الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميول الألمان اليسارية

26 فبراير 2008 02:14
فاز حزب اليسار الألماني، الذي خرج من عباءة الحزب الشيوعي السابق بألمانيا الشرقية، في الانتخابات التشريعية بمدينة ''هامبورج'' الشمالية يوم الأحد الماضي، مؤكداً بذلك التحول الذي يعرفه المشهد السياسي الألماني وانتقاله إلى اليسار· وتأتي هذه النتائج لتصب في صالح اليسار، في ظل تنامي جدل حاد بين النخب السياسية حول ما إذا كان الحزب الشيوعي السابق والحزب اليساري حالياً، سيدخل كشريك أساسي في الحياة السياسية بمدينة ''هامبورج'' وباقي الولايات الألمانية الأخرى، والأكثر من ذلك يساهم هذا الصعود اللافت لليسار في تأزيم العلاقات المتوترة أصلا بين الحزبين الرئيسيين المشكلين للائتلاف الحكومي، بقيادة المستشارة الألمانية ''أنجيلا ميركل'' في برلين· برغم أن حجم مدينة ''هامبورج'' التي حقق فيها حزب اليسار اختراقاً سياسياً واضحاً، ليس بالأهمية الكبرى في الحياة السياسية الألمانية، إلا أن العديد من المراقبين يعتبرون نتائج الانتخابات بالمدينة مؤشراً دالا على احتمال تحول الألمان، الذين تعبوا من سنوات شد الحزام الطويلة التي فرضتها عليهم سياسة إعادة الهيكلة الاقتصادية، من الوسط السياسي إلى اليسار، وهذا ما أكدته مدينة ''هامبورج'' لتؤكد هذا التحول بعد فوز حزب اليسار بنسبة 6,5 بالمائة من الأصوات، حسب النتائج التي أعلن عنها التلفزيون الألماني، وهكذا لم يحصل عمدة المدينة ''أول فان بوست'' -الذي يحظى بشعبية كبيرة وينتمي إلى حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي سوى على نسبة 42,7 بالمائة من الأصوات، وهو ما يحرمه من الأغلبية المطلقة التي كان يحصل عليها في السابق، وخولته حكم المدينة طيلة الأربع سنوات الماضية، وفيما يتعلق بالحزب الاجتماعي الديمقراطي -يعد أحد أعمدة يسار الوسط الألماني- فقد حصل على نسبة 34,1 بالمائة من أصوات الناخبين· وكان حزب اليسار، وهو خليط من الشيوعيين السابقين وأعضاء مستائين من الحزب الاجتماعي الديمقراطي، فضلا عن عناصر راديكالية، قد حقق انتصاراً آخر خلال الشهر الماضي في كل من ولايتي ''هيس'' و''ساكسونيا المنخفضة''، ونال التمثيل البرلماني فيهما، وفي حين يحظى حزب اليسار بتمثيل واسع وكبير في الولايات الشرقية، وله مقاعد برلمانية في مدينة ''بيرمين'' الشمالية، إلا أنه لم يتسنَ له أبداً الجلوس على أحد مقاعد البرلمانات في مدن ألمانيا الغربية، وقد أحدث هذا التحول في المزاج السياسي للألمان مشكلة حقيقية في الحياة السياسية الألمانية، وأدى إلى تنامي الشعور بالعجز لدى النخبة الحاكمة، وفي هذا الإطار يقول ''جاكسون جينز'' -مدير المعهد الأميركي للدراسات الألمانية المعاصرة-: ''يمر النظام السياسي الألماني الحالي بمأزق حقيقي، ولا أحد يعرف السبيل للخروج منه''، وقد كان لافتاً ما صرح به ''كورت بيك'' -رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي على الصعيد الوطني عقب انتخابات الشهر الماضي، من أنه ضد ''أي نوع من التعاون'' مع اليسار، وهي التصريحات التي أججت أكثر التكهنات من أن حزبه قد يسعى إلى تشكيل حكومة أقلية بالدخول في تحالف مع اليسار· غير أن المشكلة بالنسبة لليسار في ألمانيا، أنه مازال ينظر إليه بارتياب بالغ بسبب ماضيه الشيوعي المرتبط في أذهان العديد من الناس بالقمع والبوليس السياسي، لذا تقتصر حصته من التمثيل السياسي في مدينة ''برلين'' -هي ولاية أيضا- دون أن يتعدى ذلك إلى أي دور سياسي على الصعيد الوطني، وقد كان ''مايكل نومان'' مرشح الحزب الاجتماعي الديمقراطي في مدينة ''هامبورج'' قاطعاً خلال الحملة الانتخابية في رفضه التحالف مع حزب اليسار، ويبدو أن المستشارة ''أنجيلا ميركل'' التي تترأس حكومة ائتلافية تضم الحزب المسيحي الديمقراطي، إلى جانب الحزب الاجتماعي الديمقراطي في وضع غير مريح، علماً أن التحالف بين الحزبين جاء بالدرجة الأولى لقطع الطريق على حزب اليسار، ومنعه من تحقيق اختراق سياسي في ألمانيا خلال انتخابات ·2005 وقد بدأ الخلاف يبرز بين الحليفين الرئيسيين في الحكم، عندما رد المحافظون خلال نهاية الأسبوع الماضي على أنباء أفادت بأن شركاءهم في الحزب الاجتماعي الديمقراطي قد يلجأون إلى اليسار، بأنهم سيتخذون إجراءاتهم الخاصة في برلين، وفي هذا السياق هدد ''كريستيان ولف'' -رئيس الحكومة المحلية بولاية ''ساكسونيا المنخفضة''، وأحد الحلفاء المقربين من المستشارة ''ميركل''- بقوله: ''إذا لم تحترم الأطراف السياسية تعهداتها فسيكون لذلك آثار على الائتلاف الحكومي''· كارتر دوجرتي-ألمانيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©