قطب الاتصالات الهندي ميتال يطرق أبواب أفريقيا

هل يحالف الحظ قطب الاتصالات الهندي سونيل ميتال هذه المرة، فيما يقدم رجل الأعمال الملياردير عرضه الثالث في غضون ثلاث سنوات لعملية استحواذ كبرى في أفريقيا؟ يقول محللون إن ميتال المثابر يتمتع بفرصة قوية لتحقيق أحلامه في نقل شركته “بهارتي أيرتل” إلى الساحة الدولية. ودخلت أكبر شركة محمول في الهند محادثات بشأن صفقة بقيمة 10,7 مليار دولار للاستحواذ على معظم أصول شركة الاتصالات المتنقلة الكويتية “زين” في أفريقيا. وتأتي الخطوة في أعقاب محاولتين فاشلتين للاتفاق على اندماج مع مجموعة “أم.تي.إن” الجنوب أفريقية في صفقة قيمتها 24 مليار دولار. ويقول ريشي ساهاي المدير لدى “كوجينس” للاستشارات التي تقدم المشورة في عمليات الاندماج والاستحواذ العالمية “يعشق ميتال التحديات وهذه المرة سيكون بمقدوره مواجهتها بعد أن تعلم الدرس خلال المحاولتين الفاشلتين للاستحواذ على أم.تي.ان”. وتابع “سيلعب أوراقه بحذر هذه المرة على الأرجح”. وقطع ميتال شوطاً طويلاً من بيع قطع غيار الدراجات إلى تأسيس أكبر شركة للهاتف المحمول في الهند ليحتل المركز الثامن في قائمة فوربس لمليارديرات الهند بثروة تبلغ 8,2 مليار دولار. ويتصيد ميتال بنهم صفقات بيع في الأسواق الناشئة فيما تشهد السوق المحلية منافسة ضارية. وقال ميتال للصحفيين في جنيف في أكتوبر الماضي بعد وقت قصير من انتهاء المحادثات مع أم.تي.ان “مهمتي هي التحرك للأمام وليس النظر للوراء، سنواصل البحث عن فرص، وسنتطلع للأسواق الناشئة”. ويرى المحللون أن هيكل صفقة “أم.تي.ان” كان معقداً من البداية وسط كم هائل من المسائل القانونية والتنظيمية والسياسية والتي من المستبعد أن تكون سبباً في فشل الصفقة هذه المرة. وقال رومال شيتي المدير التنفيذي ورئيس وحدة الاتصالات في “كيه.بي.أم.جي” بالهند “في تقديري إن إدارة بهارتي بالكامل ستبذل الكثير من الطاقة والجهد في هذه المحاولة الأخيرة”. وأضاف “ستكون الهند سوقاً صعبة للغاية على شركات الاتصالات، إذا لم تقم هذه الشركات الآن سيفوتها القطار”. واعتبر ميتال (52 عاما) الذي تخرج في جامعة بولاية البنجاب الشمالية سوق الاتصالات الهندية فرصة سانحة عند فتح القطاع أمام القطاع الخاص في منتصف التسعينيات. وفي ذاك الوقت كانت “بهارتي” تعتبر لاعباً خارجياً في نشاط اجتذب الكثير من الشركات العملاقة في الهند ومن بينها “تاتاس” و”بيرلاس” و”ريلاينس” التي تمتلكها شركة “أمباني”. وكانت التوقعات محدودة لشركة لا تمتلك سوى ترخيص واحد لتشغيل شبكة محمول في دلهي واقتصرت علاقتها الوحيدة بعالم الاتصالات على صنع الهواتف ذات الأزرار. وواصل ميتال شراء الحصص والتراخيص ليوسع تغطية “بهارتي” في الهند وحول شركته التي تتخذ من نيودلهي مقراً إلى أكبر شركة لشبكات المحمول في الهند تسيطر تقريبا على ربع سوق الاتصالات اللاسلكية سريعة النمو في العالم. وخلال مسيرته ضم شركاء مهمين إلى مجموعة متنوعة من أنشطة الأعمال بينها تجارة التجزئة والخدمات المالية. وتمتلك شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية في سنغافورة وهي أكبر شركة للهاتف في جنوب شرق آسيا نحو 30% من “بهارتي أيرتل”. ومن بين الشركاء الآخرين لأنشطته “وول مارت” و”أكسا” و”ديل مونتي باسيفيك”. ويعرف عن رئيس بهارتي أنه يمتنع عن تناول اللحوم قبل أي مشروع كبير واتبع نظاما غذائياً نباتياً حتى 30 سبتمبر الماضي وهو الموعد النهائي للمحادثات بين “بهارتي” و”أم.تي.ان”. وميتال الثاني بين ثلاثة أبناء لأب يعمل بالسياسة. ويعمل شقيقاه في مجال الأعمال. وحصل رجل الأعمال المولع باليوجا والجولف على جائزة “بادما بهوشان” الهندية المرموقة.