الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللياقة البدنية تغير أسلوب حياة الناس وليس أوزانهم فقط

اللياقة البدنية تغير أسلوب حياة الناس وليس أوزانهم فقط
4 أكتوبر 2011 19:22
بات حلم الرشاقة واللياقة البدنية العالية مع وفرة من الصحة النفسية والجسمانية، أمراً يراود الجميع، وهدفاً يسعى إليه الكثيرون، لكن كم واحد منا استطاع أن يصل إلى هدفه متبعاً الأسلوب الصحيح؟ الإجابة بسيطة.. وهي قلة من الناس الذين تغلبوا على سمنتهم ووصلوا إلى مستوى عال من الرشاقة المشروطة بالصحة، وليس الحصول على هذا على حساب ذاك. رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.. خطوة العزيمة والإصرار نحو تغيير أسلوب الحياة الذي سينعكس على معالم الشخصية جميعها.. بهذه الكلمات بدأ مدرب اللياقة البدنية والعقلية الشاب المصري طارق أحمد، حديثه لكل من أرقه مظهره وعدم لياقته وأراد أن يتغير لكنه لم يعرف من أين يبدأ. شعور بعدم الرضا ومن أجل بث الأمل والتفاؤل في نفوس الجميع، يقص المدرب طارق 24 سنة قصته التي تعكس حالته قبل وبعد أن أصبح مدرب لياقة بدنية وعقلية ويقول: «عندما كنت طالباً في المدرسة والجامعة كنت سميناً جداً ولدي زيادة في وزني تقدر بـ43 كجم عن الوزن العادي المناسب لمثل عمري وطولي، وبعد أن أنهيت دراسة الهندسة الكهربائية في الجامعة وهممت بتسجيل ماجستير هندسة التحكم في المعهد البترولي في أبوظبي انتابني شعور بعدم رضا عن مظهري ووزني وقررت أن أتغير، وفعلاً اتخذت قراراً صارماً بأن أمشي كل يوم ساعة على كورنيش أبوظبي وأخفف من أكلي دون أن أحرم نفسي من شيء، وبعد مرور شهر ونصف الشهر شعرت بتحسن لياقتي، فقررت أن أحول المشي إلى ركض أو مشي سريعاً لمدة 40 دقيقة يومياً، واستمررت على هذه الحال لمدة 3 أشهر، وإذا بي أفقد 20 كجم من وزني، ففرحت كثيراً وتشجعت لأكمل الرياضة اليومية التي أقوم بها». رغبة جامحة ويضيف طارق: «نصحني زميل لي بعد ذلك بأن أسجل في مركز لياقة، وفعلاً قمت بذلك وواظبت على ممارسة الرياضة فيه حتى نزل وزني أكثر، وتولدت لدي رغبة جامحة لأصبح مدرب لياقة بدنية أتعلم خلالها كيف أمرن الناس وأساعدهم في إنقاص أوزانهم التي تسبب لهم عدم راحة وضيق نفسي كبير، وفعلاً ذهبت إلى دبي لأخذ عدة كورسات في إحدى المدارس المتخصصة في ذلك وتنوعت بين النظري والعملي، وقد نجحت في البداية في الامتحانات النظرية، لكنني أخفقت في الامتحانات العملية بسبب زيادة 15 كجم في وزني، لكنني لم أيأس وضاعفت التدريبات حتى تخلصت من 10 كجم منها وبعدها امتحنت ونجحت وأصبحت مدرب لياقة بدنية معتمداً، وذلك بحصولي على شهادات من أميركا نظراً لأن المدارس التي تدربت وامتحنت فيها تعد فروعاً لمدارس كبرى هناك». وقد عمل طارق في عدة مراكز ونواد مثل نادي أبوظبي الرياضي والذي يقدم فيه حصص لياقة جماعية، كما يقدم حصصاً شخصية، وذلك بذهابه إلى البيوت وتقديمه تمرينات خاصة لمن يطلبها، بالإضافة إلى تمرينات من نوع آخر تسمى إعادة تأهيل لهؤلاء الذين لديهم آلام في المفاصل كالركبة أو الظهر مثل كبار السن أو الذين خرجوا من عمليات جراحية، ووصف لهم الطبيب هذا النوع من العلاج. وفي السياق ذاته، يخبرنا طارق: لست بطبيب لكنني أستطيع عبر الكورسات التي أخذتها أن أعيد تأهيل بعض الحالات التي لا يرتفع لديها مستوى الألم عن 5 من 10، ويتحدد ذلك أيضاً في أوجاع الظهر والركبة والمفاصل بصورة عامة فقط، حيث أتعامل رياضياً معها لتتخلص من وجعها وتستعيد لياقتها». الإعداد للحياة حب طارق للتدريب لم ينسه حبه للهندسة، حيث انتهى من دراسة الماجستير في هندسة التحكم، وبدأ دراسة ماجستير آخر في التسويق، وذلك من أجل أن يكون ناجحاً في مشروعه الجديد الذي بدأه مؤخراً وهو تأسيس شركة للتدريب الشخصي وإعادة التأهيل البدني والعقلي أو ما يسمى بالإعداد للحياة، حيث يقوم من خلال هذه الشركة حديثة العهد بتقديم محاضرات ودورات للناس عامة تتراوح بين النظري والعملي يعلمهم فيها كيف يغيرون نظام وأسلوب حياتهم وتفكيرهم، مشيراً إلى أنه يتعامل مع الإنسان على أنه كل متكامل مع روحه وعقله وجسمه وليس مجرد جسد يريد منه أن ينقص وزنه عبر تمرينات معينة فيصبح كالآلة، إنما يريد أن يقلب حياة هذا الإنسان رأساً على عقب.. يعلمه كيف يمارس حياة طبيعية متكاملة يهتم عبرها بصحته وبأكله وبشربه وبنومه وبتفكيره وبلياقته، فكم من شخص كان الاكتئاب سبباً في زيادة سمنته فلو تخلص من الاكتئاب وغير تفكيره ونظر إلى الحياة ونفسه بشكل مختلف لوجد الأمر أبسط مما يظن، ووجد علاجاً نفسياً وجسمانياً في آن واحد، كما يقدم طارق دورات أو كورسات للمدربين يعلمهم كيفية التدريب البدني والعقلي، والذي يؤهله لذلك الشهادات التي حصل عليها. نظرة المجتمع ويشكو طارق من نظرة المجتمع الشرقي لمهنة مدرب اللياقة البدنية، إذ لا يقدرونها كما تقدر مهنة الطبيب والمهندس والمحامي وغيرهم، على خلاف الدول الأجنبية التي تقدر أصحاب هذه المهنة بشكل أكبر، مؤكداً أهمية هذه المهنة والدور الذي يلعبه المدرب في تغيير أسلوب حياة الناس وسلوكهم وتصحيحه نحو المسار الصحيح. من جانب آخر، يلفت طارق إلى وجود وعي بدأ يزداد في الآونة الأخيرة لدى سكان أبوظبي، لكونه من مواليدها، حول الاهتمام بالصحة وتنامي ثقافة الاهتمام بالوزن واللياقة البدنية عبر التسجيل في مراكز اللياقة البدنية أو ممارسة الرياضة كرياضة المشي في الأماكن العامة والكورنيش ونحوه. مواصفات المدرب الناجح يذكر طارق أن من أهم مواصفات مدرب اللياقة البدنية الناجح، أن يكون مدرباً قدوة في لياقته ونظام حياته ولديه قدرة على التواصل مع الآخرين، بحيث يفهم أطباعهم ونفسياتهم، إذ في كل يوم يلتقي بأناس جدد فعليه أن يكون على دراية بكيفية مخاطبتهم وتشجيعهم والتأثير فيهم، فلا يتعامل مع أجسامهم وأوزانهم فقط، بل يحاورهم ليتعرف إلى نفسياتهم ونظام حياتهم ليقدم لهم النصائح التي تعينهم على اكتساب اللياقة ونقصان الوزن الذي جاءوا من أجله، بالإضافة إلى درايته بأسس التدريب نفسه فهذا التدريب علم بحد ذاته لا مجال للعشوائية فيه. - اقتباس: طارق يشكو من نظرة المجتمع الشرقي لمهنة مدرب اللياقة البدنية، إذ لا يقدرها كما يقدر مهنة الطبيب والمهندس والمحامي وغيرهم
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©