الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الألمانية تستعين بالمتقاعدين

الشركات الألمانية تستعين بالمتقاعدين
26 سبتمبر 2015 20:50
راشتات (أ ف ب) يختار الكثير من الألمان قطع تقاعدهم مؤقتاً للعودة إلى مركز عملهم السابق، ما يؤمن لهم عملية انتقالية هادئة نحو التقاعد ولصاحب العمل إمكانية الاستفادة من مهاراتهم. ويقول اميل نيل، «التقاعد بين ليلة وضحاها ليس بالأمر السهل». وأمضى هذا المهندس، 62 عاماً، كل حياته المهنية تقريباً في شركة دايملر التي تنتج سيارات «مرسيديس». ومنذ أبريل بدأ تقاعده المبكر. إلا أنه استأنف عمله في الشهر التالي في إطار برنامج «سبايس كاوبويز»، في إشارة إلى فيلم كلينت ايستوود حول رواد فضاء متقاعدين يرجعون إلى العمل. ووضع هذا البرنامج سنة 2013. وتوضح كريستينا يوس، من دائرة الموظفين في دايملر، أن «نقل المهارات إلى الجيل الجديد لتبقى في إطار الشركة هو محور هذه المبادرة». وبموافقة الهيئة الإدارية للشركة، يعود المتقاعدون في إطار مهمات من ستة إلى تسعة أشهر في أقسام الإنتاج والبحث والتطوير أو المعلوماتية، ويتلقون أجراً يستند إلى أجرهم السابق. وتمتلك دايملر مجموعة من 600 موظف سابق في البلاد وقد سجلت 260 مهمة منذ إطلاق البرنامج. ولا تقتصر هذه المبادرة على شركة دايملر. فشركة «بوش» لأكسسوارات السيارات والأجهزة الكهربائية المنزلية أقامت، منذ عام 1999، فرعاً مؤلفاً من مجموعة من الخبراء المتقاعدين. وفي ملفاتها نحو 1600 شخص من عمال متخصصين وكوادر مستعدين للقيام بمهمات في ألمانيا والخارج. وفي عام 2012، حذت حذوها شركة «اوتو» العملاقة للبيع عن بعد وبات لديها مجموعة من خمسين متطوعاً تقريباً تلجأ اليهم مثلاً لاستبدال نظام معلوماتي قديم صمم داخل الشركة. وتؤكد جينفير بوشولتز، الناطقة باسم «اوتو»، أن «المتقاعد العائد لا يسرق مكان أحد. فالأمر لا يتعلق بمنصب دائم بل بمشروع محدد زمنياً نحتاج فيه إلى معارف محددة». وترى بوشولتز أن «تحقيق العائدات ليست الدافع الوحيد وراء ذلك»، معتبرة أن «الشعور بأنهم يفيدون بشيء ونقل مهاراتهم أمر مهم أيضاً». إلا أن «اي جه ميتال»، أكبر نقابة عمال في ألمانيا، تنظر بعين الريبة إلى هذه المبادرات. ويقول رومان تسيتسيلسبرجر، المسؤول عن منطقة بادن-فورتمبرج، حيث مقر دايملر وبوش، «لن تكون ظاهرة واسعة الانتشار أبداً. ولن يسمح ذلك بتلبية الحاجة إلى موظفين مؤهلين في المستقبل». ويشكل النقص في اليد العاملة المقدر بنحو 1,8 مليون شخص في ألمانيا بحلول العام 2020، مصدر قلق للأوساط الاقتصادية في بلد يتقدم سكانه في السن. ولا يزال أشخاص مسنون يحتفظون بوظائف في أول اقتصاد أوروبي، والأمر لا يعود فقط إلى رفع سن التقاعد تدريجياً إلى 67 عاماً. ففي عام 2014 كان لا يزال 14 % من الذين ينتمون إلى فئة 64-69 عاماً يعملون، في مقابل 6 % في عام 2005. ويؤكد اميل نيل انه لا يمانع أن يستمر في العمل «بين سنة وثلاث سنوات في حال بقيت صحتي جيدة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©