الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تكريم حبيبنا

تكريم حبيبنا
26 فبراير 2008 02:16
قليلة هي الجوائز المفصلة على مقاسات الفائزين بها، وقليلة هي التكريمات التي لا تترك علامات استفهام كبيرة، إلا أن فوز الشاعر الكبير حبيب الصايغ بجائزة الدولة التقديرية، فوز يسد منافذ الجدل، ويلغي علامات الاستفهام، لأنه فوز مدعم بريادة نوعية، وبمقدرة على إنتاج اللافت والمدروس والصادق، يقف المرء أمام قصيدته بكثير من المحبة والاحترام، لثقافتها وعمقها وغرفها من تراث إنساني عظيم، والإضافة عليها من تجربة حياتية قلما تتوفر لشاعر، وقلما يستغلها شاعر· إن حبيب الصايغ حين يكتب لا يلهو بالكلمات، قد يلهو بفكرة الموت لأن الحياة ناقصة بدونه، حسب اعتقاده، إنه حفر بفكرة الكمال والاستكمال، بجرأة الفيلسوف غير عابئ بما ستفضي إليه أسئلته، كأنه يطلق عنان خيله لملامسة (وردة الكهولة)، أو يطلق صهيله على ( بحر البحر)، ليؤسس في النهاية مرحلة لا يشاركه بها أحد، متميزاً بملامحه ولغته وقدرته على تطويع اللغة، يشتق منها ما يوازن طربه بالكون، ويستعير منها ما يضفي على الحياة بعدا لا يراه كثير من الشعراء· حبيب الصايغ، الكلاسيكي الحديث، الحديث الرزين، القادر على النظم كما القادر على الانسياب، لم يترك للنقاد حجة للسؤال أو التساؤل، يستند في ذلك إلى إرث نوعي أنجزه في القصيدة العمودية، وإلى تدفق ثري في نهر القصيدة الحديثة، فاستحق التكريم من أصحاب القدر والتقدير، لم تزده الجائزة إلا تمسكاً بما يؤمن به، ففازت به قبل أن يفز بها· تكريم حبيب الصايغ بناء على إنجازه، يجب أن يرتقي إلى قامته الإبداعية العالية، بعيدا عن الاحتفالية والإجرائية والتذرع بضيق الوقت، وبعيداً عن التلميز والتلغيز، ودراسة نقدية حقيقية في كتاب هي جزء بسيط في إطار التكريم، وحضور رسمي من أصحاب الشأن واجب لهذا التكريم، والإخلاص في توجيه الدعوات في حينها للتحدث عن حبيب الصايغ هو احترام لمسيرة الرجل، إذ كل مشتغل في الثقافة يمكنه اللهو بالكلام، وحبيب الصايغ أكبر من نقد عبثي أو كلمة تكتب على عجالة، مع التقدير الشديد لكل المجهودات النقدية التي تناولته في تكريمه· حبيب الصايغ أحد مؤسسي اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، لم يتخذه يوما لينجز مآرب خاصة، اتخذه كشاعر يعتلي منصته ويذهب، هذه هي علاقة المبدع بالمؤسسة، علاقة عطاء وليس اتكاء، علاقة رفد وليست علاقة رفض، علاقة صدق وليست علاقة شللية، علاقة انتماء وليست علاقة اصطفاء، علاقة استقرار وليست علاقة انقلاب· حبيب الصايغ من رواد العمل الإعلامي في الإمارات، ونظرة على التغطيات الإعلامية، سنجد التباين العجيب، ولو كان حبيب الصايغ في ساحة إعلامية أخرى لتعاملت معه بشكل آخر· وتبقى كلمة شكر كبيرة لوزارة الثقافة، ولهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، على تأسيسهما لهذه الجوائز، التي بلا شك ستشكل مساراً آخر نحو الاهتمام بنجومنا وأحبائنا·· كما حدث مع تكريم حبيبنا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©