الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رعاية المسنين» تضع وصفة لتجنب الأمراض في سن الشيخوخة

«رعاية المسنين» تضع وصفة لتجنب الأمراض في سن الشيخوخة
3 أكتوبر 2011 21:19
أصبح مجال رعاية المسنين من المجالات الرئيسة في المجتمعات المعاصرة، حيث يظهر الاهتمام برعايتهم من خلال النظم واللوائح التي نظمت أوجه الرعاية، بحيث لم تعد تقتصر على تقديم الخدمات المالية والمساعدات العينية فقط، بل امتدت مظلة تلك الخدمات إلى جميع النواحي بما يوفر السعادة للمسن، ويرفع من روحه المعنوية لتشمل الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية والترويحية وخدمات العناية الشخصية وغيرها من صور الرعاية. سعت دار رعاية كبار السن في إمارة عجمان إلى بلورة أهدافها من خلال العمل على إنجاز دراستين لتحديد الأسباب التي تؤدي إلى تدهور الصحة في الشيخوخة، وإلى الطرق التي يجب أن يتبعها الإنسان كي يعيش سنوات عمره بطريقة آمنة بعيدة عن الأمراض التي تقعده عن الحركة، وقد عمل على وضع الدراسة والثانية المكملة لها فريق من الأطباء من جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، بالتعاون مع مستشفى خليفة بن زايد في عجمان. ورش تدريبية إلى ذلك، قالت ليلى الزرعوني إن هذه الفكرة تبلورت من منطلق تثقيف المسنين بالطرق الصحيحة والسليمة، للوقاية من الأمراض الصحية والنفسية والاجتماعية والغذائية، ولحمايتهم من مشاكل ومعضلات التقدم في السن، لأن هناك الكثير من الأخطاء الصحية التي يرتكبها المسنون وتؤثر بشكل سلبي على صحتهم نتيجة قلة الوعي لديهم، لذا نظمت دار رعاية كبار السن في عجمان ورش تدريبية خاصة لكبار السن تحت شعار “مسن واع بصحته”، وتتنوع مواضيع هذه الدورات لتناقش أمور تخص المسنين. وأضافت أنه تم العمل على التنسيق مع الجهات المتخصصة لعمل دورات وورش عمل خاصة لكبار السن، وأيضا التنسيق مع جماعة أصدقاء المسنين لحضور الورشة، وكان العمل يجري على منح المسن معلومات تساعده على حماية ذاكرته ولتأخير الشيخوخة من خلال الالتزام بمجموعة من السلوكيات ومنها تقليل التوتر العصبي، حيث ثبت أن التوتر المزمن يعطل الأداء الطبيعي للذاكرة وخصوصا مع تقدم السن، كما أن هرمون التوتر له تأثير عكسي على المخ والذاكرة. وذكرت الزرعوني أن إدارة مستشفى خليفة في إمارة عجمان والفريق الطبي قدموا الكثير من المساعدات لأجل أن تثمر الدراسة عما يحقق مستقبل صحي أفضل للإنسان يرتكز عليه عند الشيخوخة، مشيرة إلى أن دار رعاية المسنين بعجمان تسعى إلى تحقيق رسالتها في نشر الوعي المجتمعي عن الشيخوخة ومشاكلها، وكيفية التعامل مع متغيراتها، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في جسم الإنسان تبدأ في حقيقة الأمر منذ ولادته، ولكن تأثير تلك التغيرات على كفاءة عمل أجهزة الجسم لا تبدأ إلا في فترة منتصف العمر، ويزداد تأثيرها مع التقدم في العمر، ومعرفة الإنسان بطبيعة عمل الجسم ومتطلباته الصحية والنفسية والغذائية قبل الدخول في هذه الفترة العمرية مهم جدا للحفاظ على الطاقة في مرحلة الشيخوخة، ولذلك فإن التعامل السريع مع هذه التغيرات يؤخر الأعراض المرضية والمشاكل الصحية. متوسطو العمر قالت الزرعوني إن مشروع “نحو مستقبل صحي أفضل”، هو مشروع صحي يستهدف الفئة العمرية من متوسطي العمر من 40-55 سنة من الجنسين، للكشف المبكر عن الأعراض المرضية التي تظهر مبكرا في هذه المرحلة العمرية، وتكون الضوء الأحمر الذي ينذر بكثير من الأمراض الشائعة في مرحلة الشيخوخة، والتي تتسبب في كثير من الأحيان بالعجز التام، كما يوفر المشروع التدخل الطبي المتكامل الدوائي والتأهيلي والغذائي اللازم لمواجهة الأعراض ولمنع تطورها المرضي بل وعلاجها نهائيا في الكثير من الأحيان. وتابعت أن ضرورة الالتزام بعمل اختبارات وتشخيصات في بداية منتصف العمر من 40 إلى 55 سنة لقياس الكثافة العظمية وضغط الدم والسكري للتدخل المبكر بالعلاج الوقائي سواء التأهيلي أو الغذائي والدوائي المتكامل من خلال برامج علاجية تأهيلية للوقاية من الأخطار التي قد يسببها تطور الأمراض مع التقدم في العمر. وأشارت الزرعوني إلى ضرورة تطبيق بعض البرامج الـتأهيلية المتخصصة للتدخل المبكر في علاج الحالات التي تم تشخيصها، على أنها مصابة بهذه الأمراض الأربعة في الفئة العمرية السابقة لسن الشيخوخة من 40 – 55 سنة، حيث يكون لكل مرض البرنامج التأهيلي المناسب له، ويلزم المريض بتنفيذه لفترة زمنية محددة، يقوم بعدها بعمل إعادة كشف لتحديد مدى تطور الحالة المرضية واستجابتها للعلاج، وذلك للحد من تأثير الأعراض الجانبية الخطرة للأمراض مع التقدم في العمر، والقضاء على بعضها نهائيا في بعض الحالات. وأوضحت الزرعوني أن تجنب العوامل المسببة للأمراض ضرورة حتمية، وعلى رأس تلك الأمراض الإصابة بالسمنة وقلة الحركة والنشاط وسوء التغذية، ولذلك يعد التشخيص المبكر لعيوب الجهازين العضلي والعظمي كبير الأهمية سواء على الانحناءات الجانبية في العمود الفقري أو اختفاء الانحناءات الطبيعية بهما أو اختلاف طول الساقين أو زيادة أو نقصان الانحناء الطبيعي أسفل القدم. تجنب الإصابة قالت الزرعوني إن إدارة المركز بالتعاون مع المختصين تقوم بنشر الوعي الصحي والغذائي لدى الأطفال والشباب، من خلال توزيع كتيبات يشرح فيها كيفية تجنب الإصابة بتلك الأمراض، وأيضا كيفية الاكتشاف المبكر لها وعلاجها أو التعامل معها بشكل يجنبهم خطورتها مستقبلا، وتتم التوعية أيضا من خلال إقامة الكثير من المحاضرات والندوات وورش العمل الداعية لاتباع نظام معيشي متزن وصحي ونشر الثقافة الصحية بين فئات المجتمع. ومن المهم أن تتوفر أقسام في مستشفيات الدولة متخصصة للكشف المبكر على العيوب الخلقية أو المكتسبة عند جميع الفئات العمرية واستخدام بعض الأجهزة التعويضية أو التكميلية أو التصحيحية لعيوب التراكيب العضلية العظمية المسبب الرئيس لمشاكل العمود الفقري والمفاصل. وأضافت تم توضيح المشروع وآليات تنفيذه من خلال محاضرات توعوية، ودعوة أحد الأقارب ممن تنطبق عليهم شروط التسجيل للمشاركة في المشروع، كما شاركت مجموعة من الجهات الخدمية والتي لها علاقة بالجمهور، كما تم تسجيل 40 حالة حتى الآن من الجنسين من فئة منتصف العمر من أبناء الدولة لأجل بالمشروع، وجرى العمل على تحديد مواعيد لعمل الفحوصات والكشوفات اللازمة لتحديد درجة الإصابة بأحد الأمراض الأربعة، موضع البحث في الدار وفي مستشفى خليفة بعجمان، حسب نوع الفحص لتحديد البرنامج العلاجي اللازم لكل حالة والبدء في تنفيذه. وأشارت إلى أن المرحلة الثانية من الدراسة بدأت منذ العام الجاري 2011 وتستمر حتى 2012 بناء على نتائج دراسة البحث السابقة، ومن خلالها يتم استهداف الفئة العمرية من 40-55 سنة، وهي المرحلة السابقة للشيخوخة ليتم إجراء الكشوفات والتحاليل والتشخصيات اللازمة للكشف عن الأعراض المبكرة، حسب درجة انتشار كل مرض وحسب العمر والنوع، وذلك بالتعاون مع منطقة عجمان الطبية. وأوضحت أنه سيتم تحديد البرنامج العلاجي والتأهيلي المتكامل سواء غذائي أو دوائي أو علاج طبيعي تأهيلي، واللازم لكل حالة حسب حاجتها ونتائج الكشف الطبي عليها، ويتم التطبيق لمدة ستة أشهر متتالية لكل حالة، ومن ثم يعاد الكشف والفحص الطبي على الحالات لتحديد درجة الاستفادة من تطبيق المشروع ولتحديد التوصيات اللازمة لتعميمه.
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©