باحثٌ باعثٌ للجمال

بعد مرور أكثر من عام على نبأ إشهار أكاديمية الشعر في أبوظبي، أُعلن مؤخراً عن بدء استقبال طلبات التسجيل طيلة شهر مارس الحالي، وانطلاق الدراسة فيها· إذ تعدّ أحد أكبر وأهم مشاريع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وقيض لها أن تقوم بدور رئيس في عملية البحث في الشعر العربي وتوثيقه والسعي إلى إعادة إحيائه باعتباره أهم أشكال الإبداع· تسعى الأكاديمية برئاسة الباحث الإماراتي الأستاذ سلطان العميمي إلى رعاية الشعر العربي ودعمه ليكون له دور ثقافي إبداعي، حيث تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسة (الأكاديمية العلمية، المسابقات الشعرية، المطبوعات)· وإذا كانت المهمة الأساسية للأكاديمية تتمثل في تعزيز التواصل والتفاعل بين الباحثين وذوي الاختصاص· فليس أمثل من العميمي للتصدي لها، فقد أمضى نصف عمره في البحث والتأليف والنقد والتحليل الأدبي، وتضم مكتبات الدولة نتاجه القيّم المشعّ بالإضاءات التي سلطها تجاه الأسماء والتجارب الشعرية في الإمارات والمنطقة، فضلاً عن قراءات انطباعية ونقدية لهذه التجارب، سعت إلى التعريف بها لدى أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها· إن الاعتقاد بأهمية الرواة وأحاديثهم الشفهية في تدوين صفحات من التاريخ، هو اعتقاد سليم وصائب، لا يفترض به أن يغمط حق الباحثين الشباب ممن انهمكوا في البحث والتنقيب عن آثار خطوات الرعيل السابق، وفي طليعتهم سلطان العميمي الذي شكّلت بحوثه وكتبه مرجعاً لباحثين ومختصين في الأدب والتراث الشعبي، ومناراً لقراء مهتمين، ومنهلاً لصحفيي الإمارات والوطن العربي الذين عبّوا من معين حرفه، واستضاءوا بما سلّطه من ضوء سواء عبر عمله الإعلامي أو مؤلفاته التي تتناقلتها منتديات شبكة الإنترنت ليتلقفها الجالسون أمام شاشات ''الفلورسنت''· إن الإنجازات الكبيرة الماثلة أمامنا الآن، كانت قبل أعوام أحلاماً وطموحات لدى أصحابها، سعوا إلى تحقيقها، وتلك هي الخلاصة التي لا داعي لانتظار سنوات كي نراها تتحقق، فهي تومض أمامنا منذ الآن، مبشرة بمزيد من الدعم لأكثر مجالات الإبداع وأشهرها لدى أبناء الدولة، برئاسة باحث فذ خبرنا جميعاً حضوره الواثق اللامع خلال رئاسته لجنة تحكيم مسابقة ''شاعر المليون''، فضلاً عن كونه لم يكتف بالبحث عن الجماليات حيث وجدت في الشعر، بل كان بنفسه باعثاً للجمال·