لا مكان للمسنين أفضل فيلم

توج فيلم ''لا مكان للمسنين'' على عرش جوائز ''الأوسكار'' التي تمنحها الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم السينمائية، وذلك في الحفل الذي أُقيم مساء أمس الأول في مسرح كوداك بمدينة لوس أنجلوس الأميركية· وهيمن الأوروبيون هذا العام على جوائز ''الأوسكار'' الـ،80 وذهبت أربع من أكبر جوائز ''الأوسكار'' لهذا العام ولأول مرة منذ عام 1964 إلى غير الأميركيين، وهي: جائزة أحسن ممثل، وأحسن ممثلة، وأحسن ممثل مساعد، وأحسن ممثلة مساعدة· وتربع فيلم ''لا مكان للمسنين'' على معظم جوائز الحفل بحصوله على جوائز أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل ممثل مساعد، وأفضل سيناريو مقتبس· ويمثل هذا التتويج نجاحاً ساحقاً لصانعي الفيلم الأخوين جويل وإيثان كوين، الذين أظهرا مهارة خاصة في تحويل قصة قد تكون عادية إلى قصة تتطرق إلى قضايا الضعف الإنساني وحشدها بشخصيات مثيرة· وأصبح الشقيقان كوين ثاني شخصين يقتسمان جائزة ''الأوسكار'' لأحسن إخراج بعد روبرت وايز وجيرومي روبينز عن فيلمهما الموسيقي ''قصة الحي الغربي'' عام ·1961 وتحدث جويل كوين وهو يتسلم الجائزة عن أنه كيف كان هو وشقيقه ايثان يصنعان الأفلام منذ الصغر وان شقيقه أخذ آلة تصوير وذهب إلى المطار وهو صبي في الستينات ليصنع فيلماً أسماه ''دبلوماسية المكوك·· هنري كيسنجر رجل لا يهدأ''· وفيلم ''لا مكان للمسنين'' مأخوذ عن رواية كورماك مكارثي ويحكي قصة مطاردة عنيفة في إطار صفقة مخدرات تأخذ مساراً خاطئاً في جنوب تكساس ويتحدث عن الانهيار الأخلاقي في المجتمع وكان من بين مجموعة من الأفلام السوداوية التي تنافست على أكبر الجوائز في صناعة السينما الأميركية في حفلها الثمانين الذي أقيم في هوليوود· والجائزة الرابعة التي فاز بها الفيلم، هي جائزة أحسن ممثل مساعد التي كانت من نصيب الممثل الإسباني خافيير بارديم عن دوره كقاتل مختل عقلياً لم ينطق سوى بكلمات معدودة في الفيلم· وكان بارديم (38 عاماً) قد سبق أن رشح للفوز بجائزة أحسن ممثل عن دوره كشاعر كوبي في فيلم ''قبل حلول الظلام'' عام ·2000 وحصل البريطاني دانييل داي لويس للمرة الثانية على جائزة ''أوسكار'' أحسن ممثل عن دوره في الفيلم الدرامي ''سيكون هناك دم'' كمنقب سادي عن النفط في أوائل القرن العشرين والذي جاء صعوده إلى الثروة والسلطة على حساب نقائه الروحي· فيما حازت الممثلة الفرنسية ماريون كوتيلارد جائزة ''أوسكار'' أفضل ممثلة عن دورها في فيلم ''الحياة الوردية''· وحصلت الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون على جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم ''مايكل كلايتون''· أما فيلم ''جونو'' حول مراهقة حامل وكان الفيلم الكوميديا الوحيد المرشح في أعرق الفئات هذه السنة التي طغت عليها الأفلام العنيفة أو الدرامية، فقد فاز بـ''أوسكار'' أفضل سيناريو كتب خصيصاً للسينما لديابلو كودي· وفاز الفيلم الدرامي النمساوي الذي يتناول فترة المحارق النازية ''المزورون'' بجائزة أحسن فيلم أجنبي· وهذا الفيلم الذي أخرجه ستيفان روزوفيتزكي أول جائزة تحصل عليها النمسا في هذه الفئة من الجوائز وثاني ترشيح لها لجوائز ''الأوسكار''· وتغلب الفيلم على منافسيه من: إسرائيل، وكازاخستان، وبولندا، وروسيا في عام تعرضت فيه أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية التي تمنح جوائز ''الأوسكار'' لانتقادات شديدة لاستبعادها أفلام قمة مثل الفيلم الروماني ''أربعة أشهر وثلاثة أسابيع ويومان''· وفي الأفلام الوثائقية، اختار ناخبو أكاديمية فنون وعلوم السينما فيلم ''تاكسي إلى الجنب المظلم''، وهو يتناول قضية تعذيب ذهب ضحيتها معتقل أفغاني في قاعدة عسكرية أميركية· وفاز فيلم ''راتاتوي'' ويروي قصة جرذ يطمح إلى أن يكون طباخاً، وهو من إنتاج استديوهات ديزني، وبيكسار بجائزة أفضل فيلم صور متحركة· وهي ثاني جائزة لمخرجه براد بيرد في هذه الفئة· الأخوان كوين···مواضيع سوداوية هوليوود (ا ف ب) - يشكل الشقيقان جويل وايثان كوين اللذان فازا بجائزة ''أوسكار'' أفضل مخرج للعام 2008 ثنائياً قلما يفترق وهما ينسجان معاً منذ 25 عاماً تقريباً إحدى أكثر مجموعات الافلام تفرداً في السينما الاميركية· ويشكل ''أوسكار'' أفضل إخراج الذي حازه الشقيقان كوين عن الفيلم العنيف ''لا مكان للمسنين'' أول مكافأة كبيرة يحصلان عليها من أكاديمية فنون وعلوم السينما الاميركية التي سبق أن منحتهما العام 1997 جائزة افضل سيناريو عن فيلم ''فارجو''· والشقيقان كوين مخرجان ومنتجان وكاتبا سيناريو كما انهما يقومان باعمال مونتاج تحت الاسم المستعار ''روديريك جينز''· وقد وقع الشقيقان جويل (53 عاما) وايثان (50 عاما) منذ العام 1984 حوالي 12 فيلما فريدا يميزها حس فكاهي اسود ومواضيع سوداوية· والنجاح التجاري الذي حققه فيلمهما الاخير ادى الى رفع اسهم هذا الثنائي· ولد الشقيقان كوين في ولاية مينيسوتا شماليه في عائلة من الاستاذة الجامعيين· وقد اظهرا اهتماما بالسينما منذ طفولتهما· وجويل كوين خريج كلية السينما في جامعة نيويورك اما ايثان فدرس الفلسفة في جامعة برينستن العريقة· وبعد فيلم ''بلاد سيمبل''، في 1984 انتقلا الى فيلم كوميدي مع نيكولاس كيدج في العام 1987 بعنوان ''ريزينغ اريزونا'' حول ثنائي يخطف طفلا لتربيته· وقد تعززت سمعة الشقيقين كوين مع الفيليمن الكوميديين ''بارتون فينك'' (1991) و''فارجو'' (1996) اللذين حازا جائزة السعفة الذهبية في مهرجان ''كان'' للسينما·