد الكرة ؟السركال ليس حارساً للمرمى·· ويوسف حسين ليس رأساً للحربة!! -ولاتحاد الكرة يقول سعيد عبدالله: كنت- ولازلت- قريبا جدا منكم·· وقد لمست في أفكاركم وقلوبكم إلى أي مدى أنتم حريصون جدا على تحقيق ذكرى خالدة لجماهير الإمارات، لقد تعاقدتم مع مدرب كبير بوزن ميتسو من اجل تحقيق هذا الهدف·· وقمتم بتنفيذ برنامج إعداد طويل وطموح استغرق أكثر من سنتين تخللتهما المشاركات الرسمية والودية والمعسكرات وأنجزتم بوصول المنتخب وبجدارة لنهائيات كأس آسيا، لقد قمتم بواجبكم على أكمل وجه في التهيئة وفي الإعداد، والكرة الآن في ملعب الآخرين وليست في ملعبكم· المجموعة المتواجدة حاليا مع المنتخب الوطني وأقصد بها المجموعة الإدارية التي تشكلت منها مؤخرا اللجنة الفنية مجموعة مميزة لديها خبرة طويلة في دورات الخليج السابقة·· وهذا يدفعنا للتفاؤل من الناحية الإدارية والنفسية· إنهم بلاشك يملكون الخبرة الجيدة في توجيه اللاعبين خاصة أثناء الضغوط النفسية·· فهم قادرون على علاجها·· وهذه الضغوط تكون مصاحبة لكل المباريات· أقول لإخواني في اتحاد الكرة: نحن معكم قلبا وقالبا ونشد على أيديكم، فنحن نعلم جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقكم·· وإن شاء الله تكلل مساعيكم بالخير· إنني أتعاطف مع كل التصريحات التي خرجت من الرئيس يوسف السركال، ومن يوسف حسين رئيس اللجنة الفنية بشأن عدم الوعد بتحقيق البطولة وأجد أن هذه التصريحات موضوعية جدا وواقعية جدا·· فمن كان منكم لديه ضمانة ولو 1% للفوز بالدورة فليتقدم بها، ليس معنى هذه الواقعية الخوف أو التهرب من المسؤولية· أنا لا أحاول تبرئة اتحاد الكرة·· لأنه ليس هناك اتهام من الأصل من وجهة نظري·· فاتحاد الكرة ''وفَى وكفى'' جاء بالمدرب وأتم الإعداد وعمل كل ما يمكن أن يعمله أي اتحاد آخر، والباقي على الآخرين وليس عليه· يا سادة لابد أن ندرك ان السركال مثلا لا يلعب حارسا للمرمى·· وأن يوسف حسين لا يلعب رأس حربة·· لكي يصد الأول الأهداف ويسجلها الثاني· اتحاد الكرة لن يلبس الزي الرياضي وينزل الملعب·· هذا ليس دوره·· نعم هو أدى دوره كما يتراءى على أكمل وجه، والباقي على المولى سبحانه وتعالى، كل مقدمات النجاح قدمها اتحاد الكرة وهو بالتأكيد لا يملك الوعد ولا يملكه أي شخص آخر· شكراً لهم وكما قلت: فقد ''وفوا وكفوا''· الإعــــلام ؟ أرجوكم ابتعدوا عن المنتخب الآن! - يقول سعيد عبدالله: الإعلام سلاح خطير نحارب به من خارج الملعب، ويجب أن يتم توجيهه بشكل سليم حتى لا يخطئ الهدف·· أو لا قدر الله يرتد!! أقول لإخواني الإعلاميين: ابتعدوا قليلا عن اللاعبين في المرحلة القادمة حتى لا يشعر اللاعبون بنشوة الانتصار قبل ان يتحقق· إعلام الإمارات اصبح اكثر نضجا وخبرة في التعامل مع دورات الخليج، وأتمنى منه ان يقوم بتسليط الضوء على الفرق المنافسة بدلا من تسليطه على منتخبنا· نحن نبحث بأي وسيلة عن تخفيف الضغوط عن اللاعب الإماراتي لكي يركز فقط على النواحي الفنية والبدنية والنفسية بدلا من الانشغال بأضواء الدورة وتصريحاتها والقيل والقال، أتمنى فعلا من الإعلام أن يركز في طرحه الآن على المرحلة التنافسية الأولى وخاصة المباراة الافتتاحية· يقيني أن مباراة الافتتاح هي الجسر الحقيقي للعبور الى منصة التتويج، وأرى تشابهاً كبيراً بين افتتاح بطولة الخليج السادسة عام 82 وكانت البطولة الأولى التي تقام على أرض الإمارات، وبين بطولة ·2007 في عام 82 كانت مباراة الافتتاح مع المنتخب القطري وكان عائدا منتشيا بإنجازه الكبير في كأس العالم للشباب، حيث حصل على المركز الثاني في أستراليا·· فقد جاء الينا بعقلية المنتصرين وبحشد إعلامي هائل·· وكان منتخب الإمارات أيامها في مرحلة انتقالية صعبة ويريد أن يثبت وجوده وكان يعيش حالة هائلة من الضغوط·· لقد كانت هذه المباراة الافتتاحية صعبة للغاية، لكننا- وبحمد الله- تجاوزناها وفزنا بها، وما أشبه اليوم بالبارحة·· فالمنتخب العماني أحد المرشحين وسوف يأتينا بنخبة من اللاعبين المحترفين خارج الدوري العماني·· ونحن في أمس الحاجة لتحقيق انجاز·· ونعيش مرحلة انتقالية ايضا مثلما كان في عام 82 مع الفارق الزمني بالطبع·· وأتمنى ان يعيد الزمن نفسه·· ونتمكن من الفوز كما فزنا عام ·82 إن الفوز بمباراة الافتتاح- حال حدوثه بإذن الله- سيدفع منتخبنا الوطني دفعة هائلة نحو اللقب·· ويجب على رجال الإعلام أن يعالجوا قضية مباراة الافتتاح بهدوء ودون ضغوط إضافية على اللاعبين· الجمهور ؟ أنتم أهل الوفاء وضعوا ثقتكم في لاعبيكم - يقول سعيد عبدالله أخاطب إخواننا الجماهير بالقول: إن تواجدكم دائما يكون له الدور الإيجابي داخل الملعب وهذا ما لمسناه في المباريات السابقة، كلنا يعرف جيدا أن جمهورنا من النوع الوفي الذي لا يتخلى ابداً عن بلاده وقت العوزة ووقت الشدة· ثقوا في إخوانكم اللاعبين·· فهم سوف يبذلون كل ما في وسعهم من اجل اسعادكم وادخال الفرحة على قلوبكم·· ولن يحدث ذلك إلا بتواجدكم الايجابي داخل الملعب· اللاعبون في حاجة للمؤازرة والمساندة أكثر من أي وقت مضى·· لأنهم يحملون في داخلهم تحدياً كبيراً·· ورغبة عارمة في تحقيق الفوز· أنتم دائماً الأوفياء لهذه الأرض·· وبالتأكيد سوف يكون لكم الدور الأكبر- بإذن الله- في تحقيق هذا الإنجاز وهذا الحلم الذي طال انتظاركم له·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©