تطلق دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ممثلة في إدارة التراث، قريباً، مشروع إحياء مدينة دبا الحصن القديمة، ضمن خطة استراتيجية تنفذها الدائرة لإحداث التنمية المستدامة في مدن المنطقة الشرقية، بما فيها مدينة دبا الحصن، من خلال تفعيل السياحة التراثية في المنطقة لخلق المزيد من فرص العمل للمواطنين.
وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قد وجه بإعادة إحياء المدن التراثية القديمة في المنطقة الشرقية «خورفكان وكلباء ودبا الحصن»، لإبراز تاريخ المنطقة وتقديمه للأجيال المواطنة، بما يؤكد جذور أهالي المنطقة الضاربة في القدم.
وقال هشام صايغ مشرف مشروع إحياء مدينة دبا الحصن القديمة، إن قرار إطلاق المشروع الأثري الجديد سيكون قريباً بعد وضع الترتيبات النهائية لخطة العمل والبحث الأثري في المنطقة الذي سيشارك فيه فريق عمل متكامل تابع لإدارة التراث.
وتعد قلعة الحصن القائمة حالياً وسط مدينة دبا الحصن، المركز والمحور الرئيسي للمدينة القديمة التي سيعمل المشروع على كشف معالمها ومبانيها التي تعود وفق المصادر التاريخية والأبحاث العلمية إلى أكثر من 400 عام مضت. وأضاف أن الدراسات التاريخية والتنقيبات الأثرية السابقة التي أجرتها إدارة التراث، تؤكد أن المنطقة المعنية مقامة على مدينة متكاملة كانت نابضة بالحياة يصل تاريخها إلى 2000 عام سابقة، إبان حكم الرومان لها، حيث أكدت المقتنيات الأثرية وجود حضارة في تلك المنطقة، كما أن احتلال الرومان للمدن العربية كان على فترات متتالية ومتقاربة.
وأوضح أن مشروع البحث والتنقيب سيحاول العثور على أي لقى أو آثار لبيوت قديمة من هذا العهد، بالإضافة إلى المشروع الأساسي، وهو البحث عن أي أثر للمدينة التي يعود تاريخها إلى 400 عام. ومن المتوقع أن يضم المشروع الأثري الطموح، النسيج العمراني المحيط بالمنطقة المعنية، بما يخلق مدينة متدرجة تاريخياً، تبدأ من الحقبة الرومانية، ثم التي تليها، وحتى الوصول إلى ما قبل 400 عام مضت، ثم البنيان الأكثر حداثة.
وحول التحديات التي قد يواجهها المشروع خلال أعمال التنقيب والبحث الميداني، قال صايغ، إنها تتمثل في وجود القلعة ومركز المدينة القديم، في منطقة السوق المحلي النابض بالحياة، ما يتطلب الدقة في التنقيب وتقصي الحقائق عن طريق الرواة المحليين، وعدم الأخذ بها كمسلمة تاريخية وإنما تأكيدها بما يتم الكشف عنه من تراث حقيقي في الموقع.
ولفت إلى أن إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، تسعى من خلال هذا المشروع إلى إعادة إحياء التراث في نفوس المواطنين، لا سيما من الأجيال الجديدة التي هي بحاجة إلى معرفة تاريخ بلادها ومناطقها، إلى جانب تعزيز السياحة التراثية وتنمية المنطقة اقتصادياً وزيادة دخل المواطنين وخلق فرص عمل جديدة لهم، خاصة بعد أن وجه صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشاء مشاريع أخرى سياحية وتنموية تخدم ذات الهدف، مثل الجزيرة السياحية والقناة المائية بدبا الحصن.
وكانت دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة قد بدأت تنفيذ مشروعين أثريين آخرين، الأول في مدينة كلباء، والثاني في مدينة خورفكان، حيث يجري العمل في المشروعين على قدم وساق، ويستغرق مشروع إحياء مدينة كلباء القديمة الكائنة في خوركلباء قرابة خمس سنوات، بينما يتوقع الانتهاء من مدينة خورفكان القديمة خلال زمن أقل من ذلك.
كما تتبنى إدارة التراث في الدائرة، مشاريع أخرى مشابهة في مدينة الذيد، وفي مناطق أخرى بالمنطقة الوسطى.
عدد اليوم
